صراع محتدم لخلافة خامنئى

تنص المادة الخامسة من الدستور الإيرانى على أن إمامة الأمة فى غيبة «الإمام المهدى» تكون بيد الفقيه العادل (المرشد الأعلى للثورة الإسلامية)، وتقع مهمة اختياره على عاتق مجلس الخبراء ذى الصلاحيات الواسعة، ويتألف من 86 عضوا يتم انتخابهم بالاقتراع المباشر، لمدة 8 سنوات. تُمثَّل كل محافظة بعضو واحد إذا بلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة ويزيد عدد ممثليها بزيادة كثافتها السكانية.
وتعد انتخابات المجلس بمثابة اقتراع على خليفة خامنئى الذى بات رحيله وشيكاً، بعد أن تجاوز عمره الثمانين وشاعت أخبار كثيرة عن سوء حالته الصحية، وتشتعل المنافسة بين المحافظين والإصلاحيين، وأبرز هؤلاء المرشحين هم:
محمد تقى مصباح يزدى
الأب الروحى للتيار المتشدد والشخصية الدينية البارزة والمرشد الروحى للرئيس السابق أحمدى نجاد، وأحد أهم المنظرين المتشددين لولاية الفقيه، ويعتبره معينا من قبل الله ومن قبل المهدى المنتظر.
مجتبى خامنئى
ثانى أبناء الإمام وأكثرهم نفوذاً فى عالم المال والسياسة ويعتبر وريث الإمام فى ولاية الفقيه، وتشير وثيقة من «ويكيليكس» إلى أن خامنئى يقوم بتجهيزه خليفةً له، ويحظى بعلاقات وطيدة مع الحرس الثورى، ونجح فى تأسيس شبكة علاقات قوية.
صادق لاريجانى
يرأس السلطة القضائية منذ 2009، واختاره خامنئى للمنصب بعد أن كان عضواً فى مجلس صيانة الدستور لمدة 9 أعوام، وينتمى للمحافظين وينحدر من عائلة ذات ثقل سياسى، ويرأس شقيقه الأكبر السلطة التشريعية.
آية الله أحمد خاتمى
خطيب جمعة طهران، متشدد يحظى بقبول كبير فى الأوساط الأصولية، وأوساط قادة الحرس الثورى، وهو عضو بمجلس الخبراء، ومدرسى الحوزة العلمية فى قم. وهاجم قادة «الحركة الخضراء» وانتقد دعوة رفسنجانى للرقابة على عمل المرشد.
آية الله سيد أبوالحسن مهدوى
لا يبدو اسماً متداولاً فى الترشيحات التى تتحدث عمن سيخلفون خامنئى، لكنه لا يمكن إغفاله، فهو سيِّد، وخطيب مفوَّه، ورجل دين يتمتع بكاريزما داخل أوساط الحرس الثورى والباسيج.
حسن الخمينى
يعد إرثه العائلى نقطة قوة له، فبجانب كونه حفيد الإمام الراحل، هو نجل فاطمة الطبطبائى، ابنة القيادى الدينى آية الله سلطانى، ويتميز بآرائه الإصلاحية، ومقرب منهم، ويشكل رقماً صعباً فى معادلة تهيئة الخليفة المنتظر.
آية الله محمود شاهرودى
رئيس السلطة القضائية السابق لمدة 10 سنوات، ويعتبر المرشح الأقوى لخلافة خامنئى، فعلى الرغم أنه عراقى المولد والمنشأ، إلا خامنئى كان يثق به وعيّنه رئيسا للسلطة القضائية، وترأس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية فى العراق، وعينه خامنئى فى مجلس صيانة الدستور.
هاشمى رفسنجانى
رفيق الخمينى الذى يخشاه خامنئى، وصار الشبح الذى يطارده، وحاول المرشد تنحيته وإبعاده، رغم أنه من صنعه وأتى به لمنصبه، ومع نهاية الحرب العراقية الإيرانية عينه الخمينى قائداً للقوات المسلحة، وبعد وفاة الخمينى استلزم اختيار خليفته توافقاً بين كبار المراجع الفقهية، فحسمه رفسنجانى لصالح خامنئى الذى لم يكن مؤهلاً لولاية الفقيه.