أوصى الإعلاميون المشاركون بورشة عمل الأطفال التي نظمها المجلس القومي للطفولة والأمومة، بضرورة اعتبار عمالة الأطفال من قضايا الأمن القومي، لتأثيرها على تماسك المجتمع وقضايا التنمية، وأهمية توجيه الدراما الهادفة والبرامج الخاصة بالأطفال لمناهضة القضية وإيجاد بدائل للتمويل والإعلان لتوعية الجمهور المستهدف. وطالب المشاركون في فعاليات الورشة التي جرت، الإثنين، بضرورة كسر حاجز الصمت ومواجهة المجتمع لعمل الأطفال، وتفعيل حملات التفتيش من قبل وزارة القوي العاملة، وتغطية وسائل الإعلام لهذه الحملات، ودعم المسئولية الإجتماعية لدور وسائل الإعلام بغض النظر عن الربح، وتعزيز دور الدولة لتوجيه الإعلام للتوعية بحقوق الطفل، والتوعية والتنويه عن خط نجدة الطفل 16000 كآلية لحماية الطفل، وإنشاء شبكة للإعلاميين تضم المجلس القومي للطفولة والأمومة والمنظمات والهيئات المعنية بقضايا الطفولة يتم من خلالها التنسيق والتوجيه لدعم حقوق الطفل، ومشاركة الأطفال في القضايا التي تخصهم. وطالب الإعلاميون بوضع خطط استراتيجية وإعلامية تساهم في مناهضة عمل الأطفال، وتفعيل القوانين الخاصة بها، وتغليظ العقوبات على أصحاب الأعمال، وأهمية توحيد المعلومات المعلنة عن القضية وتحديد الفئة المستهدفة لتمكين وسائل الإعلام من التدخل للتوعية بها، ووضع أجندة سنوية بتوقيتات الحملات الإعلامية الخاصة بقضايا الطفولة وتوفيرها إلكترونياً متضمنة المواد العلمية والإعلامية لإعداد التغطية الإعلامية في إطار حملة شاملة في كافة أجهزة الإعلام. ونظم ورشة العمل المجلس القومي للطفولة والأمومة، بمشاركة عدد من الإعلاميين وممثلي ووزارة القوي العاملة والهيئة العامة للاستعلامات ومنظمات المجتمع المدني ومنظمة العمل الدولية بهدف تحديد اولويات عمل أجهزة الاعلام والصحفيين فيما يخص القضايا الخاصة بالأطفال في خطر، ووضع ملامح خطة إعلامية لمناصرة قضية عمل الأطفال. وقالت الدكتورة هالة أبوعلي، الأمين العام للمجلس، إن ورشة العمل تأتي إيماناً من المجلس بدور الإعلام الجوهري والفعال في مناهضة هذه القضية، لأن حصول الأطفال على حقوقهم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تضافر كافة أطياف المجتمع لمناصرتهم والدفاع عنهم، والإعلام له دور جذرى في هذه القضية لما لديه من القدرة على إقناع صناع القرار بتبنى السياسة أو تبنى قضية بعينها، فهو يحفز الرأى العام، ويفتح الحوار ويسلط الضوء في مختلف القضايا، ويمكنه تغيير النمط الاجتماعى بسبب القدرة والمهارة التي يمكن أن يسخر بها الإعلاميون أقلامهم للدفاع عن أضعف فئة في هذا المجتمع وهم الأطفال. وقالت سمية الألفي، مدير برنامج مناهضة عمل الأطفال بالمجلس، إن قضية عمل الأطفال تعد من أهم المشكلات التي تواجه الطفولة في مصر، والتى تنعكس بشكل سلبى على مستقبله ومستقبل البلد، لأن انخراط الطفل في سوق العمل يؤدى إلى حرمانه من تمتعه بكافة حقوقه الأساسية التي كفلها له الدستور والقانون، موضحة أن قضية عمل الأطفال على رأس أولويات عمل المجلس سواء على المستوى التشريعى بإعداد قانون الطفل، أو على مستوى تنفيذ الاستراتيجيات والدراسات من خلال إعداد الإستراتيجية الوطنية للحد من ظاهرة عمل الأطفال 2006. وتابعت «كذلك إعداد الدليل التدريبى الإرشادى للجهات العاملة في مجال مناهضة عمل الأطفال، أوعلى مستوى تنفيذ المشروعات والبرامج، ومنها مشروع حماية الأطفال العاملين بالتعاون مع البنك الدولي وبتمويل ياباني لمكافحة عمل الأطفال في خمس محافظات(2005- 2009)، ومشروع حماية الطفل العامل حي منشأة ناصر- الدويقة– القاهرة ( سبتمبر2003- سبتمبر2006)، ومشروع حماية الأطفال العاملين بالحرفيين في منطقة الحرفيين (1997- 2006)، ومشروع مناهضة عمالة الأطفال بالمسابك الخطرة بمحافظة القليوبية». وقالت مدير برنامج مناهضة عمل الأطفال إن واقع عمل الأطفال في مصر يفرض علينا جميعاً التعاون والتنسيق المستمر والفعال من أجل بناء منظومة شراكة قوية وفاعلة لمناهضة الظاهرة؛ فوفقاً لنتائج المسح القومى لعمالة الأطفال في مصر 2010؛ يبلغ حجم الأطفال العاملين في مصر 1.59 مليون طفل، و63.8% من إجمالى الأطفال العاملين يعملون في النشاط الزراعى، و18.5% من إجمالى الأطفال العاملين يعملون في النشاط الخدمى، و17.7% من إجمالى الأطفال العاملين بالجمهورية يعملون في النشاط الصناعى. وأكد حاتم قطب، مدير مكتب الصعيد بهيئة تير دي زوم بمحافظة أسيوط، الدور المحوري للمجلس في التنسيق والتشبيك بين الوزارات والمنظمات والهيئات المعنية، ولجان حماية الطفل بالمحافظات لتوحيد الجهود المبذولة حتي لتحقيق إعلام مجتمعي فاعل وقادر على عرض القضايا والموضوعات بصورة كاملة وواضحة، وضرورة الإهتمام بمواجهة قضية عمل الأطفال من خلال الإهتمام بجودة التعليم وتقديم تعليم جاذب للطفل. وأكدت بسمة نفادي، مساعد مشروع بمنظمة العمل الدولية، ضرورة تفعيل الخطة الخطة القومية لمناهضة عمل الأطفال والتي تضم كل ما يتعلق بالقضية، وخاصة دور وسائل الإعلام في التوعية بها، مشيرة إلى أهمية التوعية بالاحتفال باليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال الموافق 12 يونيو من كل عام حيث يتم تنظيم حملات إعلامية يشارك بها وسائل الإعلام للتوعية، ويكون هدفها التركيز على مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال.
