نظم عشرات الأطباء، صباح السبت، وقفات حداد أمام مستشفيان «أم المصريين العام» بالجيزة و«منشية البكري» بالقاهرة، إحتجاجًا على وفاة الطبيبة داليا محرز، والتي توفيت نهاية الأسبوع قبل الماضي بعد إصابتها بعدوى الالتهاب السحائي، أثناء مشاركتها في قافلة طبية، مطالبين بإدارج الوفاة بالعدوى كإصابة عمل وصرف معاش وتعويض كاملين للطبيبة المتوفية. وشارك في الوقفة أعضاء في مجلسي النقابة العامة للأطباء وأطباء الجيزة وعدد من أطباء المستشفى، رافعين لافتات: «داليا محرز شهيدة المهنة، توفت ضحية لقطار العدوى الذي مازال يفتك بالأطباء والمرضى». ونددت الوقفة بغياب سياسات مكافحة العدوى الصحيحة داخل المستشفيات وتنصل الدولة ووزارة الصحة من تحمل مسؤولياتها إتجاه الأطباء الذين يصابون بالعدوى جراء عملهم وتوفير بدلي علاج وعدوى يكفل لهم تلقي علاج كامل وتحمل تكاليفه عند الحاجة. وقال الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، إن وقفات الحداد تم تنظيمها أمام مستشفى واحد بكل محافظة، إحتجاجًا على وفاة الطبيبة داليا محرز التي التحقت بزملاءها المتوفيين بسبب إصابة العمل والفيروسات الكبدية والعدوى التنفسية دون تحرك جاد من وزارة الصحة والحكومة، وللمطالبة بحمايتهم من العدوى التي تنتج عن إهمال الدولة تحسين منظومة الصحة. وأضاف في تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن الأطباء يتعرضون وبشكل يومي لمخاطر عديدة وقد يصابون بأمراض الإيدز أو الفيروسات الكبدية أو الالتهابات التنفسية والغامضة أو إنفلونزا الخنازير والطيور نتيجة لعملهم في المستشفيات وعلاج المرضى في وقت يتقاضون فيه بدل العدوى عن تلك المخاطر نحو 19 جنيها فقط، وهو مبلغ مهين حال مقارنته بهذه المخاطر. وتابع «الطاهر» أن وزير الصحة حدد في تصريحاته الأخيرة بدل للعدوى بنحو 10% من الراتب الأساسي وهي تصريحات «لا يصح أن تخرج من الوزير»، موضحًا أن هذه القيمة سيتم إحتسابها على أساسي المرتب، وفي حالة الطبيب حديث التخرج الذي يتقاضى نحو 250 جنيه، أساسي مرتبه، يعنى ذلك أن «بدل العدوى» سيرفع إلى 25 جنيها بدل من 19 جنيه وبعد إحتساب الخصومات وخلافه سيتقاضى الطبيب نحو 20 جنيهًا أي أن بدل العدوى تم رفعه بقيمة 1 جنيه فقط. وردًا على أن الوزير حدد بدل للعدوى بقيمة 200 جنيها، قال: «لو إفترضنا أن الوزير حدد هذه القيمة كبدل عدوى لا يصح ذلك بالمقارنة بكيمة المخاطر التي يتعرض لها الفريق الطبي داخل المستشفيات، وهذا المبلغ هزيل جدا في حين أن هناك فئات في الدولة تتقاضى بدل علاج يقيمة 3 آلاف جنيه ولا يتعرضون لمخاطر الأطباء». من جانبها، طالبت الدكتورة منى مينا، وكيل النقابة، وزارة الصحة بتخصيص بدل للعدوى بقيمة ألف جنيه وبدل علاج بقيمة 3 آلاف جنيه، نظير تعرضهم لمخاطر العدوى، وفي حال وفاته يتم صرف معاش استثنائي. وأضافت أن معظم الدول في حال انتشار أي مرض تقوم بتطيعن أعضاء الفريق الطبي حتى يتمكنوا من علاج المرضى، مشيرةً إلى أن المادة رقم 40 من قانون الخدمة المدنية رقم 18 لسنة 2015، تعطى لرئيس الوزراء صلاحية إقرار حوافز وبدلات للعاملين طبقا لطبيعة عمل كل منهم.
