سفير فلسطين ينتقد مجلس الأمن: تقاعسه تجاه قضيتنا فشل للمنظومة

انتقد سفير دولة فلسطين لدى مصر، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، جمال الشوبكى، الأحد، تقاعس مجلس الأمن عن تحمل مسؤولياته تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلى على مدى نصف القرن، موضحا أن الأمر يعنى فشل المنظومة الدولية وتفشى الظلم والقهر فى العالم.
وطالب، فى كلمته خلال الجلسة المغلقة أمام الاجتماع التشاورى الذى عُقد على مستوى المندوبين الدائمين العرب بالجامعة، بأن يعطى مجلس الأمن سلطة الاحتلال إشارة جدية بضرورة إنهاء احتلالها وفق سقف زمنى، ووقف وإزالة الاستيطان غير القانونى، وأن يكون ذلك من خلال إصدار قرارات ملزمة فى هذا الشأن حسب ميثاق الأمم المتحدة.
وقال إن إسرائيل تريد الاستمرار فى عملية سياسية وهمية بلا نهاية، تغطى على عدوانها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطينى وأرضه ومقدساته وممتلكاته ومصادره الطبيعية.
وأضاف: «مجلس الأمن بصفته المسؤول عن السلم والأمن الدوليين يتحمل مسؤولية خاصة نحو تنفيذ قراراته، وجلب الاستقرار والأمن للمنطقة والعالم، ووضع حد للسياسات الإسرائيلية الاستعمارية التوسعية، ويتوجب عليه تنفيذ قراراته المتعلقة بحماية المدنيين الفلسطينيين تحت الاحتلال، بما فيها قراره رقم 904 لسنة 1994، وأن يستجيب لطلب إيجاد نظام حماية دولية للشعب الفلسطينى وممتلكاته ومقدساته».
وتابع الشوبكى أن فقدان الأمل لدى الشعب الفلسطينى يُنذر بعواقب وخيمة، وللحؤول دون ذلك، أظهرت بعض الدول الأعضاء فى مجلس الأمن، مثل إسبانيا ونيوزيلندا، نيتها الحسنة لتحريك عملية السلام، كاشفا أن فرنسا أطلقت مبادرة لعقد مؤتمر دولى لإيجاد آلية دولية مناسبة لتطبيق حل الدولتين، ورحبت الجامعة العربية بتلك المبادرة من أجل إنهاء الاحتلال، والتأكيد على المرجعيات القانونية والسياسية لأى عملية تفاوضية، وتحديد سقف زمنى لها، ووضع خطوات تنفيذية عملية برقابة ومواكبة دولية تستطيع أن تلزم إسرائيل باحترام القانون الدولى، مشيرا إلى أنه لم يكن مستغربا رفض إسرائيل هذه المبادرة أيضا، فى الوقت الذى دعت فيه إلى دعمها والمساهمة فى إنجاز أهدافها.
واستطرد: «الأمم المتحدة أصدرت بأجهزتها المختلفة عشرات القرارات التى تعبر عن إرادة المجتمع الدولى بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، ودعم حقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف، ورغم كل ذلك، فالاحتلال مستمر فى انتهاك القوانين والقرارات الدولية، وفى المقابل، استمر عجز المجتمع الدولى عن إيجاد الآلية المناسبة لإلزام سلطة الاحتلال بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى، واستمر عجز مجلس الأمن عن الوفاء بمسؤوليته فى حفظ السلم والأمن الدوليين، والنتيجة أن الاحتلال المزمن أصبح مصدرا للظلم والاضطراب والتمييز العنصرى فى عالمنا، والنوايا الإسرائيلية لم تكن سابقا أوضح مما هى عليه، اليوم، ولم يكن النظام الدولى فى تحدًّ يتعلق بالاحتلال الإسرائيلى أكثر مما هو عليه، اليوم، ولذلك إذا أردتم العدل والاستقرار والانتصار على الإرهاب فى المنطقة، فلابد لنا من العمل على عدم السماح لاستمرار إسرائيل بأن تكون دولة فوق القانون».
وكشف: «نتطلع لأن يعزز اجتماعنا هذا التعاون بين مجلس الأمن والجامعة العربية لإنهاء الاحتلال، وأن يتمكن الشعب الفلسطينى من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين كاملة السيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة، وفقا لمبادرة السلام العربية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين».
ودعا الشوبكى مندوبى الدول الأعضاء فى مجلس الأمن إلى زيارة دولة فلسطين، للاطلاع على فداحة سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلى على أرض الواقع، موضحا أنه من بين أصعب تلك التحديات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط خاصة، والعالم عامة، قضية الاحتلال الإسرائيلى لدولة فلسطين والأراضى العربية المحتلة عام 1967، حيث مضى قرابة نصف قرن على الاحتلال الإسرائيلى.