ولما كانت السنه الحاديه عشر بعد الالفين وفى بدايه شهر كانون الثانى انتشر بين العباد والشباب منهم خاصه دعوات للتجمع والمظاهرات .وقد استخدموا فى دعوتهم تلك احدى بدع الغرب والتى ماانزل الله بها من سلطان وهى عباره عن جهاز عجيب به العديد من الازرار يطلقون عليها لوحه مفاتيح ومن خلال هذا الجهاز ولوحه المفاتيح يستطيع كل شخص التحدث الى الاخر كتابه او مشافه.وانى اعدها من العجائب والغرائب فى ذلك الزمان حيث لم يعد المرء فى حاجه لارسال مرسال الى شخص بعيد عنه او انتظار رده الذى قد ياتى بعد اسابيع او شهور .وقد اعدوا العده ان تنطلق تلك التجمعات يوم الخامس والعشرين من كانون .وقد انتشرت تلك الدعوات بين العباد انتشار النار فى الهشيم وفى غضون ايام معدودات علم بها القاصى والدانى حتى بين الافراد الذين لا يمتلكون هذا الجهاز العجيب .وكان العباد يهدفون من تجمعاتهم تلك مطالبه السلطان بالحريات وانها لكلمه عجيبه انتشرت فى زمانهم هذا واصبحت جميع الالسن تلوكها وعندما تحدثت لبعضهم عن ماذا يقصدون بتلك الكلمه . اخبرونى انها تعنى ان يشارك العباد السلطان فى الحكم وانها والله لعجيبه ان تطلب الرعيه مشاركه السلطان فى حكمه .ولما علم السلطان بتلك الدعوات استدعى وزير دركه مستفسرا منه عن تلك االدعوات المنتشره بين الرعيه .فحضر اليه وزير الدرك مسرعا وهو يتعثر فى جلبابه واخبر السلطان )مولاى السلطان لاتقلق من هذه الشراذم انهم فئه قليله يريدون تأليب العباد على حكمك الرشيد ولكننا لهم بالمرصاد وسوف نحصرهم فى جحورهم ونقضى عليهم) فانشرحت اسارير السلطان بعد ان كان القلق مسيطرا عليه خاصه بعد ان حدث شئ سبيه بذلك فى احدى الدول المجاوره والتى تدعى تونس الا انه كان واثقا ان رعيته ليست كرعيه تونس وان رعيته رعيه خاضعه فقد فعل بهم الكثير وحكمهم السنين الطوال ولم يصدر من تلك الرعيه الا كل تسبيح بحمده وبحكمته وقد تاكد له ذلك من تلك الصحف السلطانيه وجهاز عجيب اخر يسمى التلفاز ينتشر بين الرعيه فى منازلهم يستطيعوا ان يروا به الاحداث وكان ذلك التلفاز يسبح بحمد السلطان ليلا نهارا.وقد اكد له الوزير المسئول عن ذلك الجهاز وهو شخص يتسم بحده القسمات وبقله الشعر والعقل ايضا انه لا داعى للقلق فسوف يستمر الجهاز فى بث الدعايه بين الرعيه بان هؤلاء الشراذم هم اعداء البلاد ويريدون لها الخراب حتى يصبح مجمل الرعيه فى صف سلطان البلاد وعندما جاء اليوم الموعود انتشرت فى البلاد عساكر الدرك منذ الصباح الباكر .وكان وزير الدرك مطمئنا بانه لن يستجيب لتلك الدعوات الكثير من الرعيه خاصه انه قد تم مثيل تلك الدعوات من قبل ولم يستجب لها العباد الا انه كان اكثر مايسؤه انهم قد اختارو لتلك الدعوات يوم هو فى الاصل اليوم الذى يحتفل فيه العسكر بعيد لهم يدعونه عيد الشرطه وهو ماحرمه من الاجازه وقد جعلوة يقسم انه بعد انتهاء هذا اليوم سوف يذيق الرعيه ما لم يروة من قبل جزاء لهم على تكدير صفو ذلك اليوم وفى الساعه الثانيه بعد ظهر الخامس والعشرون من كانون خرجت جماعات من العباد من العديد من الاماكن حتى اصبح عددهم باالاف .وقد اثارت تلك الاعداد غضب السلطان من وزير دركه بعد ان اكد له انهم شرذمه قليله .واستدعى السلطان وزير دركه وتحدث معه غاضبا (اين هم تلك الشرذمه القليله التى حدثتنى عنها انهم جحافل من العباد كيف سوف تتعامل معهم ايها الوزير) فاخبره الوزير بانه من السلامه ان نتركهم يسيرون ويهتفون وعند انتهاء النهار سوف يستبد بهم الملل ويغادرون كل الى بيته . فوافقه السلطان وهو يضمر اقالته بعد انتهاء تلك الاحداث وعندما حل اليل لم تنصرف الرعيه واتجهت لميدان كبير يتطلق عليه ميدان التحرير مقريرين المبيت به وعدم مغادرته الا بعد تحقيق مطلبهم بالحريه . وهنا استشاط السلطان غضبا موجها اوامره لوزير الدرك بان يصرف الرعيه من ذلك الميدان باى وسيله ممكنه حيث ان ذلك الميدان يراه العالم اجمع من خلال التلفاز وهو مايظهره كسلطان ضعيف لا يستطيع التحكم فى رعيته . فاستجاب الوزير للامر وهو ما كان ينتظره بالفعل واصدر اوامره لعسكره بفض الرعيه من الميدان باستخدام كل قوه ممكنه . وانطلق العسكر يثخنوا العباد ضربا حتى تفرقوا. وهدئ بال الوزير بعد ان نجح فى مهمته وقد مر ذلك اليوم العصيب وشرع فى وضع الخطط التى تحاول دون قيام الرعيه بتكرار تلك الفعله مره اخرى الا ان المفاجأه هى استمرار خروج الرعيه فى اليومين التاليين وهو ما انهك العسكر من مطاردتهم . وفى اليوم الرابع وقد كان يوم جمعه اطلق عليه العباد يوم جمعه الغضب وبعد انتهاء صلاه الجمعه خرج العباد من الجوامع باعداد غفيره وصلت الى اكثر من مليون مطالبين ايضا بالحريه مقريرن انه لا رجوع الى البيوت الا بعد الحصول عليها وتعامل وزير الدرك بكل الشده مع الرعيه واسقط منهم العديد من القتلى حتى يخشى الباقون على حياتهم ويعودوا الى بيوتهم .الا ان النتيجه كانت عكسيه فقد زاد ذلك اصرار الرعيه على مطالبهم وتوجهوا فى كل المدن الى الميادين الكبرى للمبيت فيها معتصمين حتى يتحقق مطلبهم والشئ العجيب ان السلطان وافراد حكومته فى اثناء كل تلك الاحداث لم يخرجوا للرعيه لمخاطبتهم وتهدئه روعهم مما اكد للرعيه بانهم ليس لهم قيمه لدى السلطان او ايا من افراد نظامه. وفى نهايه يوم جمعه الغضب قرر السلطان التعطف بمخاطبه رعيته وقد بشرهم بانه سوف يعزل افراد حكومته التى تسببت فى شقاء العباد ويستبدلهم باشخاص اخرين لديهم قبول لدى الرعيه ولكن للعجب لم يرضى هذا ايضا الرعيه وتحولت مطالبهم من الحريه والعداله الاجتماعيه الى سقوط السلطان ذاته وانهم معتصمون حتى يرحل السلطان ولم كان عسكر الدرك قد انهكوا وفقدوا السيطره على الرعيه امر السلطان بنزول الجيش لعل ذلك يرهب الرعيه ويترجعوا عن مطلبهم بازاحته ولكن ذلك المخطط فشل ايضا حيث ان ارعيه لم تخشى من الجيش بل ان الجيش التحم بالرعيه ولم يلحق بهم ايه اذيه وهنا اسقط فى يد السلطان حيث كان الجيش اخر الوسائل المتبقيه لديه لمواجه الرعيه فاقترح عليه اهل حظوته ان يخرج للرعيه مخاطبا بانه سوف يترك حكم البلاد فى نهايه العام وانه سوف يولى نائبه اداره شئونها حتى تاتى الرعيه بمن تراه مناسبا للحكم وكان يدرك بانه بذلك حقق مطلب العباد وبانهم سوف يهدئوا وينسحبوا الى بيوتهم . وللعجب مره اخرى لم تستجب اغلب الرعيه لخطاب السلطان واعتبرته مناوره يقوم بها للبقاء فى السلطنه الا ان البعض الاخر من الرعيه راى ان ماقام به السلطان كاف وانه يجب ان نتركه لاخر العام حتى يرحل خاصه انه كبيرنا ومحقق نصرنا الا ان مازاد الطين بله هو هجوم شنه مجموعه من البلاطجه على الرعيه باستخدام الجمال والخيول وكنت اظن انه لم يعد مكان لاستخدام تلك الحيوانات فى الحروب حيث رايت لديهم العديد من الادوات الحربيه الحديثه التى تسمح لهم اذا امتطوها للتحرك بسرعه وكانت تلك الموقعه التى اطلق عليها العامه والخاصه موقعه الجمل قد افقدت السلطان التعاطف الذى اكتسبه عند بعض الرعيه حيث اعتبروها تدبير من خاصه السلطان لارهابهم وانه ليس صادقا فيما وعد واستمر اعتصام الرعيه فى الميادين واخذت العامه والخاصه تتحدث فى شئون البلاد وماسوف تئول له الاحداث وقد حاول السلطان بكل الاساليب اقناع الرعيه بالتوقف عن تلك الاعتصامات وذلك باستخدام اركان نظامه الا ان كل تلك المحاولات لم تفلح فى ائناء الرعيه عن مطلبهم برحيل السلطان ولما جاء يوم الحادى عشر من شباط خرج نائب السلطان على التلفاز وهو يبدوا مكسورا ويكاد ان يبكى معلنا تخلى السلطان عن الحكم وتسليمه لعسكر الجيش لداره شئون البلاد وانتشرت فى عموم البلاد مظاهر الفرح والاحتفال بتحقيق مطلبهم حتى يختارو من يتولى امرهم