سفير مصر بالخرطوم: شراكات مع السودان لدعم الأمن الغذائي وتنشيط السياحة

قال أسامة شلتوت، سفير مصر لدى الخرطوم، إن إمكانيات مصر والسودان أكثر بكثير مما هي محققه حاليًا على أرض الواقع، لتلبية طموحات الشعبين الشقيقين، لافتًا إلى حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على أن تكون أولى جولاته الخارجية لزيارة السودان ولقاء نظيره عمر البشير، مما يدلل على عمق واستراتيجية العلاقات بين البلدين.
وأضاف «شلتوت»، في تصريحات صحفية الجمعة، «يوجد بين البلدين 30 لجنة وزارية مشتركة، بالإضافة إلى 8 لجان قطاعية تتضمن أعمال ومخرجات اللجان الوزارية، لافتا إلى أنه سيعقد خلال الفترة القادمة اجتماع كبار المسؤولين، وعلى مستوى الوزراء بالبلدين للإعداد للجنة العليا المشتركة بين الرئيسيين السيسي والبشير، التي ستعقد قريبا بالقاهرة».
وأوضح «شلتوت» أنه لأول مرة تعقد اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين على المستوى الرئاسي، وأنه بالتزامن مع انعقاد اللجنة الرئاسية العليا المشتركة سيتم افتتاح معبر «أرجين- غرب النيل» الذي سيكون معبرا قاريا وسيربط الإسكندرية بكيب تاون، حيث يعد ثاني معبر بين مصر السودان ويسمح بالاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية التجارية للبلدين وتداول السلع والبضائع نظرا لانضمامهما لاتفاقيات مشتركة مثل «الكوميسا».
وحول الأمن الغذائي للبلدين، قال السفير «شرعنا في الدخول في شراكة استراتيجية مع الحكومة السودانية من أجل دعم الأمن الغذائي بين البلدين لتكون نموذجا يحتذي به في الدول العربية»، مشيرا إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير طرح مبادرة الأمن الغذائي العربي في قمة الرياض عام 2013 ثم في مؤتمر التجمعات الاقتصادية بمصر ولاقت قبولا ودعما من القيادة المصرية وجامعة الدول العربية .
وبالنسبة للتعاون السياحي بين البلدين، أشار «شلتوت» إلى أنه التقى مؤخرا بوزير السياحة السوداني، ووجه له دعوه مقدمة من وزيري السياحة والآثار المصريين، بشأن المشاركة في تنظيم حدث عالمي لإبراز الحضارة المشتركة لوادي النيل الشهر المقبل، موضحا أن الحدث سيشارك فيه أكاديميون ومهتمون بالحضارات، للترويج للحضارة المشتركة بالتعاون بين الجانبين، ومن خلال برامج مشتركة لخبراء الآثار بالبلدين خاصة في المعالم الأثرية بالولاية الشمالية أو السياحة الترفيهية كالشواطىء والغوص في بورتسودان ومرسي علم.
وحول التعاون الثقافي قال «شلتوت»، إن مصر تدعم المحافل الثقافية كمبادرة «أبناء وادي النيل»، ومركز راشد دياب الثقافي، ومركز فيصل الثقافي، الذي يحتضن الفعاليات الثقافية والفنون المتنوعة كالفن التشكيلي والمسارح القومية والخاصة، بالإضافة إلى المجال السينمائي حيث تلقى الأفلام المصرية قبولا لدى المشاهد السوداني، حيث يتم اختيار الأفلام الهادفة التي تثري الحياة الثقافية والفنية في السودان.
وأشار إلى أن هناك 105 اتفاقيات بين الجامعات والمراكز البحثية بين البلدين، ونحتاج لتفعيلها لإثراء العمل البحثي المشترك والتبادل العلمي والبحثي، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين حميمية وودية وما ينقصها فقط هو ترجمة طموحات شعبي وادي النيل على أرض الواقع.
وحول دور السفارة في التعامل مع أية أزمات قد تطر أ بين البلدين، قال السفير شلتوت إن أية مشكلة يتم تناولها بمنتهى الشفافية والمكاشفة، مؤكدا أنه هناك تواصلا مباشرا بين كافة الأجهزة في الحكومتين كما توجد 30 لجنة وزارية مشتركة بين الجانبين تبحث وتناقش مختلف الموضوعات، وهناك قنوات مفتوحة بناء على توجيهات من القيادة السياسية بالبلدين، بالإضافة إلى وجود اللجنة القنصلية للتعامل مع أية حالات فردية.
وعلى صعيد آخر، أشار السفير إلى القمة الثلاثية بين مصر والسودان وأثيوبيا التي عقدت في شرم الشيخ مؤخرا بهدف تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول الثلاث وتحقيق أكبر قدر من التكامل في شتى المجالات وليس التعاون المائي فقط، مشيرا إلى أنه قد صدر إعلان مشترك لوضع آلية مشتركة، وإنشاء صندوق يدعم التعاون في جميع المجالات بين الدول الثلاث.