(3/3)الابطال المنتصرون عانى الادب المصرى لفترة طويلة من فكرة البطل المهزوم، فكل ابطال نجيب محفوظ و علاء الأسوانى و مكاوى سعيد هم نوعيه من الأبطال المهزومة المدحورة نتيجه ضغوط مجتمعهم و نتيجه لغياب الحلم، لم يعطنا الادب العربى فى الفتره مابعد ثورة-52 نموذجا للبطل المنتصر، ربما كان هذا إنعكاسا لغياب الحلم عند الكتاب المصريين الذين عاصروا موت حلم الثورة تحت أقدام العسكر فأستسلموا لليأس و طفحت كتاباتهم بهذا اليأس و الواقعية، هذه الواقعية الشديدة هى التى فصلت المجتمع الادبى عن الشارع ،فربما تكون وظيفه الأدب أن يكون مراة للمجتمع و لكنه أيضا مطالب بتوفير الحلم . المهم أن الشارع الشبابى أستجاب لنوعية مغايرة من الادب رفض المجتمع الأدبى فى مصر الاعتراف بها ، نموذج البطل المقدام الذى يقهر خوفه و يواجهه، نموذج ادهم صبرى و المقدم نور الدين محمود و الطبيب رفعت إسماعيل ... ربما أكون مبالغا و لكن ما قدمه نبيل فاروق و أحمد خالد توفيق فى إطار المؤسسة العربية للنشر و التوزيع من نماذج ادبيه لفكره البطل المغوار هو ما الهم الشباب و ربما يكون هو الوقود الاول المبكر للثورة الشبابية. فللغرابه طوال فتره التسعينيات دأب نبيل فاروق و احمد خالد توفيق فى ترسيخ فكرة مغايرة عن نوعيه البطل لم تلق قبولا فى أوساط الشارع الادبى و لكن تلقفها الشباب بكل ترحاب و حب ، وهذا ما جعلهم يتعلمون الحلم وسط العفن و يتذوقون الانتصار وسط إنهزامات الحياة الواقعية ثم جاء الانترنت فوفر لهم البيئة المناسبة التى يمكنهم أن يعيشوا فيها إنتصارات إفتراضية و جدالات رقمية كانت بمثابة تدريب مبكر للحظة حتما كانت ستأتى طبعا بجانب هذا النوع الادبى المغاير كان هناك الافلام الامريكية التى تقدم صورة رائعة لفكرة السوبر مان .. سواء خيالية او أقرب للواقعية فالشباب تربى على أفلام الأكشن التى أهتمت بها هوليود و صدرتها للعالم أجمع لتكسب هى ارقام التوزيع و نكسب نحن عقليه مغايرة عن عقلية الكبار... عقلية لا تخاف المواجهة ... بل تعتبرها مغامرة مرحه حتما ستكون نهايها سعيدة. ربما يكون إنفصال الشباب عن قراءة الادب العربى المحتفى به و إغترابة عن الواقع و معايشتة لعالم الحلم هو مادفعة فى لحظه الثورة الى النزول و تحقيق حلمة بيده بدلا من الاعتماد على أحلام مؤجله لأجيال فقدت القدرة على الحلم. إذا كنتم جادين فى إجراء حوار فعلا بين جيلكم و جيل الشباب و هو ما أتصوره فعليكم إلا تحاولوا فهم الشباب فهم أنفسهم لا يفهمون أنفسهم ... و لكن عليكم بأستدعاء الطفل فى داخلكم ... لا تاخافوا من الحلم تحت ضغط الواقعية ... إنبهروا بجمال العالم من حولكم و كأنكم ترونه لأول مرة هكذا يراه الاطفال ... تعلموا من الأطفال فهم الأقدر على فهم حقيقة الحياة ولا تخافوا من تجربه الجديد ... لسبب ما يمتلك الأطفال شجاعة لا حدود لها و يفقدونها على طريق العمر ... أعتقد انه حان الاوان لأستعادتها، لكى تدرك كيف يفكر الشاب حاول ان تفكر كطفل و ساعتها فقط ستستطيع ان تستمتع بحياتك و تفهم الشباب.