كشفت صحيفة «سانداي تايمز» أن فريقاً من العسكريين وضباط استخبارات بريطانيين وصلوا إلى ليبيا للتخطيط لضربات جوية ضد تنظيم داعش . من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد التنظيم، سيعقد غدا الثلاثاء اجتماعاً في روما بحضور وزير الخارجية جون كيري. وكان ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، قد أعلن في يوليو الماضي، بأنه مستعد لتوجيه أوامر بضربات جوية على أهداف تابعة للمتطرفين في ليبيا وسوريا لدرء خطر شن هجمات في شوارع بريطانيا. ومن ناحية اخرى، زار رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج قائد القوات العسكرية في شرق البلاد خليفة حفتر، في خطوة مفاجئة جاءت قبل ايام قليلة من المهلة الممنوحة للسراج من قبل البرلمان لتقديم تشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني. وقال المكتب الاعلامي للسراج في بيان نشره على صفحته في موقع فيسبوك ان رئيس الحكومة المكلف التقى في مدينة المرج في شرق ليبيا الفريق أول ركن خليفة حفتر حيث تمت مناقشة العديد من القضايا . وأوضح البيان ان القضايا التي جرى مناقشتها شملت مسالة ايجاد حل عملي للحرب الدائرة في بنغازي شرق طرابلس لمدة سنة ونصف وتخوضها قوات حفتر في مواجهة مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة ومتطرفة. واضاف البيان أن هذه الزيارة المفاجئة تاتي ضمن سلسلة زيارات يستمع فيها السراج لرؤى ومخاوف وهواجس كافة الاطراف المؤثرة في الأزمة القائمة على نزاع متواصل على حكم بين سلطتين منذ اكثر من عام ونصف. وقال البيان إن السراج يعمل على اعداد مقترح واقعي يقدم للمجلس الرئاسي لاستصدار ما يتم الاتفاق عليه من قرارات مستندة على الواقع المعاش، وهو ما تقتضيه ضرورات التوافق الذي بنيت على اساسه فكرة تشكيل هذه الحكومة . ووقع اعضاء من البرلمان المعترف به دوليا في الشرق والبرلمان الموازي غير المعترف به في طرابلس اتفاقا باشراف الاممالمتحدة في منتصف ديسمبر نص على تشكيل حكومة وفاق وطني بهدف توحيد البلاد واخراجها من الفوضى الغارقة فيها منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. ويحظى الاتفاق بدعم المجتمع الدولي، لكنه يلقى معارضة رئيسي البرلمان في طبرق والبرلمان الموازي في طرابلس. كما ان حفتر، الشخصية العسكرية النافذة، من ابرز المطالبين بادخال تعديلات عليه. وتشكل بموجب الاتفاق مجلس رئاسي عمل على تشكيل الحكومة برئاسة فايز السراج لتقود البلاد في اطار مرحلة انتقالية، تمتد لعامين وتنتهي بانتخابات تشريعية. وقدم السراج تشكيلة حكومية تضم 32 حقيبة وزارية الى البرلمان المعترف به، لكنها فشلت في الحصول على ثقة المجلس النيابي الذي امهل السراج فترة عشرة ايام تنتهي الخميس المقبل لتقديم تشكيلة حكومية اصغر. في موازاة ذلك، صوت البرلمان لصالح رفض مادة في اتفاق الاممالمتحدة تنص على شغور المناصب الامنية والعسكرية القيادية بمجرد حصول حكومة الوفاق على الثقة، ما يعني احتمال خسارة حفتر الذي يحظى بدعم عدد كبير من النواب، منصبه. ويذكر ان السلطات الحاكمة في طرابلس وبعض الشخصيات السياسية في المنطقة الشرقية ترفض اي دور لحفتر في المشهد الليبي المستقبلي، وتحمله مسئولية مقتل المئات في المعارك الدائرة في بنغازي منذ مايو 2014. ومن جهه اخرى ، أطلق سراح النائب في البرلمان الليبي المعترف به دوليا محمد الرعيض بعد 4 ايام على اختطافه على يد رجل طالب بنقل نجليه المحتجزين في سجن في غرب ليبيا الى احد السجون في المنطقة الشرقية،. وقال مصدر برلماني لوكالة فرانس برس : «اطلق سراح النائب محمد الرعيض بفضل جهود المشايخ والاعيان والعقلاء في مدينة طبرق وكذلك جهود الجهات الامنية»، مضيفا ان الرعيض كان في صحة جيدة لدى اطلاق سراحه. وتعرض الرعيض للاختطاف الاربعاء الماضي خلال توجهه الى مطار مدينة طبرق حيث مقر البرلمان المعترف به بعدما شارك في جلستين خصصتا للتصويت على تشكيلة حكومة وفاق وطني ومناقشة اتفاق السلام ترعاه الاممالمتحدة. وأوضح مسئول امني ان الرعيض، وهو نائب عن مدينة مصراتة ، اختطف على يد مواطن يطالب بنقل نجليه المحتجزين في سجن في مصراتة على خلفية قضية مخدرات الى احد السجون في شرق ليبيا كشرط للافراج عن الرعيض . وتشهد ليبيا فوضى امنية ونزاعا على الحكم منذ اكثر من عام ونصف بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في شرق البلاد، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة طرابلس ومعظم مناطق الغرب وبينها مصراتة، ولا يحظيان بالاعتراف. وتسعى الاممالمتحدة الى توحيد السلطتين في حكومة وفاق وطني تعمل على إنهاء الفوضى الأمنية الناتجة عن احتفاظ معظم الجماعات المسلحة التي قاتلت نظام معمر القذافي بأسلحتها عقب سقوط النظام السابق في 2011.