بعد أكثر من عشر سنوات من البحث والتطوير فى تكنولوجيا التواصل بين السيارات أو ما يطلق عليها V2V بدأت التقنيات فى الدخول الى المنعطف التشريعى الذى يمكن أن يحدد توقيت وكيفية «تواصل» السيارات مع بعضها البعض وتوقيت ظهورها على الشوارع أيضا. تنظر شركات صناعة السيارات لتلك التكنولوجيا على أنها ثورة فى تحقيق السلامة على الطريق. وهو ما تعكسه تصريحات المسئولين الأمريكيين الذين يقولون إن تجهيز السيارات والبنية التحتية على جانب الطريق بأجهزة الراديو الخاصة التى ترسل وتتلقى المعلومات باستمرار بما فى ذلك سرعة السيارة والتوجيه والفرامل، من شأنها أن تقلل من الحوادث التى يتسبب بها السائقون بنسبة 90٪ على الأقل. من ضمن هؤلاء المسئولين هارى لايتسى، المدير التنفيذى للسياسة العامة فى وحدة السيارات المتصلة بچنرال موتورز الذى قال: «لقد اقتربنا من الوصول إلى خط النهاية، نحن فى نقطة التكنولوجيا جاهزة فيها للنشر». ولكن وصول صناعة السيارات إلى خط النهاية، أو الاضطرار لاتخاذ مهلة متوقف فى الوقت الحالى على قرارات عالقة بين أيدى إدارة أوباما. فصناعة السيارات لا يمكنها أن تكمل اختباراتها التسويقية دون التدخل الحكومى بها. ويمكن تقسيم القرارات إلى اثنين. أولا، قرارات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة التى تنتظر موافقة البيت الأبيض على القاعدة المقترحة لمتطلبات جميع السيارات الجديدة لأنظمة الاتصالات. وعلى الرغم من أن صانعى السيارات الأمريكيين ينفرون عادة من سن لوائح جديدة وتشريعات، إلا أنهم فى هذا الموقف يضعون ضغطا على الحكومة لوضع معايير مشتركة، لضمان أن جميع الشركات «تتحدث نفس اللغة». وفى الوقت ذاته، المعركة تدور حول ترددات الراديو التى يمكن استخدامها من قبل أنظمة V2V، بين شركات صناعة السيارات على جانب ومقدمى الخدمات وبعض شركات التكنولوجيا على الجانب الأخر. وبالرغم من أن ترددات الراديو مخصصة بالفعل لتلك الوظيفة لا تزال الإدارة الوطنية فى انتظار موافقات البيت الأبيض لتخصيصها لشركات أخرى. ويمكن للبيت الأبيض أن يوافق على تلك القرارات خلال الشهر القادم، وهو ما يميل له الرأى العام الأمريكى. أو أنه يمكن أن يستغرق وقتا أطول من ذلك بكثير وبثمانية أشهر فقط متبقية قبل أن تترك إدارة أوباما البيت الأبيض هناك خطر حدوث تأخير كبير حقيقى. ذلك لن يكون من شانه التأثير على صناعة السيارات الأمريكية فقط بل من شانه أيضا التأثير على تطوير تلك التقنيات حول العالم وتوفير بيئة اختبارية حقيقية لها.