في كاليه بفرنسا.. اللاجئون يتمنون العودة لبلادهم: «يعاملوننا كالحيوانات»

فروا من أوطانهم كي ينجوا بحياتهم، متمنين الوصول لبر الأمان، لكن ما وجده اللاجئون في كاليه بشمال فرنسا، جعلهم يتمنون العودة مرة أخرى، حتى وإن كلفتهم حياتهم.
ففي وسط الغابات بمنطقة كاليه بشمال فرنسا، يعيش اللاجئون في ظروف قاسية، فهناك أكثر من 3000 لاجيء، أغلبهم سوريين وعراقيين وأفغان، بينهم أطفال، يعيشون في وضع غير آدمي، فيما بدأت السلطات الفرنسية تنفيذ حكم القضاء بإخلاء المخيم جزئيًا، وسط رفض اللاجئين.
ويقول نصرت رومين، 25 عامًا، والذي يعيش بالمخيم منذ 6 أشهر، أنهم يعاملونهم كالحيوانات، وإنهم يموتون ببطء، لذا فقد اتخذ قراراه بالعودة لأفغانستان في أسرع وقت ممكن.
وتابع رومين، الذي كان في حالة بائسة مرتديًا ملابس مهلهلة، أنه لا يريد أن يخسر أجمل سنوات عمره في هذا المكان، وأنه ارتكب خطأ كبيرًا عندما أتى ذلك المكان، وأنه يفضل العودة لقريته الصغيرة بالرغم من نظام طالبان، وكان يحمل وثيقة من مكتب الهجرة بفرنسا، لمساعدته في إنهاء إجراءات العودة لبلاده.
فيما قال صديقه أمرخان، الذي أتى من أفغانستان أيضًا، أنه لم يبدأ بعد في إجراءات رحيله لبلاده، وأنه أضاع سنة من عمره في تلك الغابة الملعونة، وقال أنه قد نجح في العبور لإنجلترا، وبالفعل همل هناك في الخفاء في بعض المطاعم، حتى تم طرده بعد 5 سنوات في 2013.
وتابع أنه عندما غادر بلاده كان عمره 14 عامًا، وأنه الآن ليس لديه أي شيء فهو بلا عمل بلا تعليم بلا منزل، وأنه عندما أتي لأوروبا لم يكن ينتظر الما أن يهبد عليه من السماء، بل كان على استعداد أن يعمل 24 ساعة في اليوم.
ومنذ بداية عام 2016، سجل مكتب الهجرة والدمج ارتفاعًا في عدد طلبات العودة، فخلال شهري يناير وفبراير تعامل المكتب مع 54 طلب للمساعدة للعودة، وذلك مقارنة ب38 طلب تم تسجيلهم خلال عام 2015 بأكمله، ومن ضمن أولئك الذين تقدموا بطلبات للعودة، العراقيين الأكراد، باعتبار أن كردستان العراق مستقرة نسبيًا، ولكن طلبات العودة للأفغان تمثل 75 %، كما أن هناك إيرانيين وسودانيين وباكستانيين، وفقًا لمدير مكتب الهجرة ديديه ليشي.
ويتابع «ليشي» أنهم يلحظون تغيرًا في الحالة والروح السائدة بين اللاجئين في كاليه، حيث أصبح لديهم قناعة بأن الحدود مغلقة، وأن المرور لإنجلترا بات أمرًا مستحيلًا، متوقعًا دفعة جديدة من طلبات العودة بالتزامن مع الإخلاء الجزئي لمخيم كاليه.
ويقول حسين، لاجيء سوري من حمص، أنه نجح في العبور لإنجلترا من خلال ميناء هافر، وقال أنه اختبأ يومين في حاوية في الميناء بإنجلترا، وظل دون طعام، إلى أن طلب المساعدة لإخراجه منها، وتم إعادته لفرنسا في اليوم التالي، وعاد مرة أخرى إلى كاليه، حيث قال أنه فاض به الكيل، ولا يريد أن يكمل حياته هناك.
وقال حسين إنه محبط لأنهم لا يفعلون أي شيء لأجلهم في كاليه، وأن الحرب دائرة في بلادهم، وأن هناك الكثير من الطائرات الفرنسية التي تقصفهم في سوريا.