«دافوس 2017» يحارب الفوارق الطبقية في الدخل والثروة

يجتمع زعماء العالم ورجال الأعمال والاقتصاديين والأكاديميين في المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، ويبدو المنتدى الذي انطلق، الثلاثاء، مختلفا في ظل توأمة «نصر الشعبوية» بفوز دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتأييد التصويت البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويرى الاقتصادي نوربيلروبيني، أن تصاعد «الشعبوية» ليست فقط في انتصار «ترامب» أو الخروج البريطاني، بل استبدادها في روسيا وتركيا والمجر وبولندا والفلبين وغيرها.
وأكد كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، أهمية إعطاء الأولوية للصالح الاجتماعي العام على المصالح الشخصية، قائلا: إنه «في بعض الأحيان يبدو أن العالم يطغى عليه التشاؤم والسخرية، ولكن علينا أن ننظر بطريفة واثقة نحو المستقبل».
ويناقش المشاركون في «دافوس» توجهات العالم خلال العام الجاري، وينعقد المؤتمر في ظل العداء المتزايد من جانب شريحة كبيرة من الشعوب الغربية حيال العولمة، ولاسيما الطبقات الوسطى التي تعاني من تراجع الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى مخاوف انعكاس البلبلة السياسية في انتخابات فرنسا وألمانيا ودول أخرى على العولمة.
ونُظم المنتدى هذا العام تحت شعار «مسؤولية القادة»، لتدارك القطيعة بين النخب والطبقات والوسطى، في دعوة إلى البحت عن الأسباب خلف غضب الناس وعدم ارتياحهم.
ونشر المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعتبر الإقصاء الاجتماعي والتفاوت الاقتصادي الخطرين الأكبر، دراسة، الاثنين الماضي، تكشف أن متوسط الدخل السنوي تراجع في الدول المتقدمة على مدى 5 سنوات.
وفي معرض حديث رئيسة المنتدى الاقتصادي العالمي للتنافسية العالمية، مارجريتا درينيكانوز، قالت: إن «تجمع دافوس هذا العام يسعى لإيجاد حلول لعدم المساواة في الدخل»، مؤكدة أن «دافوس» مفتوح للأصوات الشعبية، وعلى السياسيين المنتخبين تمثيل وجهة نظر الناس، جنبا إلى جنب مع ممثلي المجتمع المدني والجمعيات الخيرية وغيرها، لكن معظم الاقتصاديين المشددين على خطورة عدم المساواة الاقتصادية، ليسوا مقتنعين بأن «نخبة دافوس» سوف تجد إجابات.
وأبرز تقرير المنتدى الاقتصادي الصادر منذ أيام، أن أغني 1% من الناس في الولايات المتحدة قد أبلوا بلاء طيبا العام الماضي، وفي توقيت متزامن نشر مجموعة من الاقتصاديين في المعهد النرويجي للاقتصاد، وجامعة ستوكهولم، نتائج تجربة ما إذا كان الأميركيين أكثر ارتياحا إيذاء عدم المساواة من النرويجيين.
وأراد الباحثين تقديم مدى رد فعل الناس على عدم المساواة التي تنبع من الحظ، مقترحين أن كل من «عامل أ» و«عامل ب» حصلا على نفس التقييم، لكن القرعة العشوائية قررت أن يحصل «العامل أ» على المكافأة، وطلب من العينة المراد استطلاعها قرار ما إذا كانوا سيتركون الأمور كما كانت عليه، وإعادة توزيع المكافأة بين هذين العاملين، كما توصل الباحثين إلى أن 80% من العينة في النرويج اختاروا إعادة توزيع المكافأة بين العاملين بالتساوي، بينما اختار 50% من الأميركيين مشاركة المكافأة.
ونددت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية بهذه التوجهات، ونشرت دراستها السنوية الصادرة حديثا، أن أكبر 8 أثريا في العالم يملكون ثروة توازي ما يملكه نصف سكان العالم الأكثر فقرا.
وأظهرت دراسة لمكتب «إيدلمان» للعلاقات العامة، أن الثقة في الحكومات والشركات ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية تراجعت بشكل كبير في الدول ال28 المشمولة في الدراسة، كما أوضح رئيس المكتب ريتشارد إيدلمان، أنه «انهيار في الثقة».
وذكر الاتحاد النقابي الدولي «يوني جلوبال يونيون»، الذي يشارك رئيسه فيليب جينينغز، كل سنة في منتدى «دافوس»، أنه بعد 30 عاما من الأرباح القياسية، كان أمام الأعمال فرصة لتوفير الازدهار للجميع، لكنها فشلت، وهي الآن تدفع الثمن السياسي.
وبالرغم من ذلك تعد المشكلة الواحدة والواضحة في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، أن الحضور من السياسيين وكبار رجال العمال والاقتصاديين وغيرهم من النخبة العالمية هم الذين قادوا الاقتصاد العالمي لحالته الراهنة، فقضايا مثل عدم المساواة الاقتصادية، وتغير المناخ، تصدرت جدول أعمال المنتدى لعدة سنوات، كما احتل «التفاوت الشديد في الدخل» المرتبة الأخطر والأكثر تهديدا للاقتصاد العالمي في أعوام «2012 و2013 و2014».