وزير الري يبحث التعاون في مجال المياه مع 4 وزراء في بيلاروسيا

واصل الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية، عقد مناقشات ثنائية مع 4 وزارات بعاصمة بيلاروسيا «منسك»، للاستفادة من خبرات بيلاروسيا في مجالات الموارد المائية، وذلك بحضور حسام عبدالله، سكرتير سفارة مصر بموسكو، والدكتورة إيمان سيد، مدير عام الموارد المائية بقطاع التخطيط، والمهندس عمرو فوزي، مدير مكتب الوزير لمياه النيل.
وشدد «عبدالعاطي»، في تصريحات صحفية، الجمعة، على أهمية جذب وزيادة الاستثمارات البيلاروسية للمشروعات التنموية على المستوى القومي، وفي مقدمتها محور قناة السويس، وتنمية الساحل الشمالي، ومشروع تنمية المليون ونصف المليون فدان، لافتاً إلى أن وزارة الموارد المائية والري تهتم بالتعاون في مجالات البحث العلمي، ورفع القدرات البحثية لإيجاد تكنولوجيات رخيصة التكلفة لمعالجة مياه الصرف وتحلية المياه، وكذلك الزراعات في مجال الصوب الزراعية من أجل تعظيم الاستفادة من وحدة المياه ورفع الإنتاجية، بالإضافة إلى مجالات تطوير البذور وإيجاد محاصيل تتحمل ملوحة المياه.
وأشار الوزير إلى أهمية التعاون في مجال دعم الشبكة القومية لمراقبة المياه الجوفية بمناطق الصحراء الغربية من خلال حفر آبار لمراقبة المياه الجوفية، وضمان استدامتها لتلبية مشروعات وخطط التنمية.
واستعرض الجانب البيلاروسي مجمل الإمكانيات والخبرات التي يمكن تبادلها مع الجانب المصري، حيث أشار وزير الثروات الطبيعية وحماية البيئة، في مستهل اللقاءات، إلى أهمية تلك الزيارة لتحديد محاور التعاون في المجالات المشتركة، حيث من المزمع أن تعقد قمة مشتركة بين رئيس بيلاروسيا والرئيس عبدالفتاح السيسي، مطلع العام المقبل، للاحتفال بمرور عشرين عامًا على العلاقات المشتركة، وتم الاتفاق على الخطوط العريضة لمذكرة التعاون المشترك بين الجانبين على هامش أعمال الزيارة الرئاسية المرتقبة.
وأوضح وزير الثروات الطبيعية البيلاروسي أن لديهم مركزًا متخصصًا لمحاكاة وتقدير إمكانيات المياه السطحية والجوفية، وكذاك التنبؤ بالأمطار والثلوج، علاوة على نماذج لإدارة أحواض الأنهار المشتركة مع دول الجوار ومراقبة نوعية المياه قبل صرفها بالأنهار، فضلاً عن خبرات واسعة في حفر الآبار وتقدير وإدارة المياه الجوفية، وكذلك تكنولوجيات متقدمة لمعالجة المياه وإعادة استخدامها وتقليل الفاقد من المياه، حيث بلغت بيلاروسيا مراحل متقدمة في هذا المجال لدرجة الوصول إلى غلق دائرة الفواقد في مجالات استخدام المياه.
وكشف الوزير البيلاروسي عن تقديم منح دراسية في مجالات الموارد المائية لإتاحة الفرصة للباحثين المصريين، للتعرف على أحدث الأجهزة المعملية والنماذج الرياضية المتوفرة بالدولة لنقلها إلى مصر.
من جانبه، أكد وزير الزراعة في بيلاروسيا على التفوق التكنولوجي في مجال تربية المواشي والأبقار وصناعات الألبان، وكذلك مزارع الأسماك وتصديرها، بالإضافة إلى صناعات الأسمدة والمخصبات العضوية، بينما أوضح وزير الإسكان مدى الخبرات البيلاروسية في معالجة مياه الصرف والتكنولوجيات المتقدمة لمعالجة كل أنواع الملوثات والوصول بالمياه المعالجة إلى المعايير القياسية للاستخدام، مؤكداً أن دولة بيلاروسيا منبع لعدد من الأنهار تهتم جدا بنوعية المياه التي تصرف بالأنهار التي بدورها تستخدم بدول المصب.
والتقى «عبدالعاطي» بممثلي معهد التصميمات للبنية التحتية التابع لوزارة الإسكان والمرافق، حيث تم استعراض إمكانيات المعهد في إيجاد حلول متكاملة لمشاكل التلوث ومعالجة المياه العادمة، ووضع منظومة متكاملة لإدارة وتدوير المخلفات الصلبة، وتم عرض الأنشطة المعهد في تصميم المنطقة الصناعية العملاقة، التي تعتمد على إعادة استخدام المياه دون أي فواقد، كما تم توضيح طرق تصميم المحطات المدمجة لمعالجة مياه الصرف وعرضت الشركة أنشطتها في عدد من البلدان.
وقام أعضاء الوفد المصري بزيارة محطة معالجة مياه الشرب القائمة على المياه الجوفية، والتعرف على تكنولوجيات تنقية المياه، والتخلص من المعادن الزائدة بها، كما تم تفقد محطة معالجة مياه الصرف العادمة للعاصمة «منسك»، التي تشتمل على معمل متكامل لقياس نوعية المياه قبل وبعد المعالجة، قبل السماح بصرفها على الأنهار للحفاظ على النهر من التلوث.
وفي نهاية الجولة الأولى من المباحثات، أكد الجانب البيلاروسي على ضرورة تنظيم زيارات متبادلة لرجال الأعمال والمسؤولين من أجل تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية وزيادة التبادل التجاري، واقتراح العديد من آليات التعاون لإعداد البرامج السياحية التبادلية، نظرا لتباين الظروف الجغرافية الواضح، مما يجعل الفرصة سانحة للتعاون المشترك في هذا الشأن.