«المصرى اليوم» في موقع حادث انفجار جسر السويس.. الإرهاب يستهدف البسطاء

عادت حركة المرور في شارع جسر السويس بمنطقة عين شمس في القاهرة، أمس، إلى طبيعتها بعد نحو 5 ساعات من إغلاق الشارع، لحين انتهاء النيابة العامة وعناصر المعمل الجنائى من معاينتهما لمسرح حادث انفجار قنبلة شديدة الانفجار أثناء مرور دورية أمنية، ما أسفر عن مصرع عامل يجمع المخلفات «عربجى»، وإصابة ابنه عمره 10 سنوات.
انتقلت «المصرى اليوم» إلى موقع الحادث، الذي وقع تمام الساعة 1.35 ظهرًا، بحسب ما أكدته مصادر أمنية وشهود عيان، ورصدنا تجمهر الأهالى حول محيط الانفجار، بعضهم روى لحظات الرعب التي انتابت سكان المنطقة، الذين هرعوا إلى الشارع فور سماعهم دوى الانفجار الذي أدى إلى تهشم سيارة «مازدا» كانت تركن بجوار موضع القنبلة.
وروى كريم أيمن، صاحب السيارة، وهو طالب بالصف الثالث الثانوى، أنه ركن سيارته بالشارع، على بعد نحو مترين من منزله، حيث صعد إلى شقته بالطابق السادس، وإذ به يسمع دوى انفجار شديد أدى إلى تهشم زجاج شرفة منزله، وبنزوله إلى الشارع فوجئوا بتهشم الزجاج الأمامى لسيارته والجزء الأمامى منها، وتحفظت قوات الأمن على السيارة التي عاينها خبراء المعمل الجنائى لبيان سبب تهشمها، كما أن ضباطًا بالأمن الوطنى استجوبوه عن تفاصيل الحادث، وكان في البداية موضع شبهة، حيث كانت السيارة التي حملت لوحتها المعدنية رقم «ر.م.ق – 192»، تركن على بُعد مسافة قليلة من بؤرة الانفجار.
وسرعان ما أفرجت القوات- بحسب ما رصدت «المصرى اليوم»- عن طالب الثانوية العامة، بعد إجراء التحريات اللازمة عنه، وقال عدد من الجيران بينهم محمد أحمد، موظف، إن والد «كريم» يمتلك مصنعًا للحلوى بشارع الحرية بالقرب من موقع الانفجار، ومشهود له بحسن الخلق، كما أن نجله «دائمًا في حاله، خصوصًا أنه ولد وحيد».
وأفاد سكان المنطقة، بأن المنطقة التي وقع فيها الحادث، يقطنها عدد كبير من ضباط الجيش والشرطة السابقين، وهى معروفة باسم «فيلات 23 يوليو»، حيث يسكن أحدها ضابط سابق وكان نائبًا بمجلس الشعب.
وتحفظت مباحث قسمى شرطة النزهة وعين شمس على «ترزى»، بشارع عبدالجبار عبدالستار، قال إنه شاهد تفاصيل الانفجار منذ بدايته، كون أحد الأشخاص- «مجهول» حتى الآن- ألقى القنبلة داخل كيس مخلفات بجوار حائط أسمنتى صغير الحجم، ومضى إلى طريقه، وأثناء مرور دورية أمنية تابعة للجيش، حدث الانفجار، ويؤكد سكان العقارات المجاورة لموقع الانفجار أن منفذى الحادث كانوا يراقبون تحركات الدورية، حيث فور مرورها بجوار الحائط جرى الانفجار، وكان جامع القمامة ونجله يتواجدان بالمصادفة، فقتل «الأول» على الفور، متأثرًا بإصابته، أثناء عبثه في قمامة بالأرض، بينما نجا «الثانى» بعدما ققز من أعلى عربة «كاروه» نحو الشارع، وابتعد قليلاً عن موقع الانفجار، بعدما استشعر الخطر.
وحضرت إلى موقع الحادث أيضًا قوة من الشرطة العسكرية، لإجراء التحريات اللازمة، والانفجار هو الأول من نوعه في منطقة شارع جسر السويس، الذي يعد مكانًا حيويًا، ومتاخمًا لمحطة مترو الأنفاق «الجديدة»، ويبعد نحو 3 محطات عن قسم شرطة عين شمس.
وعاينت النيابة العامة والمعمل الجنائى آثار الانفجار، وفرضت قوات الأمن كردونًا حول موقع الانفجار، ومنعت مرور السيارات من الشارع لحين الانتهاء من المعاينات اللازمة، وتم التحفظ على عشرات الشظايا والمسامير الناتجة عن انفجار القنبلة لبيان محتوياتها، وتعكف أجهزة الأمن على بيان ما إذا كان الانفجار جرى عن بعد بالاتصال على شريحة هاتف محمول كانت متصلة بالقنبلة من عدمه.
وسادت حالة من الحزن على سكان منطقة شارع حديقة بدر، التي يقطن بها جامع المخلفات المجنى عليه، وأكدوا أنهم لا يعرفون مكان التحفظ على جثته، وأنهم سينتقلون إلى قسم الشرطة، للانتهاء من إجراءات التصريح بالدفن، ورددوا: «حسبى الله ونعم الوكيل.. إحنا ناس بسيطة مش لنا ذنب».