قتل «عصابة خطف الأجانب».. «ضربة» للسياحة أم رسالة إيجابية؟

جاء إعلان وزارة الداخلية، الخميس الماضي، بقتل تشكيل عصابي تخصص في اختطاف الأجانب، ليوجه «ضربة جديدة» للسياحة، خاصة بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء بعمل إرهابي، وكذلك التفجيرات التي تشهدها سيناء، بحسب ما يراه مراقبون ومتابعون للشأن السياحي، بينما يرى خبراء أمنيون أنه سيكون له الأثر الإيجابي، وفقًا لرؤيتهم.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان رسمي: «التشكيل العصابي تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه، وبعد تبادل إطلاق النيران معهم قُتلوا جميعًا».
«هل سيُعطي إعلان وزارة الداخلية، في بيان رسمي عن (قتل عصابة تخطف الأجانب)، مزيدا من الطمأنينة للسياح للقدوم إلى مصر؟».. سؤال طرحته «المصري اليوم» على عدد من الخبراء الأمنيين والعاملين بالسياحة، لمعرفة الوضع، إلا أنهم أكدوا «ضرورة التواصل مع وزارة الداخلية لمعرفة سبب صدور البيان في هذا التوقيت».
يقول اللواء فؤاد علام، رئس جهاز مباحث أمن الدولة (الأمن الوطني) سابقًا، إن الإعلام المصري السبب الأساسي وراء تراجع السياحة وغياب الأجانب عن مصر، وليست تلك الحوادث الفردية.
وأضاف في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»: «الداخلية قامت بجهد وعمل رائع بقتل عصابة تخصصت في اختطاف الأجانب، ولكن الإعلام تناول البيان بشأن سلبي وأثار تساؤلات حول علاقة البيان بمقتل الطالب الإيطالي»، متابعا: «يجب على الإعلام أن يرقى بمستواه ولا يعتمد على الإنترنت الذي أخباره (90 % منها تبثها أجهزة مخابرات تسعى لتدمير مصر)».
وواصل: «أرى أن البيان سيؤثر بالإيجاب بالطبع وسيعطي مزيدا من الطمأنينة والراحة، إلا أنه يجب أولا على وسائل الإعلام القيام بدورها الإيجابي».
اللواء أحمد حمدي، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة، قال في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، إن «تأثير البيان يتوقف على مدى تناول الإعلام للبيان في الخارج»، مضيفا: «لكنني أرى أن وجود عصابة تخطف الأجانب أمر منتشر في عدد من دول العالم».
وأكد أنه «لا ضرورة للربط بين عصابة خطف الأجانب وقلة السياح»، مضيفا: «السياح غير موجودين بالفعل، ويجب على الإعلام توجيه مثل هذا السؤال للقائمين على وزارة الداخلية ليس غيرها، لأنها من تعرف أبعاد وأسباب الإعلان عن البيان في ذلك التوقيت»، بحسب قوله.
فيما قال ناجي عريان، عضو غرفة الفنادق في اتحاد الغرف السياحية، في تصريحات ل«المصري اليوم»، إنه «في كل دول العالم توجد عصابات متخصصة في خطف الأجانب، لكن السؤال هل هذه العصابات منتشرة في الأماكن السياحية أم ماذا؟».
وأضاف: «هقولك معلومة مفيش شخص شغال في السياحة هيتكلم على البيان، لأنه من المفروض تتكلموا مع وزارة الداخلية وتسألوهم (خلفيات صدور البيان ولماذا صدر في هذا التوقيت)».
وأوضح: «علينا أن نطمئن الأجانب بمزيد من الإجراءات ليأتوا للبلاد».
الحقوقي ناصر آمين، مدير مكتب الشكاوى بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، قال في تصريحات صحفية، مُهاجما «بيان قتل عصابة خطف الأجانب»: «اللى فكر في سيناريو عصابة خطف الأجانب ده شخص معتوه.. ويجب أن يحال فورا إلى دائرة المستشار ناجى شحاتة للتصرف معه وفقا لأحكام القانون».
كما انتقد عدد من نشطاء ومستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي، عبر «فيس بوك وتويتر»، واعتبروه «ضربة جديدة للسياحة في مصر»، وقال «إليكسندر»: «الخبر الهلامى الذي نشرته الداخلية في عن تصفية عصابة تخصص (خطف أجانب) سينتج عنه بلبلة لدى الأجانب والسياح، وفى الآخر سيتهم الاعلام».
فيما قال حسن أحمد حسن متهكمًا: «تنشيط سياحي إزاي؟ والداخلية تضبط عصابة تخصصت في خطف الأجانب وقتلهم وسرقتهم».