يعد الوخز بالإبر الصينية أشهر طرق العلاج الصيني، وهي إحدى ممارسات الطب القديم وتعود للعصر الحجري، وتعتبر الفلسفة الصينية أن الوخز بالإبر يؤثر على قوة الحياة لدى الفرد وقنوات الطاقة في الجسد، كما تؤكد الأبحاث أن الوخز بالإبر الصينية إحدى الطرق العلاجية التقليدية التي تستحق التجربة لتخفيف شدة الألم المزمن. ويقوم أخصائيو العلاج بالوخز من خلال إدخال إبر رقيقة جدًا في نقاط مختلفة من الجسم، دون الشعور بأي ألم، ويعتقد أن هذة التقنية الصينية تؤدي إلى علاج أي إختلال في تدفق الطاقة في الجسم، وهو ما يطلق عليها بالصينية طاقة «تشي». ولا تنحصر فوائد العلاج بالإبر الصينية على علاج أمراض الأعصاب ومشاكل العضلات، وتقليل الشهية، بل تمتد إلى مجالات أخرى، حسبما ذكر موقع «سي إن إن». ولشكل الإبر الصينية علاقة بنوع المرض، فهناك إبر صغيرة توضع بمنطقة الأذن، فضلًا عن انها تعتبر من بين أحد الأساليب المعتمدة لعلاج أعراض البرد والزكام والتهابات الحلق، كما تساهم في تخفيف آلام الدورة الشهرية، حيث تساعد على تخفيف آلام التشنجات التي تعاني منها المرأة أثناء الدورة الشهرية، بالإضافة إلى معالجة متلازمة سابقة الحيض، والتي تتسبب بحالة تقلّب المشاعر التي تمر فيها المرأة بسبب التراوح في الهرمونات قبل بدء الدورة الشهرية، حيث تساعد على زوال الألم واسترخاء العضلات والشعور بالراحة. هناك نوع من العلاج بالإبر الصينية المخصص لإعادة شباب البشرة لمكافحة الشيخوخة، وتقوم على وخز نقاط الضغط في مناطق البشرة المتضررة أو حولها، وهو ما يزيد من ضخ الدم إلى هذه المناطق، ما يحفز على إعادة بناء الكولاجين في البشرة وتجديد الخلايا، وتخفيف آثار الانتفاخ تحت العينين. وتحرص النساء الحوامل على الخضوع للعلاج بالإبر الصينية من خلال الوخز في أسفل القدم، حيث يرى أخصائيو العلاج أن وخز تلك المنطقة بالإبر أثناء الحمل كل 3 أشهر يؤدي إلى ولادة طفل سعيد، كما أنه يسهم في تحسين خصوبة الرجال والنساء على حد سواء ويزيد بالتالي من فرص نجاح الحمل. كما تساعد الإبر الصينية، بحسب أخصائيي العلاج، على تخفيف أعراض الربو، حيث تعمل على محاربة الجفاف في الرئتين، وفتح المجاري الهوائية بطريقة تخفف حاجة مرضى الربو على استعمال أجهزة الاستنشاق طول الوقت، لكن هذا لا يلغي الحاجة إلى أجهزة الاستنشاق. وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين خضعوا للعلاج بالإبر الصينية إلى جانب الأدوية المضادة للاكتئاب تحسنت حالتهم بعد 3 أشهر مقارنة بالمرضى الذين اكتفوا بالأدوية الكيماوية، حيث إن الوخز بالإبر يحفز إطلاق «الأندورفين»، والجزيئات الأخرى التي تشجع على الشعور الإيجابي وتقلل الشعور بالاكتئاب.
