المشكلات تحاصر «الكبار» قبل انطلاق بطولة الجابون

على الرغم من أن بطولة كأس الأمم الأفريقية لم يتبق على انطلاقها سوى أسبوع واحد فقط، إلا أن العديد من المنتخبات الكبيرة وذات التاريخ العريق على صعيد القارة السمراء مازالت تعانى الكثير من المشكلات التى تهدد مسيرتها فى العرس الأفريقى وتزيد احتمالات خروجها المبكر من المنافسات، على الرغم من ترشيحها فى الوقت نفسه للتأهل والمنافسة على اللقب.
البداية من منتخب الكاميرون العريق الملقب ب«أسود أفريقيا»، فالفريق يدخل البطولة وسط طموحات جماهيرية كبيرة للعودة من جديد لمعانقة الألقاب بعد ابتعاد طويل، إلا أن هذا الحلم يتطلب مجهوداً كبيراً من لاعبيه فى ظل المنافسة الشرسة التى تنتظره.
كشف موقع «أول أفريكا» فى تقرير له عن أن الفريق الأسود يعانى من مشكلتين رئيسيتين فى البطولة تتمثل الأولى فى غياب القائد الملهم للفريق، فمنذ اعتزال الأسطورة صمويل إيتو لم يجد الفريق قائداً قوياً ورمزاً لباقى زملائه فى الفريق مثله. أما المشكلة الأخرى التى يعانى منها الفريق، وهى الأهم، فمتمثلة فى هروب النجوم من تلبية نداء الوطن وتفضيلهم اللعب مع أنديتهم الأوروبية.
ووفقاً لما أعلنه الاتحاد الكاميرونى لكرة القدم، فقد رفض 7 لاعبين الدعوة التى وجهها لهم البلجيكى هوجو بروس، المدير الفنى للفريق، وعلى رأسهم ثنائى «البريمييرليج»، مدافع ليفربول القوى جويل ماتيب والظهير الأيسر لوست بروميتش البيون آلان نيون.
أما المنتخب المغربى، فطامته الكبرى متمثلة فى الإصابات، وكتبت صحيفة «أخبارنا» المغربية الإثنين: «عاصفة الإصابات تضرب أسود الأطلسى»، فخلال معسكر الفريق، تعرض مهدى بن عطية مدافع يوفنتوس الإيطالى لإصابة قوية، كما استدعى الفرنسى هيرفى رينارد عمر القادورى بدلاً من مهاجم واتفورد الإنجليزى نورالدين أمرابط الذى تعرض لإًصابة فى الكاحل بدوره.
وكان الثنائى يونس بلهندة، لاعب نيس الفرنسى، وأسامة الطنان، لاعب وسط سانت إيتيان الفرنسى، قد استبعدا من المعسكر بدوريهما للإصابة.
وأكد الجهاز الطبى للمنتخب الإثنين أن نجم ساوثهامبتون الإنجليزى سفيان بوفال خرج من المنتخب وينتظر أن يضم رينارد إسماعيل الحداد لاعب الوداد بدلاً منه. وقال رينارد: «نعانى أزمة كبيرة بسبب الإصابات، ولكننا نتعامل مع المجموعة المتواجدة من اللاعبين، ونأمل ألا نتعرض لإصابات جديدة».
يلعب المغرب فى المجموعة الثالثة بكأس الأمم إلى جوار ساحل العاج والكونغو الديمقراطية وتوجو. ويواجه الفريق نظيره المنتخب الفنلندى ودياً فى آخر استعداداته بمعسكره الحالى بالإمارات بعد غدٍ قبل السفر للجابون.
أما جاره المنتخب التونسى فيعانى بشكل كبير على الصعيد الدفاعى، وكشفت تقارير صحفية محلية أن الفريق يواجه أزمة كبيرة فى خط الدفاع حيث كشفت المباريات الودية الأخيرة وجود الكثير من الثغرات به، وعلى هنرى كاسبرجاك، المدير الفنى ل«نسور قرطاج»، البحث عن حلول لهذه الأزمة سريعاً قبل أن يدفع الفريق الثمن غالياً.
وجاءت الهزيمة الأحد من مصر لتؤكد قلق الجماهير بعدما جاءت بهدف قاتل من هفوة دفاعية فى نهاية المباراة.
المنتخب الجزائرى بدوره لديه مشكلات كثيرة سواء على صعيد الدفاع أو على صعيد الانسجام بين مجموعة اللاعبين الحاليين فى المنتخب تحت القيادة الفنية الجديدة لجورج ليكنز المدير الفنى البلجيكى.
وطالبت الصحف التونسية، ليكنز، بسرعة البحث عن حلول للربط بين وسط الملعب والدفاع وغلق المساحات فى الخط الخلفى والقضاء على الثغرات التى يتغلل منها المنافسون لدفاعات الفريق.
ويبقى المنتخب الوطنى بدوره العائد للمشاركة فى النهائيات بعد غياب لثلاث بطولات مضت سبقها الفوز بثلاث بطولات متتالية. وتعتبر أزمة حارس المرمى مشكلة كبيرة فى ظل الحالة الفنية المرتفعة للثنائى أحمد الشناوى وشريف إكرامى، بالإضافة لوجود المخضرم عصام الحضرى الذى حمى عرين الفريق فى المباريات الأخيرة بمشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018. ويصر الحضرى على المشاركة أساسياً فى البطولة، فى حين أن أخطاءه فى مباريات الدورى فى الفترة الماضية تقلق الجهاز الفنى.
كما يبدو الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى للفريق، حائراً فى الاختيار بين اللاعبين الذين سيعتمد عليهم فى قلب الدفاع من الثلاثى سعد سمير المتألق مؤخراً وعلى جبر والخبرة أحمد حجازى.
أخيراً، فى المنتخب الغانى هناك أزمة كبيرة متمثلة فى مشكلة عدم الثقة بين المدير الفنى للفريق الإسرائيلى إفرام جرانت ومجموعة نجوم الفريق الذين يبدو أنهم غير مقتنعين بأسلوبه ولا جدارته بقيادة الفريق.
كما تمتد هذه الأزمة للشارع الغانى الذى يوجه انتقادات حادة لجرانت وحمّله مسؤولية الخسارة الأخيرة أمام مصر فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018. وكشف تقرير نشره موقع «غانا ويب» أن البطولة ستكون الفرصة الأخيرة لجرانت على رأس الجهاز الفنى للفريق، وستنتظره الإقالة حال عدم التتويج بأى لقب.