غضب فرنسي عقب ترجيح مصر استهداف الطائرة المنكوبة

اتهم الأمين العام للاتحاد الوطني لضحايا الهجمات والحوادث الجماعية الفرنسي، ستيفان جيكيل، السلطات المصرية بابتزاز فرنسا من خلال الاعتماد على فرضية الهجوم الإرهابي على الطائرة المصرية التي سقطت في البحر المتوسط فور إقلاعها من فرنسا، مايو الماضى، ومات كل ركابها ال66، وكان من بينهم 15 فرنسيًا.
وجاء اتهام جيكيل بعدما أثار تقرير الطبيب الشرعى المصرى غضب الجانب الفرنسى بعد تضمنه إشارة إلى العثور على آثار مواد متفجرة ببعض رفات ضحايا الحادث، ما يعنى أن سقوط الطائرة تم بعمل إرهابى ناتج عن خرق وتقصير أمنى خلال توقف الطائرة في باريس، بما يلقى بمسؤولية تعويضات الضحايا على فرنسا.
في المقابل تتهم فرنسا السلطات المصرية بإهمال إجراء الصيانة الدورية للطائرة، مما تسبب في سقوطها، وهو ما تنفيه مصر التي تؤكد أن سقوط الطائرة تم بعمل إرهابى بسبب إهمال مسؤولى الأمن في مطار شارل ديجول الفرنسى.
ولفتت صحيفة «تايمز» البريطانية إلى وجود خلاف بين القاهرة وباريس بسب هذا الأمر، فيما اتهمت صحيفة «لا ديبيش» الفرنسية القاهرة بأنها «تفضل فرضية الهجوم من أجل ابتزاز فرنسا»، بينما قالت قناة «بى إف إم» الإخبارية الفرنسية إن هناك احتكاكًا دبلوماسيًا بين الحكومتين، واتهمت مصر «باحتجاز رهائن من الجثث من أجل لعبة دبلوماسية».
وكانت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية قالت في تقرير نشرته، سبتمبر الماضى، إن محققين من معهد البحث الجنائى الفرنسى عثروا على آثار لمادة «تى.إن.تي» المتفجرة على أجزاء من حطام الطائرة، وطلب الفرنسيون إجراء المزيد من الفحوصات على الحطام في باريس، وهو ما رفضته السلطات القضائية المصرية التي شككت في نوايا الفرنسيين بالتلاعب في نتائج الفحوصات التي تدين فرنسا بمسؤولية تحطم الطائرة، بحسب مصادر مصرية.
ورفضت فرنسا كتابة تقرير مشترك مع مصر، بدعوى عدم تمكنها من إجراء فحص دقيق لتحديد كيفية وصول آثار المواد المتفجرة إلى الحطام.
ونقلت تقارير فرنسية عن الخبير في مكتب تأمينات الطيران الفرنسى، ألكسندر جرونبيرج، قوله إن عائلات الضحايا الفرنسيين تلقت تعويضاً مؤقتاً من شركة مصر للطيران، بواقع 25 ألف دولار عن كل ضحية، مؤكدا أن ذلك لا يعنى إقرار مصر بتحمل المسؤولية عن حادث تحطم الطائرة، مشيرًا إلى أن القواعد المتعارف عليها عالميًا تقضى بأن المسؤول عن الحادث بعد انتهاء التحقيقات سيتحمل قيمة التعويضات كاملة لأسر الضحايا.
وقالت عضو جمعية أسر الضحايا الفرنسية، جولى هيسلوين، إن قتالا دبلوماسيا اندلع بين القاهرة وباريس منذ 5 أشهر، وأوضحت أن باريس لم تستطع حتى الآن إعادة الجثث لذويهم.