مستأجرو "الإيجار القديم": دفعنا "خلو" عند شراء الوحدات وبعضنا تحمل تكلفة البناء    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    تويوتا كورولا كروس هايبرد 2026.. مُجددة بشبك أمامي جديد كليًا    مصر تنضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لجمعيات إلكترونيات السلامة الجوية IFATSEA    بيل جيتس ينوي إنفاق قسم كبير من ثروته على الأعمال الخيرية    رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر يونيو 2025 بعد قرار التأمينات (اعرف هتقبض كام؟)    في خطوة لخفض التصعيد، باكستان والهند تجريان اتصالات على مستوى مجلسي الأمن القومي    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    بعد بيان الزمالك.. شوبير يثير الجدل برسالة غامضة    النيابة تعاين حريق شب داخل مقر الشركة القابضة للأدوية بالأزبكية    حبس 5 متهمين لسرقتهم السيارات والدراجات النارية بالتجمع    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    بجائزة 50 ألف جنيه.. محمد رمضان يعلن عن مسابقة جديدة لجمهوره (تفاصيل)    7 يونيو.. جورج وسوف يُحيي حفلًا غنائيًا في لبنان بمشاركة آدم    «الأسقفية الأنجليكانية» تهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب بابا الفاتيكان    رئيس "إسكان النواب": الدولة ملزمة بتوفير سكن بديل حال تعديل "الإيجار القديم"    أموريم: الدوري الأوروبي يختلف عن بريميرليج.. ومواجهة توتنهام ستكون رائعة    منح الدكتوراه الفخرية للنائب العام من جامعة المنصورة تقديرًا لإسهاماته في دعم العدالة    عهد جديد من النعمة والمحبة والرجاء.. الكنيسة الكاثوليكية بمصر تهنئ بابا الفاتيكان    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    متحدث الكنيسة الكاثوليكية: البابا الجديد للفاتيكان يسعى لبناء الجسور من أجل الحوار والسلام    مفاجأة بعيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الجمعة 9 مايو 2025    في عطلة البنوك .. آخر تحديث لسعر الدولار اليوم بالبنك المركزي المصري    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    الأهلي يتفق مع جوميز مقابل 150 ألف دولار.. صحيفة سعودية تكشف    موعد مباراة بيراميدز ضد البنك الأهلي في الدوري    مؤتمر النحاس: نلعب مباراة كل 4 أيام عكس بعض الفرق.. ورسالة لجماهير الأهلي    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    دراسة: 58% يثقون في المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عاجل- مسؤول أمريكي: خطة ترامب لغزة قد تطيح بالأغلبية الحكومية لنتنياهو    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    موجة شديدة الحرارة .. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس اليوم الجمعة 9 مايو 2025    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    المخرج رؤوف السيد: مضيت فيلم نجوم الساحل قبل نزول فيلم الحريفة لدور العرض    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    حدث في الفن- انهيار كارول سماحة ونصيحة محمود سعد بعد أزمة بوسي شلبي    كيم جونغ أون يشرف على تجربة صاروخية ويؤكد جاهزية السلاح النووي    منافسات قوية فى الدورى الممتاز للكاراتيه بمشاركة نجوم المنتخب    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. انتخاب الكاردينال الأمريكى روبرت فرنسيس بريفوست بابا للفاتيكان.. إعلام عبرى: ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو.. وقيمة عملة "بتكوين" تقفز ل100 ألف دولار    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    سهير رمزي تعلق على أزمة بوسي شلبي وورثة الفنان محمود عبد العزيز    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال سليمان فى ندوة «المصري اليوم»: القضية السورية أصبحت ورقة فى ملف دولى كبير
نشر في المصري اليوم يوم 05 - 02 - 2016

أكد الفنان جمال سليمان أن الوضع السورى أصبح معقدا على الأرض، نظرا لتشابك المصالح المتصارعة فى بلاده، وقال فى ندوة «المصرى اليوم»: إن هناك 15 مدينة تتعرض للحصار منها 13 مدينة تحاصرها قوات النظام وتعرض أهلها للتجويع والقتل البطىء واثنان منها تحاصرهما قوات داعش، مضيفا أن الأمل فى حل الأزمة وإن كان ضعيفا لكنه ليس مستحيلا، شريطة أن يتوقف النظام عن غطرسته ويدخل فى مفاوضات جدية لحل الأزمة وليس تعقيدها، معاتبا زملاءه الفنانين المؤيدين لبشار الأسد من الترويج لفكرة لا أحد غير الأسد أو نحرق البلد، مشددا على أنه توقع الجدل الذى سيثيره مسلسل صديق العمر وهجوم أسرة عبدالناصر عليه.. وإلى تفاصيل الندوة:
جمال سليمان فى ندوة «المصري اليوم»
■ ما تقييمك للوضع الحالى فى سوريا؟
- الوضع أصبح فى أسوأ أحواله، الأطفال يموتون فى مخيمات من شدة البرد، العائلات تغرق فى البحار وتأكلها الأسماك فى بحثها المضنى عن ملجأ يؤويها ويعطى فرصة لأطفالهم فى البدء بحياة آمنة بعيدًا عن الرعب، الذى عايشوه فى سوريا. أصبح هناك 15 منطقة الآن بسوريا، حسب تقديرات الأمم المتحدة، محاصرة تستخدم فيها سياسات التجويع لإخضاع الناس، 13 منها تحاصرها قوات نظام بشار الأسد، والأخريان تحاصرهما قوات عسكرية مناهضة له، ولديك فى المشهد العام نظام استبدادى قمعى، بدلا من أن يختار الحوار الوطنى والتغيير الديمقراطى اختار المواجهة الأمنية العسكرية مع المتظاهرين وفتح نيران السلاح الحى ضد السلميين مما أدى إلى احتقان كبير جدًا ودفع الناس نحو سياسات الغضب والثأر لدى صفوف واسعة فى المجتمع السورى، خاصة فى المناطق الريفية، كما قام النظام باعتقال رؤوس هذه التظاهرات من الشباب المدنيين الذين رفعوا شعارات «واحد واحد.. الشعب السورى واحد، حرية حرية حرية»، وكانوا يبحثون عن الإصلاح السياسى لبلادهم ولم ترد حتى فكرة إسقاط النظام وقتها، وفى البداية لم أكن من القطيع الذى ينادى بإسقاط النظام واتهمت وقتها بالتخاذل وأننى موال للنظام ولكنى كنت كغالبية السوريين لم نرفع هذا الشعار لأن كلفته ستكون باهظة، ودعونا للتغيير الديمقراطى والحوار الوطنى من أجل الإصلاح السياسى نحو دولة العدالة والقانون والحريات، وأن يكون النظام شريكا فى ذلك، وللحق إننا فشلنا فى استمالة النظام نحو هذه الفكرة، بعد اتخاذه قرارا بالذهاب إلى مواجهة أمنية عنيفة، ثم تطورت الأمور بعد ملاحظة النظام أن صعود المظاهر الإسلامية فى الثورة سوف يخدمه فعمل على تغذيتها وفى أثناء اعتقاله الشباب الثورى المدنى أطلق سراح الآلاف من الإسلاميين المتشددين، واتخذ قرارا استراتيجيا، مفاده «دع العالم يختار بينى وبينهم»، ولا ننسى أن تطور الأحداث فى مصر وليبيا رغم الفارق الكبير، وظهور الجماعات الإسلامية المتشددة لفت نظر النظام وقرر أن يسير فى هذه الاستراتيجية، دائما هناك فكرة التخوين، إن لم تكن معى فأنت ضدى، وكان النظام يختصر الوطن بذاته.
■ هل تؤمن بفكرة المؤامرة على سوريا؟
- فكرة المؤامرة أنا من أنصارها وأؤمن بها وأنها ستبقى مع استمرار وجود البشر، واعتبرها إحدى استراتيجيات تحقيق المصالح، والسؤال هو كيف أواجه المؤامرة؟، ومن البراءة المفرطة أن يعتقد أن العالم بلا مؤامرات، لكن من الحماقة أن تعتبر كل ما جرى فى بلادنا سببه المؤامرة، لكننا بنفس الوقت ملوك من يتآمر على نفسه كعرب بسبب ترحيلنا للمشاكل وتركها تتراكم فى الظلام ليس فيما يخص السياسة فقط ولكن فى جميع المجالات، تعليم وصحة ومجتمع مدنى وفساد، وهو ما أدى إلى ما وصلنا إليه حاليًا.
■ كيف ترى وضع المعارضة السورية حاليًا.. ولماذا بدأت سلمية وتحولت إلى عسكرية؟
جمال سليمان فى ندوة «المصري اليوم»
- كما ذكرت النظام كان صاحب المبادرة فى تحولها لعسكرية، لكن كانت هناك كثير من الدول سعيدة بظهور بوادر هذا التحول إلى العسكرة. كانت الأسلحة جاهزة والأموال، خاصة إيران التى تقود الحرب حاليا فى سوريا، وظهرت قوى أخرى تدعم التدخل الروسى للتقليل من هذه الهيمنة الإيرانية.
وأنا كنت دائما ضد فكرة حمل السلاح، مع بداية تأسيس الجيش الحر، وكانوا رافضين لكلامى، والدول التى دعمت بالسلاح كانت سببا فى احتدام الأمور ولخدمة مصالح شخصية، وأؤكد أن من أخطاء المعارضة عدم تقديرها الجيد لقوة النظام ومدى إخلاص حلفائه له، وكانوا يعتقدون سقوطه خلال 3 شهور على الأكثر، وهى نفس وجهة نظر النظام أيضًا، وها هى الحرب استمرت 4 سنوات ولم تنته.
■ كيف ترى المستقبل والحلول؟
- هناك إحباط كبير فيما يتعلق بمسارات الحل السياسى، فمع ظهور بوادر معينة للحل، يحدث شىء سيئ يعرقل هذا الحل، بعدما أصبحت القضية السورية ورقة فى ملف دولى كبير جدًا، وهو ما توقعته منذ بداية الممارسات العسكرية والقمع، وللأسف فإن هذا التنبؤ حصل، وهناك مشاريع عالمية تبنى وفق هذا الوضع السورى، فروسيا تحاول أن تستعيد رصيد الاتحاد السوفيتى ومكانته بأن تصبح شريكا فى رسم ملامح مستقبل العالم، والأتراك يريدون أن تكون لهم الكلمة العليا فى القضايا الإقليمية، وكذلك الإيرانيون، إضافة إلى المصالح الكبرى للأمريكان والأوروبيين فى هذه المنطقة، وفى الطرف المقابل تجد إسرائيل التى تلعب دورا حيويا جدًا فيما يجرى الآن فى سوريا وما جرى سابقًا فى العراق من خلال لوبيات ليس فقط فى أمريكا ولكن فى كثير من دول العالم، وهو ما شهده الناس فى بداية الهجوم العسكرى الروسى فى سوريا كانت هناك قمة بين بوتين ونتينياهو من أجل التفاهم على حدود هذه الحرب وتنسيق الطلعات الجوية وغيرها.
■ هل هناك أمل بحدوث توافق بين المعارضة والنظام؟
- ليس فى المدى المنظور وحجم الخسارة هائل، ومازال المناخ الدولى لم ينضج، مؤخرًا أعلنت تشكيلة وفد المعارضة، والروس مصرون على أن هذه التشكيلة لا تحتوى على التمثيل الأفضل لكثير من القوى السياسية، ويبحثون عن مفاوضات متعددة لأكثر من وفد يمثل الشعب السورى والنظام.
■ هل التدخل الروسى كان له تأثير فى توحش النظام؟
- كان له تأثير ولكن أقل مما كان متوقعًا، وهدفهم أن يعودوا مرجعية قوية كما كانوا أيام الاتحاد السوفيتى، لا قرار يتخذ فى أى بقعة من العالم دون الرجوع اليهم، كما كان فى الماضى، فنحن نشهد عودة العالم ثنائى القطب.
■ ألا توجد بارقة أمل فى توحد الشعب السورى؟
جمال سليمان فى ندوة «المصري اليوم»
- الانقسامات المذهبية والعرقية الدموية فى سوريا ستجعل هناك تهديدات من أنها ستتحول إلى واقع سياسى وبالتالى إذا عادت دولة واحدة ستكون ظاهرة وستتعامل سياسيًا بمبدأ المحاصصة وهو أسوأ مصير يمكن أن تواجهه سوريا، وكأنها لبنان أخرى، وهذا يتوقف على شكل المفاوضات والإرادة الدولية لمن ستدعم.
■ وما الذى تدعو إليه؟
- نحن من دعاة حماية الدولة والحفاظ على مؤسساتها ووحدة البلاد، والحفاظ على اللحمة الاجتماعية فى سوريا بتركيبتها الدينية والعرقية والعرفية المركبة، ومن أنصار الحفاظ على الجيش السورى، والحوار للوصول لحل سياسى مستدام وعادل يجد فيه كل الأطراف مكانا آمنا، لكن حتى الآن هذا الشىء بعيد المنال، ومازالت الفرصة موجودة لكنها تحتاج لتوافقيات دولية أولا، فالوضع الحالى لا يقتصر على المعارضة والنظام فقط، وإنما هى بين مجموع المحاور الدولية والصراع وهذا ما ينعكس على أفق التفاوض السياسى، والاتفاق على مرحلة انتقالية، أفضل من حالة الدولة الاستبدادية الشمولية للديمقراطية، وأنا أعتقد أن هذا هو الحل الوحيد والعادل، لأن فيه متسعا للجميع.
■ أيهما ترجح وجهة نظر أمريكا التى تؤكد أن نظام بشار سيقسط أم إيران وروسيا التى ترى عكس ذلك؟
جمال سليمان فى ندوة «المصري اليوم»
- دعنا نحلل للموقف الأمريكى أولا بنوع من العمق، فمنذ بداية الأزمة وهو غامض ومتضارب حينما زار السفير روبرت فورد مدينة حماة، مع بداية الثورة مصطحبًا سفير فرنسا شوفالييه، تداول إحساس لدى المعارضة أن أمريكا وأوروبا سوف تقاتل معهم، لكن ما حدث كان العكس فيما بعد، وظلت مواقف أمريكا ملتبسة، وحينما التقيت بشار الأسد ضمن وفد ضم 31 شخصية تحدثنا معه عن مخاوفنا فى حالة تفاقم هذا الوضع، أن يتخذ كذريعة من أجل التدخل العسكرى الخارجى، خاصة الإسرائيليين، كانت إجابته واضحة وصريحة وهو أن إسرائيل لا تسعى لسقوط النظام فى سوريا، ولكن يهمها أن تكون سوريا ضعيفة، وأن التدخل العسكرى لن يحدث على شاكلة الذى حدث فى ليبيا، وما قاله كان صحيحا وواقعا.
■ ما علاقتك بالفنانين المؤيدين للنظام؟
- للنظام بصورة عامة فنانون وهم 3 أقسام واحد منهم له مصالح فيحابى النظام للحفاظ عليها، وآخر يعلن هذا الرأى نتيجة الخوف والذعر وغريزة الحفاظ على الحياة والأطفال وهى مسألة إنسانية مفهمومة جدًا مثلهم كمثل من هم تحت سيطرة داعش الآن أيضا يمتدحون الخليفة وداعش، أما التصنيف الثالث فهم موالون للنظام لخوفهم من البديل تحت شعار الشيطان الذى أعرفه خير من الشيطان الذى لا أعرفه، وأنا عن نفسى أكن كل تقديم واحترام لمن يوالى النظام من الفنانين وعلاقتى بزملائى دريد لحام وسولاف فواخرجى جيدة، وتعاملت فى مسلسلى «العراب» العام الماضى مع معظم الفنانين المؤيدين لبشار، وكانت العلاقة من أطيب ما يكون، فهناك فرق كبير بين الاختلاف السياسى بين طرفين والتصارع يكون بشكل حضارى محترم وبين تحول هذا الصراع إلى دموى، ولا يعنى معارضتى للرئيس أننى خائن، لكننا فى سوريا وصلنا لمرحلة ضرورة وجود رأى إنسانى، ولى عتب على زملائى المؤيدين، لأنهم يساندون نظاماً يقول الأسد أو لا أحد، الأسد أو نحرق البلد، تخيل أن يكون وطن فى مقابل شخص أيا كان هذا الشخص.
■ هل ندمت بسبب مشاركتك كفنان فى الأمور السياسية؟
- يسخر ضاحكًا ويقول.. الأفضل له شخصيًا أن يعتزل الأمور السياسية، ويرسل رسائل عاطفية تحمل الحب للوطن محملة ببعض الدموع.. لا طبعًا الفنان مواطن قبل أن يكون فنانا، وأنا إنسان سورى وهذا وطن أنا معنى به، وما بالك بأننى شخصية عامة، فهل أكتفى بأن جمهورى يحبنى، أنا برأيى العلاقة بين الفنان وجمهوره متوسعة ودوره كفنان يحتم عليه فى بعض الأمور الصعبة والحساسة من هذا النوع أن يكون له رأى، أما مثلا إذا كانت انتخابات تجرى فى بلد مستقر بها تصارع أحزاب فلن أعلن مساندتى لأى منهم إلا فى حالة أننى كنت أحد أعضائه، وهو ما لم يحدث لأننى لست من أنصار ذلك، لكن أن تشاهد وطنك بأكمله يموت ويسرق ويحطم وتقول أنا فنان وغيره... وما أود أن أنبه عليه أن الفنان فى العالم العربى يجب أن ينتبه فى هذه الأحوال أنه يجب أن يدفع الثمن والأخير كان غاليا لكن ليس هذا وقت الحسابات وتقديم الفواتير ومرحلة الحديث عنه سيكون فيما بعد، ومعارك جانبية لن أخوض فيها حاليًا، وأحلم كمعظم السوريين يشرفنى أن أكون واحدا منهم بدولة للجميع، محترمة يحكمها قانون وفيها حريات لا هى إمارة إسلامية ولا فوضوية ومستبدة وفاسدة، وهذا ليس حراما ولا عيبا، وإذا لم نصل لذلك فإن الحروب لن تتوقف.
■ تجييش الأزمة السورية فنيًا بتقديم أعمال تتواءم مع وجهة نظر النظام لماذا لم تقدم المعارضة أعمالا تروج لقضيتها؟
جمال سليمان فى ندوة «المصري اليوم»
- أعتقد أنك ظلمتنى بهذا السؤال، لكن حتى الفنانين غير المحسوبين على المعارضة قدموا أعمالا جيدة مثل «ضب الشناتى، غدا نلتقى، سنعود بعد قليل»، أما الأفلام فهناك بالفعل تقصير فيها، لأن معظم الأعمال التى يتم عرضها مؤخرًا هى من إنتاج الدولة، وهى مشكلة عامة نواجهها حاليًا فإذا أرسلت لهم سيناريو فيلم سيرفضونه، وكذلك المحطات الفضائية السورية حاليا أصبحت ترفض أى عمل فيه ولو جانب سياسى بسيط، وأقول إن الفن كان له دور كبير فى الدعوة لتجديد الشعوب وكذلك الإعلام المرئى والمسموع.
■ إذا تمت الدعوة لعمل عربى مشترك عن ثورات الربيع العربى ورشحت لتجسد شخصية بشار الأسد فهل تقبل؟
- لست الشخص المناسب لهذا الدور، ليس لأننى لا أريد أن أجسد شخصيته، بدليل أننى حينما سئلت عن إمكانية تجسيدى لشخص صدام حسين قبلت، وأنا مؤمن أن الممثل لا يجسد شخصيات روميو وهامليت فقط إنما يجسد أيضا شخصية ماكبث وريتشارد الثالث، وأنا لست المناسب لشخصية بشار الأسد.
■ ما حقيقة تقديمك جزءًا ثانيًا من مسلسل حدائق الشيطان؟
- بالفعل تعاقدت على جزء ثانٍ من العمل مع المخرج حسنى صالح وتأليف ناصر عبدالرحمن، وأنا برأيى تقديم جزء ثانٍ من أى عمل سلاح ذو حدين، وهو ما تفضله القنوات الفضائية ويمكن أن تستغله فى بناء نجاح آخر، أو العكس، وكنت مترددًا حتى قرأت النص وبسببه تحمست جدًّا لأنه خلق أجواء وعوالم جديدة، فيه مساحات وأفكار مختلفة، وكان من المفترض أن نصوره لرمضان المقبل، وقرأت 18 حلقة منذ شهرين تقريبًا وكانت هناك مفاوضات بين المنتج أحمد الجابرى مع محطات فضائية وموزعين لكنها توقفت والمسلسل مثله مثل كثير من المسلسلات هذا العام توقفت بالفعل والسبب هو وجود أزمة مالية فيما يتعلق بمستحقات المنتجين والبيع والشراء ونحن من ضحايا هذه الأزمة.
■ تعرضت لهجوم واسع بسبب هذا العمل فى البداية كيف قرأته؟
- كنت متعجبا منه فى ظل الشراكة الفنية المصرية - السورية على مدار التاريخ، ولم أفكر بأن تقديمى لشخصية الصعيدى مندور أبوالدهب ستأخذ كل هذا الجدل، ولم أستوعب الأمر، وشعرت بحرج فى الرد، حتى لا أكون فى مكان الدفاع عن دور جاءنى فى بلد عربى، وعن فرصة فنية رشحت لها وقررت التزام الصمت وانتظار النتائج إما بالنجاح أو الفشل، ومصر أطلق عليها هوليوود الشرق لأنها لا تنظر إلى جنسية الفنان أو هويته، مثله فى أمريكا التى لا تهتم بالباسبور ولكن الموهبة، كما أننا نعيش عصر البث الفضائى المفتوح على العالم كله، وإذا أردت أن تكون المركز الإنتاجى الأكبر فى الشرق الأوسط لابد من تفهم فكرة الاعتماد بنسبة 70% على المحليين والباقى للخبرات العربية الأخرى، المهم أن يكون بشكل قانونى.
■ إلى ماذا ترمز «الغولة» فى المسلسل؟
- ترمز إلى هذه القوى الغامضة التى يستخدمها الحاكم فى إخضاع الناس عن طريق الخوف، مثل الجماعات الإسلامية الإرهابية وهو مثل الفزاعة التى لعب عليها معمر القذافى فى ليبيا وعلى عبدالله الصالح مع بداية الحراك السياسى، وكانا يتباهيان بأنهما مسيطران عليها أمنيًّا، الغولة هى عبارة عن إشاعات للترهيب والتخويف، الغرب الإرهاب الإسلامى يمثل لهم غولة، الانهيار الاقتصادى «غولة»، عاشت أووربا وأمريكا 3 /4 القرن على هول الغولة.
■ هل ستقدم أجزاء أخرى من خماسيات أهل الغرام؟
- انتهيت من تصوير خماسية منها، ونحضر لجزء ثالث، فى الجزأين الأول والثانى كنت أحد منتجيه، كنا نقدم كل حلقة حكاية، أما الحلقات الجديدة فكل 5 حلقات تشكل حكاية وطورناها لتكون عبارة عن مجموعة سوريين عايشين بلبنان بعد الحرب، وفيها إسقاط سياسى ولكن بشكل غير مباشر.
■ لماذا هاجمتك أسرة الرئيس عبدالناصر بعد مسلسل صديق العمر؟
- كنت متوقعًا ردود الفعل، لأن كل أسرة فيها شخصية سياسية تعتبره أنه أفضل شخصية فى التاريخ، القديم والأوسط والحديث والمعاصر وأنه لم يرتكب أخطاء أو يتحدث بشىء غير مضبوط، ولولا وجوده لكان البلد الفلانى غير موجود، وهو ما له اعتبارات عاطفية مفهومة لكن ما أدهشنى أن ابنه عبدالحكيم كان يتعجب من الخوض فى أزمة الخرطوم بالمسلسل مثلًا وكأنه يريد قراءة الأحداث كما يتمناها، وهو ليس من حقه، لأن ما عاشه الرئيس جمال عبدالناصر مثله كغيره من الرؤساء له انعكاس مباشر على حياة شعوب ومنطقة، ومن حق الناس تقييم ذلك وتعيد قراءته أكثر من مرة ومن وجهات نظر متعددة، فمثل مرافعة الناصريين فى الدفاع عنه من حق الطرف الآخر قراءة الوضع بشكل آخر، وهذا المسلسل كان محضرًا له الهجوم من الحلقة الأولى، فى الحقيقة الحقبة التى تحدث عنها العمل لم يتم تناولها من قبل، الكل تكلم عن شهر العسل لكن ما بعده من خلافات لم يترك لها أحد، وهى فترة كبيرة فيها 3 محاور رئيسية: قيام وانهيار الوحدة بين سوريا ومصر، الدخول العسكرى فى اليمن، هزيمة 67، لم تكن مهمة المسلسل عمل تماثيل لأحد وهذه ليست وظيفتنا أو شغلة الفن المحترم، لم نتجنّ على عبدالناصر ما قلناه إن التجربة الناصرية ومعه عامر والسادات وصلاح نصر عاشوا هذه التجربة نجحوا وأخفقوا وحاولنا التمييز بين الحلم ووسائل تحقيقه، فالعمل متعاطف مع أحلام عبدالناصر وقدمه إنسانًا صادقًا فى أحلامه لكن حاول المسلسل الخوض فى مدى السماح لهذه الأحلام بأن ترى النور والوسائل المستخدمة فى تحقيقها، وهل كان مسموحًا لمصر أن تمتلك القوة والسلاح لكى تهزم إسرائيل بأى وقت، وهل كان للوحدة بين سوريا ومصر أن تستمر؟ هل كان مسموحًا بأن مشكلة اليمن تحل بالطريقة التى أقرها عبدالناصر؟، انتقدنا فكرة اختياره للتوقيت الخاطئ فى هذه المعركة.
■ البعض توقع أن العمل سيكشف العلاقة بين ناصر وعامر ولم يحدث؟
- إطلاقًا المسلسل صور هذه العلاقة وكيف أنهما اختلفا فى موضوع سوريا، عامر لا الوحدة العربية ولا الاشتراكية كانت تعنى له شيئًا، وكان رأيه التركيز على مصر ووضعها، صديقان فى أعلى سلطة فى البلد أحلامهما مختلفة، عامر ذهب مكرهًا لليمن وكذلك سوريا، وحارب 67 مكرهًا، وعبدالناصر بالفعل ضعيف أمام عامر، وفى كل مرة كانا يختلفان ناصر يذهب له إلى منزله ليصالحه، المسلسل حاول أن يسلط الضوء على العلاقة من خلال الحدث، وكيف امتحنت بمعارك كبرى، ناصر كان له الخطاب الجمهورى العام والسياسة، وعامر له الجيش، كانت قسمة فيما بينهما، صعب بلد يحكم بين شخصين فقط ليس بذلك تدار الدول أو تصنع الانتصارات.
■ هل أنت راض عن صورة المسلسل؟
- بالطبع لا، وحصلت على وعود لم يتم تنفيذها، وأنا اعتذرت أكثر من مرة وترددت كثيرًا قبلها، ورغم ذلك لم أندم عليه، وسينصفه الزمن، حينما يتم تقديم أعمال عن هذه الفترة، لكن الصورة لم أرضَ عنها، وكذلك المشاهد وكان من المفترض أن يصور فى فترة 4 أضعاف التى صور بها.
■ ما هى رؤيتك للرئيس السادات؟
- كان شخصًا حاد الذكاء، لديه قدرة هائلة على التحكم فى نفسه، أدرك كيف يكون صديقًا للجميع، كيف يجلس فى الظل ببعض الأحيان، لم يقدم نفسه كأنه بديل لناصر وعامر، ولذلك حافظ على وجوده، كما تجنب الدخول فى تحالفات بقلب مجموعة الضباط الأحرار، كاريزماتى وبراجماتى واقعى جدًّا وغلطته كانت بعد حرب 73 من هجومه على القوى اليسارية والليبرالية برفع الحاجز أمام القوى الإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.