«المجارى» تُغرق حي المساعيد في العريش

تحول حى المساعيد بمدخل مدينة العريش بشمال سيناء إلى مستنقع، بسبب برك الصرف الصحى، التى أغرقت أجزاء كبيرة من الحى، ليتحول من حى راقٍ الى حى تفوح منه الروائح الكريهة، ويعج بالبعوض والناموس والحشرات الضارة، وسط غياب للحلول العملية للمشكلة، بسبب تقاعس شركة مياه الشرب والصرف الصحى عن أداء مهام عملها، حيث غضت الشركة الطرف عن مشكلة باتت تؤرق نحو 10 آلاف أسرة من أهالى الحى الشهير.
فى البداية، يؤكد محمد مصطفى، من سكان الحى، أنه يقطن بعمارة سكنية بدوران شبرا بالمساعيد، وحول العمارة بركتان للصرف الصحى، إحداهما أسفل العمارة، والثانية على الشارع الذى تطل عليه العمارة، بسبب طفح المجارى من التفتيشات الرئيسية، نتيجة عدم الصيانة الدورية وغياب الشركة عن أداء مهامها، والاكتفاء بتسليك بالوعات عند تقدم الأهالى بالشكوى، دون وضع حل جذرى للمشكلة.
وتضيف ثريا عودة، من الأهالى، أن برك الصرف الصحى تؤدى إلى الروائح الكريهة وتسبب الأمراض، بجانب انتشار الناموس والحشرات، حيث لا تستطيع فتح البلكونات ولا الشبابيك الخاصة بشقتها السكنية، لأنها تقع بالطابق الأول علوى، وتقع تحت شقتها بركة كبيرة من مياه الصرف الصحى.
ويشير أحمد رمضان، من سكان الحى، إلى أن برك الصرف الصحى تنتشر أغلب العام، ولكنها تزيد فى الشتاء، بسبب اختلاط مياه الصرف بمياه الأمطار، خاصة بالمناطق المنخفضة وخلف العمارات السكنية.
ويؤكد أنهم تقدموا بشكاوى عديدة إلى الشركة، وعندما يصل العمال يقومون بتسليك غرف التفتيش، ويرفضون شفط المياه، بدعوى أنه خلال عملية الشفط تتسرب الرمال إلى داخل سيارة الشفط، ما يُحدث تلفيات بها، مطالبا بوضع حلول جذرية للمشكلة، وعدم تركها أسابيع وشهورا حتى تجف من أشعة الشمس. ويقول الحاج محمد سليمان، من أهالى الحى، إن المشكلة تتكرر كل فترة، خاصة خلال فصل الشتاء، فالشركة تقوم بشفط مياه الصرف عند الطفح من الشوارع الرئيسية، وتترك الفوارغ بين العمارات السكنية وبالمناطق الخلفية، لأنها ليست محلا لسير مسؤولى الحى والمحافظة. وأضاف أن الأهالى يئسوا من كثرة الشكاوى، لأن الشركة لا تستجيب لهم، فتارة يؤكد لهم العمال أنه سوف يتم حل المشكلة، ولا تُحَلّ، وتارة أخرى يقولون إن المشكلة مزمنة وتحتاج تكاليف كبيرة، ولا توجد أموال بالشركة، وتارة أخرى يقولون لهم إن عمليات الترميم التى تجرى بعدد من العمارات هى السبب فى ذلك، وفى النهاية يقف المواطن حائرا، بسبب عدم حل المشكلة. من جانبه، اعترف مصدر مسؤول بالشركة بالمشكلة، مؤكدا أن الشركة تبذل قصارى جهدها لعلاجها مؤقتًا، حيث إن مواسير الصرف مستوية وليست بها ميول، وهذا هو السبب الرئيسى لعمليات الطفح المستمرة، وتحتاج ملايين الجنيهات، حتى يتم تغيير مواسير الصرف، وعمل الميول اللازمة، وسيتم العمل على إدراجها بخطة الشركة خلال الفترة المقبلة إذا توافرت الأموال اللازمة.