ما إن رأت صورته ملثّما، تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي، ومختلف وسائل الإعلام، بعد العملية «الانتحارية» التي استهدفت حافلة لرجال الأمن، وسط العاصمة تونس، قبل أيام، حتى سارعت خديجة العبدلي، إلى مقر الفرقة المختصة ب«مكافحة الإرهاب»، بمحافظة أريانة، شمالي العاصمة، لتؤكد هوية صاحب الصورة. إنه ابنها، حسام بن الهادي بن ميلاد العبدلي، الانتحاري الذي فجر نفسه في حافلة تقل عناصر من الأمن الرئاسي، الثلاثاء الماضي، موقعاً 12 قتيلاً من رجال الأمن، و20 مصاباً آخرين، في عملية تبناها تنظيم «داعش». حسام البالغ من العمر (28 عاماً)، والذي نشأ في حي الجمهورية (الشعبي)، عند تخوم العاصمة تونس، ويعمل بائعاً متجولاً، حاول «زعزعة أركان الدولة التونسية» بعمليته «الإرهابية» الأخيرة، وفق رئيس حكومة بلاده، الحبيب الصيد. عُرف حسام بين أبناء الحي، خلال الأشهر الأخيرة بانزوائه، بعد أن كان الجميع أصدقاءه، يلعب معهم كرة القدم، فأصبح يرتشف القهوة لوحده في المقهى، ثم يخرج مسرعاً لعربته المتجولة يبيع بعض الحلوى للصغار. ومنذ عمليته، ترك حسام، أبناء الحي، يتساءلون حول ما إذا كانت العزلة، طريق تنظيم «داعش» إلى العبدلي، ليحوله إلى انتحاري قاتل؟. وسبق للوحدات الأمنية في تونس، إيقاف العبدلي، وتم العثور لديه على كتب دينية، لكن سرعان ما أُطلق سراحه لغياب الأدلة الكافية. وخلال جولة في شوارع الحي، رجح البعض من جيرانه، سبب تغيره في الأشهر القليلة الماضية، بإمكانية استقطابه من قبل الجماعات «الإرهابية» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كشأن العديد من الشباب غيره، خاصة أنه صاحب مستوى تعليمي محدود، حسب قولهم.