دراسة تنصح بعدم الإقلاع عن تناول المنومات والمهدئات فجأة

رغم أن بعض المنومات والمهدئات تتسبب في الإصابة بالإدمان، إلا أنه يفضل عدم الإقلاع عنها بشكل مفاجئ، لأن أعراض الانسحاب في هذه الحالة تكون أقوى من المعتاد ويتزايد خطر حدوث انتكاسات بشكل واضح عما إذا تم تقليل الجرعة بشكل تدريجي، وذلك وفقاً لما أوضحه معهد الجودة والكفاءة الاقتصادية في القطاع الصحي (IQWiG) بمدينة كولونيا غربي ألمانيا استنادا إلى دراسات علمية تم إجراؤها حول ما تسمى بمركبات البنزوديازيبينات.
وينصح معهد IQWiG بأنه ينبغي على الشخص، الذي يشعر بأنه لم يعد يتحكم في مسألة تناول المنومات والمهدئات، استشارة الطبيب أو التوجه إلى مركز استشارة علاج الإدمان، حيث هناك بالفعل بعض الوسائل البسيطة التي تساعد في التخلص من إدمان أقراص المهدئات. وقد ظهرت هذه النتيجة بناءً على تحليل 32 دراسة قام بإجراؤها علماء استراليون على 16 ألف مشارك. ووفقاً لذلك فإن كثير من الأشخاص يقلعون عن تناول مركبات البنزوديازيبين، عندما يطلب منهم الأطباء التخلي عن تناول هذه المركبات بشكل كتابي.
كما أن هناك أشخاص تمكنوا من الإقلاع عن تناول المهدئات بشكل أكثر نجاحاً عندما تم خفض الجرعة بشكل منظم تحت إشراف الطبيب. كما أن الدعم والعلاج النفسي يعتبر بمثابة وسيلة مساعدة إضافية؛ حيث أظهر التحليل أن هناك كثير من الأشخاص توقفوا عن تناول المنومات، عندما تلقوا الدعم والرعاية من الناحية النفسية أو في حالة تطبيق بعض استراتيجيات المساعدة الذاتية مثل تقنيات الاسترخاء. غير أنه لم يتضح بعد ما هي أفضل هذه الوسائل المساعدة، وما الذي يؤدي إلى أن يكون لهذه الوسائل تأثيرات أكثر من مجرد خفض كمية الأقراص فقط.
وأوضح المعهد الألماني أن مركبات البنزوديازيبينات تعتبر من أكثر المنومات والمهدئات التي يصفها الأطباء، حيث يتم وصفها على سبيل المثال في حالة الاضطراب الشديد والأرق والقلق والتعب والإرهاق. وعند تناول الشخص لهذه المركبات لفترة طويلة للغاية - حتى إذا كانت بكميات ضئيلة - فيمكن أن يتعرض للإدمان بعد أسابيع قليلة. كما أن التوقف المفاجئ عن تناول مثل هذه المركبات يؤدي إلى ظهور أعراض الانسحاب التي تشبه في كثير من الأحيان الأعراض الأصلية التي تم من أجلها تناول هذه المهدئات، ومن ثم يعود المرضى إلى تناول الأقراص مجدداً.