وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أمس، الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه «الرجل القوى المفضل» للمرشح الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب فى الشرق الأوسط، وقالت إنه على الرغم من أن ترامب «لا يملك الكثير من الأشياء اللطيفة ليقولها عن شعوب الشرق الأوسط»، لكنه قضى العام ونصف العام الماضى، «يمجد» رجلا واحدا على وجه الخصوص، وهو«عبدالفتاح السيسى». وبحسب الصحيفة، يمثل السيسى لترامب ومستشاريه فى الحزب الجمهورى نموذج «الحليف الراسخ»، و«والمحارب القوى» ضد الإرهاب والإسلام السياسى، موضحة أن ما دار فى لقائهما أمس الأول، لم يكن «مفاجأة» حيث تفادى ترامب، على عكس منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، التطرق لموضوعات حقوق الإنسان والديمقراطية وحكم القانون فى مصر، مقابل التركيز على الحرب على الإرهاب. وقالت مجلة «فورين بولسى» الأمريكية، أمس، إن لقاء ترامب مع السيسى جاء بعد فشل الأول فى تقديم نفسه «كرجل دولة»، بعد زيارته إلى المكسيك، وأضافت الصحيفة أن لقاء هيلارى وترامب كل على حدة بالسيسى، تم على عكس نصيحة مجموعة صغيرة من خبراء السياسة الخارجية، لكل من هيلارى وترامب، من ضمنهم روبرت كاجان من معهد بروكينجز، وإليوت أبرامز من مجلس العلاقات الخارجية، بعدم عقد اللقاءين. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن لقاء السيسى بالمرشح الجمهورى، فى نيويورك، مثال على «ازدواجية» ترامب، مشيرة إلى تصريحات مستشار ترامب المقرب، روجر ستون، التى تلت لقاء السيسى إلى مجلة «نيويوركر»الأمريكية، والتى قال فيها إن ترامب «يستطيع أن يمنع أى (شخص مصرى) من دخول الولاياتالمتحدة»، وقال إن ترامب «سياسى براجماتى مثل الرئيس الأمريكى الأسبق، رونالد ريجان». وسعى المرشحان للانتخابات الأمريكية إلى تحسين صورة سياستهما الخارجية، بالتنافس على لقاء عدد من زعماء العالم فى الأممالمتحدة، والتقت هيلارى العديد من زعماء العالم فى مقدمتهم السيسى، ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، للتأكيد على التحالف الاستراتيجى بين اليابانوالولاياتالمتحدة، ورفضا لنهج ترامب وانتقاداته ضد طوكيو، كما التقت الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو، لتأكيد دعم واشنطن لكييف فى صراعها مع موسكو، ولمواجهة الغزل المتبادل بين ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، على خلفية الجدل الدائر فى الولاياتالمتحدة حول تدخل موسكو فى حملة الانتخابات الرئاسية، وإعلان بوتين أنه يفضل ترامب فى البيت الأبيض. وسعت كلينتون من خلال تلك اللقاءات، إلى العودة إلى دور تعرفه جيدا، عندما كانت وزيرة الخارجية 4 سنوات فى ظل إدارة الرئيس باراك أوباما. أما بالنسبة للمرشح الجمهورى، الجديد على الساحة العالمية فإنه يحاول اللحاق بها، بعد لقائه الرئيس المكسيكى الشهر الماضى فى مكسيكوسيتى لنزع فتيل الغضب الناتج عن تصريحاته ببناء جدار حدودى على المكسيك ووصفه المهاجرين المكسيكيين بالقتلة وتجار المخدارت.
