سفير ألمانيا لدى القاهرة: نرفض التدخل العسكرى فى ليبيا (حوار)

أكد السفير الألمانى لدى القاهرة، يوليوس جيورج لوى، رفض بلاده التدخل العسكرى الذي دعت إليه الولايات المتحدة في ليبيا، وكذلك رفض التدخل العسكرى الروسى في سوريا، مشدداً على أن تسوية الأزمتين سياسياً هي الحل الأمثل، وأن بلاده ستعلن موقفها فيما يتعلق بهذا الشأن في مؤتمر روما اليوم.
وقال جيورج، في حواره مع «المصرى اليوم»، على هامش افتتاحه الجناح الألمانى بمعرض الكتاب، أمس الأول، إن نظرة ألمانيا إلى مصر تغيرت بعد تشكيل مجلس النواب، موضحاً أن العلاقات المصرية- الألمانية شهدت تطوراً ملموساً في الفترات الماضية، خاصة بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى برلين العام الماضى، كما أن الجانب الألمانى حريص على زيادة التعاون في جميع المجالات بين البلدين.. وفيما يلى نص الحوار.
■ هل تؤيد ألمانيا دعوة الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكرى في ليبيا؟
- نحن نرفض التدخل العسكرى في ليبيا ونؤيد الحل السياسى، ومن المنتظر أن يعلن وزير خارجيتنا «شتاينماير»، رفض التدخل العسكرى، في مؤتمر روما، اليوم، فهذا هو مبدأ الحكومة الألمانية.
■ ما الحل الأمثل لهذه القضية بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابى على أجزاء كبيرة من ليبيا؟
- نحن نعتبر أن أفضل حل للأزمة الليبية هو تشكيل حكومة وفاق وطنى، تضم جميع الفصائل الليبية، لكى تتمكن ليبيا من مواجهة الإرهاب، ونحن بدون شك نرفض حدوث تقسيم بين الأطراف الليبية، وبعد استقرار الأوضاع السياسية ستتمكن ليبيا من محاربة تنظيم داعش الإرهابى.
■ فيما يتعلق بالأزمة السورية.. ما الموقف الألمانى من الضربات العسكرية الروسية في سوريا؟
- نحن نرفض التدخل العسكرى الروسى، وكما أكدت فبلادنا ترفض التدخل العسكرى بشكل عام، وننظر إليه بنوع من القلق، نظراً لأنه يؤدى إلى معاناة كثير من الأبرياء.
■ تصاعدت في الشهور الماضية أزمة اللاجئين السوريين.. واتهم البعض المستشارة الألمانية بالتخاذل تجاه هذه القضية.. ما تعليقك؟
- موضوع اللاجئين السوريين محل جدل حاد في المعسكرات السياسية في العالم بشكل عام، وفيما يتعلق بموقف ميركل فهو ليس موقفا شخصيا لها، إنما هو موقف عام للسياسات الألمانية، والحزب المسيحى تبنى نفس وجهة النظر الخاصة بتوفير الحماية للاجئين حتى تستقر الأوضاع في بلادهم، ولابد أن يتم نتناول تصريحاتها بدقة بعيداً عن الادعاءات الإعلامية.
■ هل ترى أن الأزمة الإيرانية السعودية بداية لحرب الطائفية في المنطقة؟
- ألمانيا أعربت عن قلقها بشدة تجاه تطور الأوضاع بين السعودية وإيران، خاصة بعد حرق السفارة السعودية في طهران، ونخشى أن يصل الأمر للحرب الطائفية بين الدولتين، لأن الشعوب هي ضحية هذه الخلافات للأسف الشديد.
■ ما الموقف الألمانى من التحالف الإسلامى الذي دعت إليه السعودية؟ وهل ترى أن هناك تعارضاً بينه وبين التحالف الدولى لمواجهة داعش؟
- التحالف الإسلامى الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية فكرة جيدة للغاية، لكن ملامحه الحقيقية لم تظهر بعد، وأعتقد أن وجوده مهم لاستقرار المنطقة بشكل عام، بخصوص علاقته مع التحالف الدولى، أعتقد أنه ستكون هناك مفاوضات بين التحالفين لمكافحة الإرهاب، لكن لم يتطور الأمر إلى قرارات ملموسة، لذلك من يتحدث عن وجود دليل واضح على ذلك، فهو يعتمد على التخمينات وليس الوقائع.
■ بعد زيارة وزير الخارجية المصرى، سامح شكرى، إلى ألمانيا.. ما أوجه التعاون خلال الفترة المقبلة بين البلدين، خاصة في المجالين العسكرى والاقتصادى؟
- العلاقات المصرية الألمانية علاقات جيدة للغاية، وسيتم تطويرها في جميع النواحى، ولم تقتصر على مجالات بعينها، وبمجرد الاتفاق رسمياً على شىء محدد سيعلن في وقته.
■ كيف ترى تطور العلاقات بين البلدين بشكل عام؟
- العلاقات المصرية الألمانية شهدت تطوراً ملموساً في الفترات الماضية، خاصة بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى برلين العام الماضى، ولقائه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وبلادنا حريصة على زيادة التعاون في جميع المجالات، وزيارة السفير سامح شكرى الأخيرة إلى برلين كانت خير شاهد على ذلك، خاصة أنه التقى بمؤسسى السياسات الألمانية، وعلى رأسهم وزيرا الخارجية والداخلية الألمانيان، فضلاً عن لقائه بنائب المستشارة الألمانية، زجمار جبريل، وبلادنا دائماً تؤكد دعمها لمصر في حربها ضد الإرهاب.
■ هل تغيرت النظرة الألمانية لمصر بعد تشكيل البرلمان.. وهل هناك تعاون بينه وبين البرلمان الألمانى؟
- نعم تغيرت النظرة الألمانية لمصر، خاصة أن خارطة الطريق اكتملت بتشكيل مجلس النواب، وكنت أول المهنئين للبرلمان المصرى، والتقيت برئيس مجلس النواب، على عبدالعال، وتناقشت معه بالفعل حول فرص التعاون بين البرلمانين المصرى والألمانى، لأنه لابد من دعم هذه المؤسسة، ونحن على أمل أن تتوحد الجهود لدفع البرلمان إلى الأمام، كما أن السفير سامح شكرى، وزير الخارجية، التقى خلال زيارته الأخيرة إلى برلين، بممثل تيار الأغلبية بالبرلمان الألمانى، واتفقا على التعاون المشترك بين البرلمانيين.
■ ماذا عن وضع السياحة الألمانية في مصر؟
- هناك حوالى 20 ألف سائح ألمانى في الغردقة في الوقت الحالى، إلى جانب وجود الآلاف في الأقصر وأسوان والقاهرة، وذلك بسبب استقرار الأوضاع بتلك الأماكن، على عكس شرم الشيخ، ونحن ندرك تأثر مصر اقتصادياً بالسياحة، لذلك نسعى لإعادة السياح الألمان إلى مصر في أسرع وقت.
■ اعتادت ألمانيا المشاركة في معرض الكتاب سنوياً.. ما الإضافة التي يشهدها الجناح الألمانى هذا العام؟
- الجناح الألمانى في معرض الكتاب المصرى يضم أجزاء جديدة، ويشهد ترجمات حديثة اعتمدها معهد جوته، وهناك كتب لأدب الأطفال، كما يتواجد في المعرض ركن خاص للمراجع بمذكرات القادة الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، وأرى أن المعرض فرصة عظيمة لتلاقى الثقافتين المصرية والألمانية.