تسعى الدول العربية عبر اتصالاتها وعلاقاتها الدولية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينىوالقدس والمقدسين ودعوة المجموعة العربية فى نيويورك بالتحرك لعقد اجتماعات تتعلق بمجلس حقوق الإنسان وتصعيد ملف تقديم مرتكبى الجرائم من القيادات الإسرائيلية للمحكمة الجنائية الدولية فى ظل ارتفاع وتيرة القتل الميدانى الذى تقوم به ضد الشعب الفلسطينى وقد عقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين والذى تبنى بدوره حزمة من التوصيات لوقف العدوان الإسرائيلى، كما وجه الدعوة لعقد اجتماع على المستوى الوزارى لنفس الهدف دعت إليه دولة الإمارات وايدته الدول العربية، كما تسلم رئيس الدورة الحالية للقمة العربية الرئيس عبد الفتاح السيسى تقريرا من الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى حول مجمل الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، وكذلك رؤيته لعقد اجتماع وزارى عربى خلال الشهر المقبل لبحث السبل الكفيلة للحفاظ على الأمن القومى العربى ومكافحة الإرهاب. وأيد مجلس جامعة الدول العربية دعوة دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة التى تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى وتهويدها للقدس وتدنيسها للمقدسات. وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أهمية تعزيز العمل والتضامن العربى المشترك كسبيل وحيد للنهوض بالأمة العربية والدفاع عن مصالحها والتصدى لما تواجهه من تحديات جسام. جاء ذلك خلال استقباله للأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتورنبيل العربى. وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية أن أمين عام الجامعة العربية عرض على السيسى – بصفته رئيساً للقمة العربية – آخر التطورات على الساحة العربية والدور الذى تقوم به الجامعة العربية لتوحيد الصف العربى. وذكر أن الدكتور نبيل العربى استعرض تطورات الأوضاع الأخيرة فى الأراضى الفلسطينية، مشيرًا إلى الاجتماع الطارئ الذى عقدته الجامعة أمس على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التطورات المتسارعة فى الضفة الغربيةوالقدس الشريف، وسبل التعامل مع ما تشهده الأراضى الفلسطينية من انتهاكات وممارسات تصعيدية. وأكد الرئيس على أهمية تقديم كافة أشكال الدعم والحماية للشعب الفلسطينى فى ظل تطورات الوضع المأساوى فى القدس والضفة الغربية، والذى يزيد من حالة الاحتقان السائدة ويوفر بيئة خصبة لانتشار العنف. وشدد على أن السلام العادل والشامل وإقامة الدول الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية هو السبيل الوحيد لنزع فتيل التوتر وضمان توفير واقع مستقر وآمن لكافة الأطراف فى المنطقة. كما طلب المجلس فى ختام اجتماعه الطارئ الذى عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة السفير محمد بن نخيره الظاهرى مندوب الدولة الدائم لدى الجامعة العربية، من الأمين العام للجامعة العربية متابعة تنفيذ القرار وتقديم تقرير للمجلس فى هذا الشأن وإجراء المشاورات اللازمة لعقد الاجتماع الوزارى الطارئ لمجلس الجامعة العربية فى ضوء ما يستجد من تطورات. وأكد المجلس على حق الشعب الفلسطينى فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلى، موجها تحية إجلال واكبار وتضامن إلى أبناء الشعب الفلسطينى وهم يتصدون إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلى . كما أكد على ضرورة عدم إفلات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من العقاب إزاء ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات وتحميلها المسئولية القانونية والجنائية عن هذه الجرائم التى ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية والسعى إلى تقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية الناجزة. وطالب المجلس المجتمع الدولى خاصة مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات العاجلة والكفيلة بوقف اقتحامات المسئولين والمستعمرين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية ورعاية جيش وحكومة الاحتلال والغاء الخطط الإسرائيلية غير القانونية التى تهدف إلى تغيير الوضع القائم فى المسجد الأقصى وتقسيمه والسماح لليهود بالصلاة داخل أسواره واعتبار هذه السياسات الإسرائيلية العدوانية هى السبب فى إشعال العنف والتوتر، وان تمادى الحكومة الإسرائيلية فيها من شأنه أن يشعل الصراع الدينى فى المنطقة والذى تتحمل إسرائيل المسئولية الكاملة عنه. ودعا المجلس منظمة الأممالمتحدة إلى توفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطينى من إرهاب المستعمرين الإسرائيليين والاعتداءات والجرائم الإسرائيلية والطلب من مجموعة السفراء العرب التنسيق مع مجموعة سفراء منظمة التعاون الإسلامى فى الأممالمتحدة والمجموعات الدولية الأخرى لبدء العمل على عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة الحماية الدولية للشعب الفلسطينى واستصدار قرار دولى بهذا الشأن وإذا تعذر ذلك يتم التوجه إلى الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة لاستصدار قرار ينص على توصيات بتدابير وإجراءات محددة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية واقرار نظام حماية دولية. ودعا المجلس المجتمع الدولى إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه التحريض على الكراهية والقتل الذى يصدر عن رئيس الحكومة الإسرائيلية والمسئولين الإسرائيليين . كما دعا المجلس إلى مواصلة تنفيذ قرارات قمة شرم الشيخ بشأن تكليف مصر (رئاسة القمة العربية ولجنة مبادرة السلام العربية) والأردن (العضو العربى بمجلس الأمن) وفلسطين والمغرب والأمين العام للجامعة العربية لإجراء ما يلزم من اتصالات ومشاورات لحشد الدعم الدولى لإعادة طرح وتبنى مشروع قرار جديد من مجلس الأمن يؤكد الالتزام باسم ومبادئ ومرجعيات مبادرة السلام العربية ويضع جدولا زمنيا بانهاء الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين وانجاز التسوية النهائية مع آلية رقابة دولية تضمن التنفيذ الدقيق واستمرار التشاور بهذا الشأن مع الدول الأعضاء فى مجلس الأمن والمجموعات الإقليمية والدولية. كما دعا المجلس إلى مواصلة تكليف اللجنة الوزارية العربية المعنية بإنهاء الاحتلال بإجراء المشاورات والتحرك فى الجمعية العامة ومجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة وإجراء مشاورات مع الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى والرفع الفورى لكافة أشكال الحصار الإسرائيلى الجائر على الأراضى الفلسطينيةالمحتلة . ودعا المجتمع الدولى إلى وضع المجموعات الاستيطانية الإسرائيلية على قواعد المنظمات الإرهابية وملاحقة أعضائها امام المحاكم الدولية. فيما شدد السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى إزاء ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلى والتى تؤكد على أن إسرائيل اصبحت دولة مارقة و خارجة على القانون الدولى، ونوه بن حلى مجددا بما ذكره الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات السياسية والقانونية الرادعة للانتهاكات الإسرائيلية بالإضافة إلى مواصلة الاتصالات بين الامانة العامة للجامعة والدول الأعضاء واللجنة العربية الوزارية التى شكلتها القمة العربية فى شرم الشيخ والمعنية بمتابعة التحرك الفلسطينى على الساحة الدولية. من جانبه أعرب السفير جمال الشوبكى مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية عن ارتياحه لنتائج الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة والذى جاء تلبية لطلب فلسطين للتصدى للعدوان الإسرائيلى المتصاعد على الشعب الفلسطينى والذى وصفه بالاحتلال الفاشى وشدد الشوبكى على ضرورة مواصلة الشعب الفلسطينى لصموده ازاء فاشية إسرائيل الممنهجة وتدنيسها للمقدسات الفلسطينية، مؤكدا اهمية حشد الجهود لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى. وحذر الشوبكى، من تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» الرامية لإبادة الشعب الفلسطينى مطالبا بوقف العدوان فورا لأنه محرك للإثارة والعنف. من جانبه حذر السفير محمد بن نخيره الظاهرى مندوب الإمارات الدائم لدى الجامعة العربية التعازى من التصعيد الإسرائيلى الخطير بحق الشعب الفلسطين موضحا أن ما تقوم به إسرائيل من جرائم على كل المستويات سواء من الحكومة أو الشرطة أو المستوطنين هى جرائم إرهابية من دولة ضد شعب لا يملك إلا الحجارة وشدد بن نخيره على ان فلسطين ستبقى قضية العرب الأولى والمحرك للأمن والسلم الدوليين سواء فى المنطقة أو العالم.