«تليجراف»: استمرار تعليق الرحلات لمصر يرجع ل«مخاوف أمنية»

ذكرت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن استمرار شركات الطيران البريطانية في تعليق رحلاتها إلى منتجعات شرم الشيخ، خلال يناير الجاري، حيث ذروة موسم وفود السياح البريطانيين إليها، يعني استمرار المخاوف الأمنية إزاء مصر.
وأضافت الصحيفة، في تقرير بعنوان «متى تُستأنف رحلات الطيران إلى شرم الشيخ.؟ أحدث التوصيات»، أنه على الرغم من أن وزارة الخارجية البريطانية لم تطلق في الوقت الحالي أي تحذيرات ضد استئناف رحلات الطيران إلى المقاصد السياحية المطلة على النيل (الأقصر وقنا وأسوان ووادي الملوك)، أو تلك الموجودة بمناطق البحر الأحمر (شرم الشيخ والغردقة)، فإن أجزاء كبيرة من مصر لا تزال غير آمنة للسياح، مشيرة إلى أن تعليق الرحلات منذ 17 نوفمبر الماضي، جاء بناء على توصيات سابقة أطلقتها الوزارة.
وأرجعت الصحيفة سبب استمرار تعليق الرحلات إلى عدم انتهاء مصر من التحقيقات الخاصة بحادث سقوط الطائرة الروسية، مشيرة إلى أن تفسير روسيا للحادث بأنه نتج عن زرع قنبلة على متن الطائرة، تسبب في إثارة المزيد من المخاوف بشأن المعايير الأمنية في مطار شرم الشيخ الدولي، وهي المخاوف التي عززها عدم تحديد موعد إعلان النتائج التي سيتوصل إليه مستشارو الأمن بشركة «كنترول ريسكس»، التي استعانت بها مصر لتقييم الإجراءات الأمنية بالمطارات في مختلف أنحاء البلاد، وما إذا كانت الإجراءات الأمنية الجديدة مُرضِية للحكومة البريطانية وضامنة لسلامة مواطنيها.
وأوضحت «تليجراف» أن الخارجية البريطانية عمدت إلى استخدام نبرة حذرة بشأن استئناف رحلات الطيران، ولم يكن بيانها مُلزمًا، إذ قالت فيه «نحن على تواصل دائم مع شركات الطيران حتى يمكنها استئناف الرحلات إلى شرم الشيخ، بمجرد توفير إجراءات أمنية مناسبة في مصر».
وفي تقرير آخر للصحيفة بعنوان «مع استئناف رحلات الطيران إلى شرم الشيخ، هل تعافت البلاد من الحادث الإرهابي؟»، ألقت الصحيفة البريطانية الضوء على الطرف الآخر المتضرر من الأزمة، ويتمثل في العاملين بمنتجعات شرم الشيخ ومطارها، والاقتصاد المصري، الذي تساهم السياحة البريطانية ب1.2% منه، إذ يفد إلى مصر سنويًا مليون سائح بريطاني، يقصد 700 ألف منتجعات شرم الشيخ.
وذكرت «تليجراف» أن معظم العاملين بمنتجعات شرم الشيخ من القرويين الذين نشأوا على الفكر الديني المحافظ، والكثير منهم وجد في شرم الشيخ نافذة للانفتاح على ثقافة وأسلوب حياة مختلف ووسيلة لتعلم اللغات الأجنبية، وهم أكثر المتضررين من تراجع أعداد السياح في بلادهم، ويحاصرهم شبح فقدان وظائفهم للأبد لو استمر تعليق رحلات الطيران إلى شرم الشيخ، هم والمزارعون الذين يوردون محاصيلهم لمنتجعات المدينة، والعاملون بالمطار والمرافق اللوجستية بها.
وقال محافظ جنوب سيناء، خالد فودة، للصحيفة: إن هناك مخاوف من أن ينجرف هؤلاء العاملون إلى دائرة الإحباط حال فقدانهم وظائفهم في شرم الشيخ، والذي قد يدفعهم إلى «هوّة الإرهاب»، وتحدّث «فودة» عن تداعيات الأزمة على مجتمع البدو الذي يعتمد على السياحة.