قللت أزمات وصراعات الكرة المصرية في عام 2016، من متعة وجمال اللعبة، فتعددت المشاكل وكثرت وتوالت الأزمات، وباتت تمثل صداعا مزمنا لمحبي وعشاق الساحرة المستديرة. ونرصد من خلال التقرير التالي أبرز الأزمات التي ضربت الكرة المصرية، وعكرت من صفو وجمال ومتعة اللعبة على مدار العام 2016. استمرار غياب الجماهير ما زالت أزمة غياب الجماهير عن المدرجات، تمثل ضياعا لرونق وجمال اللعبة في المسابقات المصرية، فاستمرت الجهات الأمنية المنوطة بحضور الجماهير للمباريات، تعنتها في رفض عودة أنصار اللعبة لمساند أنديتها من قلب المدرجات، لتبقى مباريات الدوري المصري بلا طعم ولا رائحة، تغيب عنها متعتها الأولى. ثانياً: أزمات الملاعب الحال يبقى كما هو عليه، فما زال التضارب في اختيار الملاعب التي تحتضن المباريات، وأزمات رفض بعض الأندية إقامة مبارياتها على ملاعب محددة من قبل الجهات الأمنية، مسلسلا تواصلت حلقاته في عام 2016، ومن أبرز هذه الأزمات لقاءا القمة في الموسم الماضي، فرفض الزمالك خوض اللقاء على برج العرب، قبل أن يتراجع عن موقفه ويقبل احتضان الملعب للمواجهة، وتكرر السيناريو في لقاء الدور الثاني عقب رفض القطبين أكثر من ملعب حددته الجهات الأمنية بالتنسيق مع اتحاد الكرة، في الوقت الذي دائمًا ما تتكرر الأزمة خلال مباريات الأهلي مع الأندية الشعبية «الإسماعيلي والمصري»، ورفض كل طرف إقامة اللقاء على الملعب الذي يفرضه اتحاد الكرة بناء على موافقة الأمن. ثالثاً: وقفة احتجاجية لرحيل «طاهر» وقرار المحكمة بحل المجلس تجمهر عدد من أنصار النادي الأهلي في أكثر من مرة أمام بوابات النادي بالجزيرة، مطالبين برحيل محمود طاهر، رئيس مجلس إدارة النادي، عن منصبه، عقب إخفاقات فريق كرة القدم، وفقدانه الألقاب الواحد تلو الآخر، على المستوى المحلي والقاري، وقرار محكمة القضاء الإداري بحل مجلس الأهلي وبطلان الانتخابات، قبل أن تعود الأمور للاستقرار مجددًا، وقرار وزير الرياضية بتعيين المجلس ذاته لفترة مؤقتة لحين إجراء انتخابات جديدة. ألتراس أهلاوي يقتحم التتش عقب إخفاقات الفريق الأهلاوي لكرة القدم بفقدان لقب كأس مصر أمام الزمالك والخروج المبكر من بطولته المفضلة دوري أبطال أفريقيا، يقتحم عدد كبير من أفراد رابطة ألتراس أهلاوي ملعب التدريب خلال مران الفريق، في محاولة للاعتداء على اللاعبين في مشهد فوضوي لم نعتاد مشاهدته داخل جدران النادي الأحمر، قبل أن ينجح الأمن في السيطرة على الموقف. أزمات مرتضى منصور مع التحكيم والتهديد بالانسحاب أزمات لا تنتهي لمرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، مع لجنة الحكام الرئيسية باتحاد الكرة المصري، فمع كل خطأ تحكيمي ضد فريقه أم لمصلحة المنافس فريق النادي الأهلي، يخرج مرتضى بتصريحات نارية يتوعد خلالها التحكيم ويشن حملات هجوم شرسة على أعضاء اللجنة ورئيسها، بدايةً من خالد الغندور مروراً بأحمد الشناوي ووجيه أحمد وعصام عبدالفتاح ورضا البلتاجي، فلن يفلت أحد من هجوم رئيس الزمالك الدائم والمستمر على الحكام، فضلاً عن قرار الانسحاب من المسابقات المصرية من قبل رئيس الزمالك في أكثر من مناسبة، آخرها عقب لقاء الأهلي والمقاصة اعتراضًا على قرارات الحكم إبراهيم نور الدين، مما شجع بعض الأندية على السير على النهج ذاته واتخاذ قرار بالانسحاب من المسابقات المحلية، قبل تراجعهم جميعاً عن القرار. أزمات الإعلام الرياضي لم يكتف الإعلام الرياضي بنقل الأزمات والصراعات للمُشاهد عبر شاشات التلفاز، بل شهد صراعات بين زملاء المهنة، أبرزها أزمة الإعلامي أحمد شوبير مع المعلق الرياضي أحمد الطيب، واشتباك الثنائي بالأيدي أمام مرأى ومسمع الجميع عبر إحدى الفضائيات، فضلاً عن أزمة أخيرة بين شوبير ومدحت شلبي قبل مباراة منتخبي مصر وغانا بتصفيات مونديال روسيا، بسبب حقوق البث الفضائي، المناوشات المستمرة من الجانبين. مرتضى وميدو صراع محتدم بين أحمد حسام ميدو، المدير الفني الأسبق للزمالك، ومرتضى منصور، رئيس النادي، في أعقاب رحيل ميدو عن تدريب الفريق الأبيض، حيث فتح «العالمي» النار على رئيس النادي الأبيض بتصريحات مثيرة، مهددًا إياه بعدم السكوت عقب إقالته بطريقة غير لائقة لتاريخه، على حد وصفه، لتبدأ الجرب الكلامية بين الطرفين وتستمر لفترة طويلة عبر شاشات الفضائيات، قبل أن ينتهي الأمر في الأيام الأخيرة الماضية ويعلن مرتضى أن ميدو في مقام نجله الصغير. ثامناً: فرج عامر وأزمة إهانة فييرا لمصر تتسبب أزمة الدولار في رحيل جميع مدربي أندية الدوري العام من الجنسيات الأجنبية، ليبقى المدير الفني الوطني مسيطرًا على منصبه بالمسابقة هذا الموسم، وربما دفع هذا الأمر محمد فرج عامر، رئيس سموحة، لحيلة «إهانة مصر» من أجل التخلص من البرتغالي جورفان فييرا، المدير الفني للفريق، حيث فوجئ جمهور الكرة المصرية بمقطع صوتي لمكالمة مسجلة، تمت إذاعته عبر القنوات الفضائية، يتحدث خلاله فييرا عن رغبته في الرحيل عن مصر متحدثاً بشكل مهين عن البلاد، قبل أن ينفي البرتغالي تمامًا تناوله هذا الحديث عبر الهاتف، مؤكداً أن شخصا قد انتحل شخصيته وقام بتقليد صوته، ليرحل فييرا عن تدريب الفريق السكندري ويخلفه حلمي طولان في المهمة. حسام غالي ونبيه أزمة جديدة للكرة المصرية طرفاها حسام غالي، حامل شارة القيادة بمنتخب مصر الأول، وأسامة نبيه، مدرب عام الفراعنة، حيث رفض الأخير تواجد نجم الأهلي بصفوف منتخب البلاد، بحجة اختلاق الأزمات مع اللاعبين واتباع سياسة «الكبير» مع زملائه، في الوقت الذي ترددت خلاله أنباء برفض «غالي» الاستماع لتعليمات وتوجيهات أسامة نبيه في المباريات الأخيرة التي خاضها بقميص المنتخب، ودخول الثنائي في مشادة كلامية في أكثر من مناسبة، مما تطلب من الأرجنتيني استبعاد غالي بشكل تأديبي، حفاظاً على صورة نبيه أمام باقي لاعبي المنتخب، في الوقت الذي مازالت قيه الأزمة مطروحة على مائدة الجبلاية، عقب رفض كل طرف منهما الاعتذار والصلح وعودة المياه لمجاريها، ويبقى غالي خارج حسابات الجهاز الفني للمنتخب حتى اللحظة الراهنة. أزمة نظام الاستبدال ترى عدة أندية أن نظام الاستبدال، الذي يقضي باستبدال كل فريق ثلاثة لاعبين بقائمته في الدور الثاني لمسابقة الدوري العام في الموسم الجاري، أمر نافع، يدعم من صفوف الأندية، في الوقت الذي ترى بعض الأندية أنه أمر غير عادل، تتغير فيه لوائح وقوانين المسابقة في منتصف عمرها، ويعد نادي الزمالك هو أكثر الأندية الرافضة لنظام الاستبدال، حيث خرج مرتضى منصور، رئيس النادي، بتصريحات نارية ضد اتحاد الكرة المصري خلال وسائل الإعلام متوعدًا أعضاء المجلس حال تطبيق هذا النظام، لينتهي الأمر برضوخ اتحاد الكرة إلى رغبة الجمعية العمومية برفض تطبيق هذا النظام. حل مجلس الجبلاية قررت محكمة القضاء الإداري حل مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام، وكان الثنائي هيرماس رضوان وماجدة الهلباوي قد تقدما بدعوى لحل مجلس إدارة اتحاد الكرة، بسبب أخطاء في إجراءات الانتخابات، مما تسبب في بطلانها وما ترتب عليها من آثار. وأصدرت محكمة القضاء الإداري قرارها بقبول الدعوى، مما يترتب عليه حل مجلس إدارة اتحاد الكرة، ليتولى ثروت سويلم المدير التنفيذي للاتحاد مهمة تسيير إدارة الاتحاد، قبل أن تُجرى الانتخابات التي ترأس خلالها هاني أبوريدة مجلس الجبلاية.