بسم الله الرحمن الرحيم ثمن الحرية رؤية : حسين عبد السلام الظلام الدامس يسود الأرجاء ومعه الصمت يلف كل مكان فلا تسمع اى همس ، كيف ذلك؟ وأي شخص أياما كان لا يستطيع أن يصدر عنه اى نظرة ، اى حركة ، اى رد فعل فالكل سواء ، يمشون مكبين على وجوهم ، تعتمل داخلهم مشاعر وأحاسيس مختلفة ، ومتناقضات تتصارع فيما بينها وكل ذلك يظهر أثره على الوجوه الشاحبة التي حاكت وجوه الموتى .....ولكن....... هناك بصيص ،بصيص من نور ،من الأمل ، يلوح هناك ، يلوح في الأفق البعيد ، على امتداد البصر، وانه بعيد وليس ببعيد ، اليأس والقنوط جعلاه بعيدا والأمل و بارقته جعلاه قريبا ، وما زالت العيون الشاخصة الباحثة عن الخلاص ترقب ما حولها ويدور بخلدها تساؤل: أليس الصبح بقريب ؟ وشيئا فشيئا بدا النور يلوح قريبا ومعه سمعت همهمات واقترب أكثر فأكثر ، انه هو ، نعم انه نور الأمل الذي يبدد ظلام اليائس يقترب ويقترب ومعه تعلو الهمسات حتى صارت صرخات تشق الصدور وتخرج من الحناجر ملتاعة تبحث عما تصبو إليه واقترب النور أكثر فأكثر حتى دنا من الرؤوس وأخذت العيون تبحث عما حولها وتنظر لبعضها البعض ، لا تصدق ما ترى وما يحدث ، لقد طلع الفجر وبزغت شمس الحرية، هم لا يصدقون أنفسهم ، يترنمون بأغاني الحرية ، وتصدح الموسيقى ليسرى في الأوصال نشيد الوطن مختلطا بلحمهم وعظمهم وكل جوارحهم ............... ولكن هيهات وهيهات فما زال الطواغيت يعيثون في الأرض الفساد فيصدرون أوامرهم إلى زبانيتهم لقمع ووأد ذلك المولود الجديد الذي لا يولد إلا عملاقا انه الحرية ، فتسمع طلقات الرصاص هنا وهناك ومعه تسيل الدماء الطاهرة على أرضنا الطيبة التي لا تقبل إلا طيبا وطاهرا زهرات يانعة تسقط مضحية بأرواحها وتجود بدمائها حبا في الحرية ، ومع تدافع الأجساد والزحام الشديد والوجوه المكفهرة التي تقاوم الزبانية والأصوات التي تطالب بسقوط نظام ظالم بائد هناك زهرات و ورود تسقط على الأرض ودمائها الطاهرة تخضب الأرض و تسقى ثراها وتشعر وأنت أمام هذا المشهد صراع بين الروح والجسد فالروح تريد أن تخرج من محبسها لتنطلق وتعلو في سماء الشرف ، شرف التضحية من اجل الوطن ويتوالى سقوط الأجساد على الأرض وتعلو الأرواح وتسمو في سماء الشرف ومازالت الأصوات تهدر بصوت يوقف قلوب الطواغيت وزبانيتهم والأجساد تتزاحم في بحر متلاطم الأمواج وتشتعل الحماسات مطالبة بسقوط النظام وتمر الثواني والدقائق والساعات كأنها دهور وتتحقق أرادة الشعب ويسقط النظام وحاشيته وتشرق شمس الحرية حتى تدنو من الرؤؤس ومعها تعلو الأصوات وتنتشر الأفراح والاحتفالات وفى الأفق البعيد حلقت أرواح الشهداء وهى متشابكة الأيدي في أزهى لباس لها وقد كست وجوههم ابتسامة هادئة تنم عن الرضا ، كل الرضا ثم ولت يدا بيد وهى آمنة مطمئنة بإذن ربها وتوجهت إلى حيث يحيون بسلام