«فتنة وقف بث الجلسات» تضرب «النواب»

تباينت آراء أعضاء مجلس النواب والأحزاب حول قرار وقف بث جلسات المجلس، فبينما قال حزبا مستقبل وطن والوفد ونوابهما إنهم يؤيدون وقف البث مؤقتا حتى يعتاد النواب عليه ويتفرغوا للتشريع، انتقد حزبا المصريين الأحرار والاشتراكى المصرى القرار، ووصفاه بأنه مؤشر خطير ومخالف للدستور، ويجور على حق الشعب في المعرفة.
قال النائب عبدالفتاح محمد، عضو الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، إن وقف بث جلسات البرلمان سيكون أمرا جيدا إذا تم تطبيقه لفترة مؤقتة، مشيراً إلى أنه يفضل عدم بثها على الهواء مباشرة إلا في حالة الجلسات المهمة التي تفترض الشفافية ومصارحة الرأى العام بكل شىء، مشددا على أن نواب المجلس يعملون من أجل الصالح العام ولا يخشون شيئاً.
وأوضح «عبدالفتاح»، ل«المصرى اليوم»، أن عدم إذاعة الجلسات سيكون بشكل مؤقت خلال هذه الفترة، لحين الانتهاء من تشكيل اللجان والنظر في قوانين المرحلة الانتقالية، وتجنب الأخطاء التي وقع فيها البعض، لافتا إلى أن النواب في حاجة لفترة حتى يعتادوا على إذاعة الجلسات والظهور بشكل لائق، وأن هناك بعض التجاوزات الإعلامية التي لا تليق بمصر بعد ثورتين، حيث يحاول البعض إظهار نواب المجلس بشكل سيئ للإساءة لمصر.
وتابع أن الحزب ملتزم باللائحة، وأن عودة إذاعة الجلسة ستكون قريباً، وأن حزبه ضد عدم إذاعتها إذا كان القرار سيمتد لفترات أطول، مشيراً إلى أن هناك تحديات كبيرة تنتظر المجلس خلال الفترة الحالية، وأن النواب في حاجة لدعم الجميع وليس لتصيد الأخطاء والانشغال بأمور جانبية بعيدة تماماً عن الأهداف المرجوة والقضايا المطروحة داخل اللجان.
وأشار «عبدالفتاح» إلى أن مناقشة هذا الكم الكبير من القوانين التي شهدتها المرحلة الانتقالية تحتاج إلى تركيز كبير، ووجود التشويش والتصيد للنواب يعوقهم عن أداء دورهم.
وعلق النائب بدوى عبداللطيف، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، على قرار وقف بث الجلسات، قائلا: «أحسن حاجة عملها البرلمان.. لأن الكل يتسابق للشو الإعلامى والاستعراضات، مثلما فعل مرتضى منصور، وهو الأمر الذي سيجعل الرأى العام يظن أننا كنواب جئنا للعب والتهريج، مثلما كان يحدث في برلمان الإخوان».
وأضاف «بدوى» أن «وقف بث الجلسات سيجعل النواب يتفرغون للتشريع ويتخلون عن المعارضة غير المبررة، وستكون الجلسات أكثر تنظيما وفاعلية، وغالبية نواب الحزب وافقوا على وقف بث الجلسات، وأعتقد أنه من الممكن استئنافه في الجلسات المهمة فقط، مثل التصويت على قرار مهم أو خطاب الرئيس وغير ذلك».
وعقدت الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار اجتماعًا، الثلاثاء، لاتخاذ موقف موحد تجاه إلغاء بث الجلسات. وقال شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، إن قرار البرلمان بعدم بث الجلسات، دون مناقشة، يعد مؤشرا خطيرا على طريقة عمل وإدارة المجلس.
وأضاف: «إذا استمر المجلس في عدم بث الجلسات على الهواء كيف سيتم التعامل مع النص الدستورى الذي يوجب علنية الجلسات، والتى تكون من خلال كاميرات الإعلام وحضور الصحفيين؟ يجب دراسة النص والرجوع لمضابط لجنة الخمسين لتفسير كلمة علنية الجلسات، لتكون التبعات القانونية للقرار واضحة للجميع قبل اتخاذه».
وقال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصرى، إن القرار يعد اعترافاً بما وصفه ب«مهازل الجلسة الإجرائية»، التي قال إنها تركت انطباعات سلبية لدى الشعب، بسبب غياب الكفاءة وعدم الإحساس بالمسؤولية لدى عدد من النواب.
وقال «شعبان» إن التراخى في إدارة الجلسة أدى إلى حدوث فوضى بين أعضاء يسعون إلى التلويح للكاميرا، وآخرين ينتظرون الوجبات، وآخر يرفض أداء اليمين الدستورية، مطالبا بتعامل حاسم في مواجهة أي تجاوزات تحت قبة البرلمان، معتبرا عدم إذاعة الجلسات بمثابة «جور» على حق الشعب المصرى في المعرفة ومتابعة نوابه.