بريطانيا تمهد ل«ضربات جوية» ضد داعش في سرت

كشفت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية أن فريقاً من العسكريين وضباط استخبارات بريطانيين وصلوا إلى ليبيا للتخطيط لضربات جوية ضد تنظيم «داعش»، في سرت موضحة أن 6 من ضباط سلاح الجو الملكى البريطانى توجهوا إلى قاعدة جوية في شرق ليبيا، تسيطر عليها قوات مسلحة موالية للغرب، مع مجموعة من عملاء جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية والدبلوماسيين من وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث وأفراد من الجيشين الأمريكى والفرنسى.
وأكد مصدر عسكرى بريطانى أن فرق تحديد المواقع المستهدفة يرغبون في تحديد مواقع القوات الصديقة حتى لا تتعرض بطريق الخطأ للعمليات التي سوف تستهدف «داعش».
كان رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، أبدى في يوليو الماضى، استعداده لتوجيه أوامر بضربات جوية على أهداف تابعة للمتطرفين في ليبيا وسوريا لدرء خطر شن هجمات في شوارع بريطانيا. وتزامن ذلك مع ما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، سيعقد اليوم «الثلاثاء» اجتماعا في روما بحضور وزير الخارجية جون كيرى لبحث الحرب على تنظيم «داعش» ليبيا.
وفى الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان ضرورة التوصل سريعا إلى حل سياسى للأزمة الليبية، لتمكين المجتمع الدولى من تقديم مساعدة عسكرية إلى حكومة الوفاق الوطنى المقبلة، محذرا من تمدد «داعش» إلى مدن ليبية أخرى، دعت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا كل «القوى الوطنية» إلى تجنيب البلاد ويلات الحرب والتدخل الخارجى في أعقاب فشل حكومة الوفاق الوطنى في الحصول على الثقة.
وحثت الجماعة المجلس الرئاسى الذي تم تشكيله مؤخرا على أساس اتفاق مفاوضات منتجع «الصخيرات» المغربى، والمؤتمر الوطنى العام في ‫‏طرابلس وبرلمان ‫طبرق على تغليب مصلحة الوطن، وضرورة الاتفاق على الهيئات التشريعية والتنفيذية التي ستحكم البلاد.
وقبل3 أيام من انتهاء المهلة التي حددها له البرلمان لتقديم التشكيلة الحكومية، زار رئيس حكومة الوفاق الوطنى فايز السراج في خطوة مفاجئة قائد الجيش الوطنى الليبى اللواء خليفة حفتر، الأحد، في بنغازى لبحث الحرب الدائرة في المدينة، والتى تخوضها قوات حفتر في مواجهة مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة، والتسريع بتشكيل حكومة الوفاق.
وتشكلت حكومة السراج بموجب الاتفاق في إطار مرحلة انتقالية، تمتد لعامين وتنتهى بانتخابات تشريعية، إلا أن فشل الحكومة في نيل ثقة البرلمان أمهل السراج 10 أيام فقط لإعادة تشكيل حكومة جديدة مصغرة.
وتصاعدت الضغوط الأوروبية والأفريقية على السلطات الليبية المتنازعة على الحكم للإسراع في تشكيل حكومة الوفاق لانتشال البلاد من الفوضى الأمنية الغارقة فيها ومواجهة خطر «داعش».
وقال مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقى، إسماعيل شرقى، إن «داعش» يتقدم نحو شرق ليبيا، ويضرب المنشآت النفطية في رأس لانوف ويرغب في توسيع تواجده في البلاد، وصولا إلى الجنوب، وقال: «هذا جانب يهمنا جميعا ويتطلب اتخاذ إجراءات صارمة، لكن لا يمكننا فعل ذلك إذا لم تكن لدينا في الوقت الحالى حكومة وقوات ليبية لإشراكها وتجهيزها».
وسقط قتيلان وأصيب 10 آخرون في اشتباكات مسلحة بين ميليشيات «فجر ليبيا»، اندلعت مساء الأحد في منطقة «قصر بن غشير» جنوب شرق العاصمة طرابلس، فيما قتل جنديان بالقوات الخاصة الليبية وأصيب 3 آخرون إثر تعرضهم لإطلاق نار في مواجهات مع الجماعات الإرهابية في بنغازى. وأصيب 9 جنود ليبيين، في اشتباكات جديدة مع قوات «مجلس شورى ثوار بنغازى»، بمناطق متفرقة في بنغازى، التي تشهد قتالا عنيفا بين قوات الجيش الليبى وقوات مجلس «شورى ثوار بنغازى»، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات.
من ناحية أخرى، تم الإثنين إطلاق سراح النائب في البرلمان الليبى المعترف به دوليا محمد الرعيض، بعد 4 أيام على اختطافه على يد رجل طالب بنقل نجليه المحتجزين في سجن غرب ليبيا إلى أحد السجون بالمنطقة الشرقية.
يذكر أن وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، سيسافر اليوم إلى روما لقيادة وفد الولايات المتحدة في الاجتماع الوزارى للتحالف الدولى لمكافحة تنظيم داعش في ليبيا مع شركائه في الائتلاف، وذلك لاستعراض التقدم المحرز حتى الآن، ومناقشة سبل تكثيف الالتزامات على جميع الأصعدة للجهود المبذولة لإضعاف وهزيمة هذه المجموعة الإرهابية.
ويضم اجتماع التحالف ممثلين عن دول «السعودية، الكويت، الإمارات، الكويت، البحرين، قطر، مصر، الأردن، العراق، بريطانيا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، السويد، النرويج، الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، نيوزيلاندا، تركيا»، إضافة إلى الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.