حرمان المرأة من الميراث لا يكون من الأب أو الأخ دائمًا، ولكنه فى بعض الأحيان قد يأتى من شقيق الزوج، هذا ما حدث مع وفاء أمين، البالغة من العمر 60 عامًا والمقيمة بمركز طامية بمحافظة الفيوم والتى روت ل«المصرى اليوم» تفاصيل مأساتها قائلة: «أنا محرومة من ميراث زوجى، وكان عنده عقارين، وعندى ولدين ذكور اتحرموا من ميراث أبوهم، بعد أن استولى أعمامهم على ميراثهم، ليأكلوا مال اليتامى». وتضيف: «زوجى كان يعمل فى التدريس، وسافر عدة دول عربية منها السعودية والأردن، وفى إحدى الإجازات اشترى أرضا وبنى عليها بيتا، وعددا من المحال التجارية، ولدينا أوراق تثبت ذلك، وأثناء حياتى مع زوجى وقعت بينى وبينه خلافات بسبب أسرته، حيث سعوا للتفريق بينى وبينه، وأخذوا أمواله، وحاولوا تزويجه من امرأة أخرى، وقام شقيقه بفتح ورشة نجارة بأحد محال منزلنا، وعندما شعر بطمعهم عاد إلىّ واشترينا شقة بعيدًا عن المنزل الذى نمتلكه، لكنه أصابه المرض، بسبب القهر الذى تعرض له من أسرته فمات وهو فى عمر 36 سنة». وتابعت قائلة: «بعد وفاة زوجى ذهبت إلى منزلى للإقامة فيه، فطردنى شقيقه المدعو محمد حسن فرجانى، والذى يعمل بورشة النجارة أسفل المنزل، وقال إن زوجى المرحوم باع له المحل قبل موته، وطالبته وديا بترك المنزل إلا أنه رفض، فرفعت دعوى قضائية فى عام 1994 وحكم لى فى عام 2001 بإعادة ميراث أبنائى اليتامى، إلا أن شقيقه رفض التسليم بالتواطؤ بين الأمن وبين أشقاء زوجى». وتوضح «لم يكتف أعمام أولادى بحرمانهم من ميراثهم وميراثى كأرملة أخيهم، لكنهم شوهوا سمعتى بأننى تزوجت عرفيًا، وادعوا ذلك فى المحاكم، إلا أن التحريات أثبتت كذبهم، ورغم صدور حكم نهائى عام 2010 بتسليم المنزل لى أنا وأولادى، إلا أنه عندما جاءت قوة من الأمن أغلق شقيق زوجى الباب ورفض التسليم، وتعدى علىّ بالضرب، وقامت الثورة فى العام التالى ووقع انفلات أمنى، ولم تسمح الظروف وقتها بأخذ حقى، ورغم أن القضية مازالت فى المحاكم حتى الآن، فإن المحكمة قررت التنفيذ، وحينما ذهبنا يوم 21 فبراير 2016، قام نائب المأمور بتعطيل الموضوع لولا تدخل مدير الأمن ناصر العبد، الذى قرر الذهاب معنا إلا أن المأمور ذهب معنا كإجراء شكلى فقط وكلى أمل وانتظار خلال الأيام المقبلة بقرار من القاضى خلال الأسابيع المقبلة». واختتمت قائلة «أعيش فى معاناة منذ أكثر من 22 عامًا، واضطررت للعمل فى أحد المصانع، وربيت ولادى ب70 جنيه معاش زوجى، لحد ما اتخرجوا من الجامعة، ورفضت الزواج رغم صغر سنى بعد وفاة زوجى من أجل أبنائى».
