على مشارف عامها ال43، تدخل جريدة السفير اللبنانية، في واحدة من أعنف أزماتها، قد تدفعها التوقف عن الصدور مطبوعة، والبقاء على النسخة الإلكترونية فقط. ووجه الكاتب الصحفي، طلال سليمان، رئيس تحرير الجريدة رسالة إلى «أسرة الجريدة»، جاء فيه ««يهم رئيس التحرير أن يحيط الزملاء في أسرة»السفير«بأننا عشية العيد 43 لإطلاق هذه الصحيفة المميزة وذات الدور التاريخي نواجه ظروفًا وتحديات صعبة». وأضاف «صحيح أن السفير«قد عاشت في قلب الصعوبة دائمًا إلا أن الظروف قد اختلفت، خاصة في ظل ثورة المعلومات (مواقع التواصل)، فضلًا عن تبدل الأحوال في طول الوطن العربي وعرضه، ونحو الأسوأ، مع الأسف. وكذلك فإن الظروف السياسية والاقتصادية فاقمت الأزمة، لاسيما وأنها قد انعكست على الدخل الإعلاني وعلى الاشتراكات وصولًا إلى البيع». واختتم سلمان رسالته «في مواجهة هذا الواقع الصعب نطرح الاحتمالات جميعًا للنقاش بما فيها التوقف عن الصدور، وفي انتظار تبلور القرار تستمر «السفير» بالصدور حاملة شعاراتها ومواصلة التزاماتها بخدمة وطنها». وصدر العدد الأول من «السفير»، في 26 مارس1974، حاملًا شعار «جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان». فضلاً عن شعار «صوت اللذين لا صوت لهم»، ولا زالت تعمل حتى هذا اليوم على المحافظة على هذين الشعارين، بحسب الموقع الرسمي للجريدة. و تعرضت «السفير» لمحاولات ترهيب عدة أبرزها نسف مطابعها في سنة 1980 وأكثر من محاولة لنسف منزل رئيس تحريرها طلال سلمان ثم محاولة اغتياله في سنة 1984، فضلًا عن عن استهداف مبناها بكثير من الصواريخ والعبوات الناسفة خلال الحرب الأهلية. وكانت «السفير»، الصحيفة اللبنانية الوحيدة التي لم تتوقف يوماً واحداً خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، على رغم أن توزيعها كان محصوراً، بفعل الحصار الإسرائيلي، في شوارع العاصمة. وتعرضت «السفير» للتوقف عن الصدور 3 مرات بقرارات صادرة عن الحكومة اللبنانية، كان آخرها عام 1993 حين صدر قرار قضائي بتعطيل الجريدة عن الصدور لمدة أسبوع بتهمة «نشر وثيقة تتضمن معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصاً على سلامة الدولة».