كأس الاتحاد الإنجليزي.. طوق النجاة للمدربين

يشهد يومي، السبت والأحد، المقبلين مباراتي الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي «كأس الإمارات»، والتي ستشهد صدامًا قويًا بين الكبيرين مانشستر يونايتد وايفرتون.
بينما في الطرف الآخر ستكون المفاجأة المنتظرة بين الصغيرين كريستال بالاس وواتفورد وحلم الوصول للنهائي والتتويج بلقب البطولة العريقة لأول مرة على مستوى تاريخ الفريقين.
الشيء اللافت للنظر بين الأربعة فرق هو الحالة الفنية غير الجيدة التي ظهروا عليها هذا الموسم وربما بالتحديد بداية من عام 2016، وذلك أحدث الكثير من الضغوط على مدربي الفرق الأربعة قياسًا لما كان منتظرًا منهم خلال هذا الموسم الذي يشارف على الانتهاء.
عندما يتواجه مانشستر يونايتد مع إيفرتون، السبت، على ملعب ويمبلي، فإن كلا المدربين، فان جال وروبرتو مارتينيز، يعلمان تمامًا أنها قد تكون الفرصة الأخيرة لهما كمدربين للخروج بألقاب في مسيرتهما مع أنديتهما الحالية.
فان جال فشل في المنافسة على لقب البريميرليج على الرغم من إنفاقه في موسم الانتقالات الصيفية أكثر من 150 مليون باوند، كذلك فشل الفريق في الاستمرار في منافسة دوري الأبطال وتعرض لإقصاء مُهين في بطولة الدوري الأوروبي بعد الهزيمة من الغريم التقليدي ليفربول، والفريق الآن يجد نفسه متأخرًا عن المربع الذهبي في جدول الترتيب بمسابقة الدوري، أي أن الفريق لن يستطع التأهل لمسابقة دوري الأبطال في الموسم المقبل.
كل ذلك يتزامن مع وصول الفريق لنصف نهائي مسابقة الكأس.. التي تبدو الأمل الأخير للنادي في الحصول على لقب في عهد المدرب الهولندي الذي بدأ منذ صيف 2014 دون النجاح في التتويج بأي منافسة.
روبرتو مارتينيز، مدرب إيفرتون، يجد نفسه هو الآخر في موقف لا يحسد عليه، يقدم أسوأ مستوياته مع النادي منذ قدومه في صيف عام 2013، أسوأ على مستوى الترتيب في بطولة الدوري وعلى المستوى الدفاعي الذي شهد استقبال الفريق لعدد كبير من الأهداف، كذلك فشل المدرب في استغلال صفقات الموسم الجديد، كما فشل في استغلال إمكانيات نجوم الفريق الحاليين، لكن كل ذلك تم ترجمته عمليًا في الملعب إلى أداء ونتائج سلبية، تزامنت مع تغير إدارة النادي وقدوم الملياردير فيرهاد مشيري، الذي بكل تأكيد لن يعجبه الوضع الحالي وسيكون المدرب الإسباني هو الضحية حال استمرار الوضع على ما هو عليه.. فقط تبقى له منافسة الكأس كطوق النجاة الأخير للنادي العريق الذي لم يحقق أي بطولة منذ 21 عاما.
مباراة، الأحد، على ملعب ويمبلي أيضًا، ستشهد لقاء كريستال بالاس مع فريق واتفورد، صدام بين فريقين صغيرين غير مطالبين بألقاب، لكن مردودهما في مسابقة الدوري وأدائهما السيئ منذ بداية عام 2016 طرح العديد من الأسئلة حول أحقية استمرار مدربيهما في القيادة الفنية للفريقين للموسم المقبل.
آلان باردو بعد البداية الرائعة في الموسم والوصول للمركز الخامس في جدول الترتيب مع أواخر عام 2015، أخذ فريقه منحنى آخر سيئ وصل به الحال إلى 13 مباراة متتالية دون انتصار، والفريق طوال عام 2016 حقق انتصارًا يتيمًا في بطولة الدوري، كل ذلك جعل الفريق «حسابيًا» بالقرب من دائرة الهبوط وإن كان ذلك يعتبر عمليًا أمرًا صعبًا، لكن الهبوط الكبير في أداء النادي وتحوله من فريق قوي ومنافس شرس إلى فريق ضعيف هجوميًا وهش دفاعيًا، ألقى بالعديد من التساؤلات حول جدارة المدرب آلان باردو بالبقاء في منصبه كمدير فني للنادي اللندني الصغير.
كريستال بالاس لم يسبق له الفوز ببطولة الكأس، وأقصى ما وصل إليه هو المباراة النهائية في عام 1990، ووقتها كان آلان باردو لاعبًا ضمن صفوف الفريق، ويبدو أن الأمور الآن أصبحت متاحة للإنجليزي لتصحيح ما فشل فيه كلاعب، وتحقيقه كمدرب مع ناديه.
من الناحية الأخرى، يدخل المدرب الإسباني كيكي سانشيز فلوريس مباراة، الأحد، وهو يعلم تمامًا أن ملاك النادي (واتفورد) غير سعيدين بما وصل إليه موسم الفريق، من منافس متواجد في المراكز المؤهلة أوروبيًا، إلى فريق وصل إلى حد أمان البقاء في المسابقة لا أكثر، الشيء الذي لم يتوقعه الكثيرين بعد البداية المميزة للموسم.
العقم التهديفي قد يبدو أكبر عدو للمدرب الإسباني، فالثنائي إيجالو وديني اللذين سجلا 80% من أهداف الفريق هذا الموسم، فشلا في التسجيل في آخر 10 مباريات سوى في مباراة وحيدة لكليهما، الأمر الذي وضح بشكل كبير على نتائج الفريق وجعله يتدهور بشكل كبير في جدول الترتيب.
مباراة الأحد قد تمثل أهم نقطة في مشوار كيكي فلوريس الذي بدأ مع النادي في صيف 2015 الماضي، مع الضغط الكبير والشكوك حول إمكانيته لقيادة الفريق في الموسم المقبل.
واتفورد لم يسبق له الفوز بلقب كأس الاتحاد، بل إنه لم يسبق له الفوز بأي لقب تنافسي كبير، وأقصى ما نجح في الوصول إليه هو نهائي المسابقة في عام 1984.