عبدالرحمن المنيف واحد من أشهر الروائيين العرب في القرن العشرين واستطاع في رواياته التعبير عن حجم التغيرات التي أحدثتها الثورة النفطية في بنية المجتمعات الخليجية وساعده في هذا أنه أساسا خبير بترول. عمل في شركات النفط كما كان من أشد المفكرين المناوئين لأنظمة كثيرمن الدول العربيةومن أشهررواياته«مدن الملح»وتقع في 5أجزاءسداسية«مدن الملح»و«قصةحب مجوسية» و«شرق المتوسط» وتتحدث بفداحة وتعرية روائيةعن التعذيب في السجون العربية و«حين تركنا الجسر» و«النهايات» و«سباق المسافات الطويلة». ولد عبدالرحمن المنيف، في عمان بالأردن لأب سعودى وأم عراقية في 29مايو 1933ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكليةالحقوق عام 1952 وانخرط في النشاط السياسى هناك، ثم انتقل لدمشق في 1962 ليعمل في الشركة السورية للنفط ثم انتقل لبيروت عام 1973 ليعمل هناك في مجلة البلاغ. ثم عاد إلى العراق مرة أخرى عام 1975ليعمل في مجلة النفط والتنمية وغادر العراق عام 1981 متجهاً لفرنسا ليعود بعدها لدمشق في1986ويقيم فيها حيث كرس حياته لكتابة الروايات، وعاش في دمشق باقى حياته وبقى إلى آخر أيامه معارضاً للإمبريالية العالمية إلى أن توفي «زي النهارده»، في 24 يناير 2004. ويقول الروائي الدكتور«رضا البهات» أذكر أن الناقد الكبيرالراحل فاروق عبدالقادر سألني ذات مرة هل قرأت عبدالرحمن المنيف وإبراهيم الكوني وسعدي يوسف لأنه كان معجبا بكتابتهم وأنا قرأت هؤلاء جميعاً ولي وجه نظر في هذا السياق وبالأخص في روايات المنيف. وأقول أن خير من يمثل الأدب هو الفن الخالص الذي ينطلق من رؤية ابداعية فيتحدث عن شأن انساني أو سياسي أو اجتماعي وهو الفن الأكثر خلوداً الذي ينطلق من الفكرة الابداعية ويرتكز على فكرة الابداع وليس ينطلق من موقف سياسي أو ايديولوجي سابق والسياسة لا تصنع ابداعاً أو فناً وفكرة التركيز على الرؤية السياسية في العمل وتكون هي مركز اهتمام الكاتب يقتطع من القيمة الابداعية الإجمالية للعمل فالإبداع أشبه بربوة عالية يقف عليها المبدع ليرصد بشكل رمزي فكرة السياسة أو الانسانية أو أي شيء أخر. وتابع: الإبداع ينر ويرصد ويعبر عن فعل الحياة ككل وليس فعل السياسة فقط فالبداية هي الكتابة الإبداعية التي تعبر عن قناعاتي وأفكاري وتوجهاتي السياسية والمنيف حصر نفسه في الهمّ السياسي. واستطرد «البهات»: لي وجه نظرفي روايات المنيف وأقول أن خير من يمثل الأدب هو الفن الخالص الذي ينطلق من رؤيةإبداعيةفيتحدث عن شأن انساني أوسياسي أواجتماعي وهوالفن الأكثرخلود االذي ينطلق من الفكرةالابداعية ويرتكز على فكرة الإبداع ولا ينطلق من موقف سياسي أو أيديولوجي سابق والسياسة لا تصنع إبداعاً أوفناً وفكرةالتركيزعلى الرؤيةالسياسيةفي العمل كهم رئيسي يقتطع من القيمة الإبداعية للعمل فالابداع يرصد ويعبرعن فعل الحياة ككل وليس فعل السياسة فقط فالبداية هي الكتابة الابداعية التي تعبر عن قناعة وأفكار وتوجهات المبدع والمنيف حصر نفسه في الهمّ السياسي.