«مَراثِى النِّسَاء فِي حَماسَة البُحتريِّ».. دراسة ماجستير تحوز الامتياز

حصل الباحث ياسين عطية عبدالمجيد جمعة، المعيد في قسم البلاغة والنقد في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، أمس الأول، السبت، على درجة الماجستير بتقدير عام ممتاز، عن الدراسة التحليلية، التى قدمها بعنوان: «مَراثِى النِّسَاء فِى حَماسَة البُحتريِّ - دراسة بلاغيَّة موازنة».
تكونت لجنة الإشراف من الأستاذ الدكتور محمد الأمين الخضري، أستاذ البلاغة والنقد المتفرغ بالكلية (مشرفًا)، والدكتور سعيد علي شلبي، مدرس البلاغة والنقد بالكلية (مشرفًا مساعدًا)، ومناقشة الأستاذ الدكتور عاطف محمد محمود الأكرت، أستاذ البلاغة والنقد المساعد بالكلية (مناقشًا داخليًّا)، والأستاذ الدكتور شعبان محمد علي كفافي، أستاذ ورئيس قسم البلاغة والنقد في كلية اللغة العربية بالزقازيق (مناقشًا خارجيًّا).
حضرت «المصري اليوم» مناقشة الرسالة التي شهدت سجالًا بلاغياً ثرياً بين الباحث وأساتذة البلاغة والنقد، أمتع الحضور من إعلاميين وأساتذة الجامعة ومعيدين وطلبة، وانتهى المناقشون إلى منح الباحث درجة الماجستير بتقدير امتياز بعد تدقيق ومراجعة بعض ما خلصت إليه آراء علماء البلاغة والنقد، خلال المناقشة.
وكشف الباحث- وهو أحد أبناء «المصرى اليوم»، وزميل سابق بقسم المراجعة اللغوية بالجريدة- عن أن موضوع هذه الدراسة هو تحليل الشعر والبحث فى خصائص نظمه ودلالاته، من حيث كونه طريقًا إلى معرفة حدِّ فصاحة القرآن الكريم، الذى أنزله الله- تعالى- متحديًا أرباب الفصاحة وأساطين البيان.
يقول ياسين عبدالمجيد: «تكمن أهمية الدراسة في أنها تقف على جانب من جوانب الإبداع الأدبي عند المرأة، وهو الإبداع الشعري، لا سيما أن الغرض الذي تتناوله هو الرثاء الذي اشتهرت به، بل إنها تفوقت فيه على الرجال، كما أن هذه الدراسة تفتح الباب لدراسة ما تضمنه أحد أهم كتب الاختيارات الشعرية، وهو كتاب الحماسة للبحتري، الذي أهمله الشُّرَّاح والنقاد، ولم يلق من العناية والاهتمام ما توافر لحماسة أستاذه أبي تمام».
ويؤكد الباحث: «تُعنى الدراسة بالباب الأخير في حماسة البحتري، الذي خصَّصه لأشعار جماعة من النساء في الرثاء، وعددهن إحدى عشرة شاعرة؛ فقسَّمهنَّ الباحث إلى جاهليات ومخضرمات وأمويات وعباسيات، متناولاً أشعارهن بالتحليل البلاغي الكاشف عن السمات التعبيرية والخصائص البلاغية، ثم عقد فصلاً للموازنة بينهن في المعاني التي اتفقن فيها، مبينًا أوجه التلاقي والافتراق في التعبير عن هذه المعاني وصولاً إلى الحكم بالتميُّز والأفضلية لأيٍّ منهن».
وقد خَلَصت الدراسة- حسب تأكيد الباحث- إلى العديد من النتائج، من أهمها: دوران معاني الشاعرات الإحدى عشرة حول أربعة محاور رئيسة، هي: «البكاء على الميَّت، وذِكْر مناقبه، وبيان خسارة فقده، والدعاء له»، كذلك امتيازُ المعجم الشِّعْري لأغلب شاعرات الدراسة بالسهولة والقرب، والبعد عن الغريب، وبخاصة الشاعرات الجاهليات، وقد أبانت الدراسة عن الملكة البيانية لدى النساء، وتصرفهن في فنون القول، والقدرة على التعبير عن مرارة الفقد وألم الفراق بأبلغ العبارات وأفصح التراكيب، وجاءت الخنساء أكثر شاعرات الدراسة بكاءً وعويلاً على المرثيِّ، وأداتُها في ذلك الحشدُ المكثف للألفاظ الممتلئة حزنًا ودموعًا.
يضيف الباحث: «انتهت الدراسة إلى بعض التوصيات، منها: التوجُّه إلى دراسة إبداع المرأة الأدبيِّ عامةً، والإبداع الشِّعْرى خاصةً، من الوجهة البلاغية، كذلك طَلَبُ مسائل البلاغة فيما يزخر به تراثنا من كتب الاختيارات الشعرية، التى تحوى فى بطونها كنوزًا لم تمتدَّ إلى أغلبها يَدُ البحث والدراسة، بما يُسْهم فى تطوير البحث البلاغى بنقله من التقعيد إلى ساحة التطبيق».