تخيل عالم الميديا بدون قناة الجزيرة القطرية!! هل تستطيع الاستغناء عن تلك القناة الغامضة التي أثارت جدلا حادا على مدار سنوات انطلاقها منذ نحو ثمانية عشرة عاما؟؟ قناة كان محتواها الاعلامى يعتمد على المعلومة السرية والاستخباراتية والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية الأمر الذي لاقى اعتراضات عربية حادة تجاه توجهاتها وخلقت ازمات سياسية بين دول الجوار العربية واغلقت في العديد من الدول بسبب ما شكلته من صداع للانظمة العربية وتدخل سافر في شؤون بعض الدول أو معظمها دون التعرض بتقرير واحد يخص الدولة التي أنشأتها «قطر» . مقالات متعلقة * اللهم إنى قد بلغت! * الأمل القريب * تاريخ هجرى أم هجرة من التاريخ؟! شبكة تلفزيون الجزيرة ومقرها الدوحة عاصمة قطر بدأت بوصفها قناة فضائية للأنباء العربية والشؤون الجارية ومنذ ذلك الحين مع نفس الاسم «الجزيرة» توسعت الشبكة بعدد من المنافذ، منها شبكة الانترنت وقنوات تلفزيونية متخصصة في لغات متعددة، في عدة مناطق من العالم. طموح قناة الجزيرة في بث الآراء المخالفة، طالما أثار جدلا في دول الخليج العربي والعديد من الدول العربية، واكتسبت المحطة اهتماما عالميا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 عندما كانت القناة الوحيدة التي تغطي الحرب على أفغانستان على الهواء مباشرة من مكتبها هناك، وتبث شريط فيديو لأسامة بن لادن وغيره من زعماء القاعدة، واكتسبت القناة اهتماماً بالغاً من الشعوب العربية لتغطيتها المتميزة للثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمنفى البداية , ثم أصبحت فيما بعد نقمة لأغراض تخص سياسة قطر الخارجية وتدخلها السافر في الشأن العربى وتسخير كامل طاقاتها للى الحقائق وتقديم خدمة مجانية لحليفها الامريكى , ما أدى إلى تدنى مستواها الاعلامى المفترض فيه التسلح بالحيادية ونقل الصورة بشكلها الحقيقى , فتراجعت نسبة المشاهدة عليها كثيرا , وأصبحت بوق من الأبواق الشاذة التي تغرد خارج السرب لتأجيج الأوضاع السياسية في الدول العربية المشتعلة بالأحداث , وبعد أن كانت تلاقى أعلى نسبة مشاهدة عربيا , أصبحت من أكثر القنوات العربية المشكوك في ولائها والمكروهة من الشعوب ولا تحظى بأى مصداقية خاصة بعد تدخلها السافر والواضح في الشأن المصرى وتعمدها الواضح تشويه الحقائق وانحيازها الصارخ لجماعة الاخوان . قناة الجزيرة إعلام بعين واحدة يرى عيوب الآخرين ولا ينظر لعوراته، فهى بالنسبة للاسرة الحاكمة في قطر تمثل هيبة الدولة وكينونتها، كون دولة قطر بصغر حجمها ومساحتها حاولت من خلال الجزيرة خلق المرادف الذي يجعلها دولة مهمة على الخريطة , لها دور محورى في نزاعات الشرق الأوسط وفتقمصت دور الوسيط «السمسار» بين اسرائيل والعرب وتابع وفى ومخلص لتنفيذ الجندة الامريكية لتفتييت العرب وتشرذمهم . الخلافات التي دبت مؤخرا بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة المؤسس والأب الروحى للقناة، وخلفه في الحكم ابنه الأمير تميم حول القناة وشائعات تصفيتها، فتحت ملف قناة الجزيرة من جديد ما لها وما عليها , هل أدت رسالتها التي جاءت من أجلها؟؟ هل انتهى دورها في المرحلة القادمة لذلك هناك أوامر بتصفيتها بدعوى الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها ؟؟!! هل هناك صراع خفى بين الأب والابن لممارسة السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة والجزيرة بالطبع ركن اساسى فيها؟؟ فهى من خلقت هيبة قطر بافتعال الأزمات مع الدول العربية , وتدخلها السافر في الشأن العربى التي شكلت سياستها الخارجية تحت عنوان حرية الاعلام والرأى , فكانت شوكة في حلق معظم الدول العربية التي نالها الهجوم والانتقاد من القناة , في حين أن قناة الجزيرة لم تتعرض مرة واحدة في تقاريرها الاخبارية لما يحدث داخل قطر من فساد وقمع للحريات وممارسات الاسرة الحاكمة التي تلقى معارضة واسعة من القطريين وعلاقتها المشبوهة بامريكا واسرائيل , ولقاءات المسؤولين القطريين بمسؤولين اسرائيلين واستضافتهم في قطر في مناسبات عديدة ومتكررة !! الأزمة الأخيرة التي تتناقلها وسائل الاعلام عن الخلاف الذي دب بين الأمير السابق للبلاد الشيخ حمد وبين ابنه الأمير الحالى تميم، سببها الرئيسى هو تعاظم تأثير عضو الكنيست السابق عزمى بشارة (الذى كان ضيفا دائما على القناة ومحللا سياسيا للمشهد العربى لثورات الربيع )على قرار تميم، حتى أصبح البعض يظن أن عزمى بشارة هو الحاكم الفعلى لقطر وليس تميم وأن عزمى بشارة يدمر امبراطورية الجزيرة لحساب مشروعه الخاص «قناة العربى» التلفزيونية , والخشية تكمن في أن يزداد التوتر بين الأب والابن على خلفية ما سمى بفضيحة الجزيرة والتى تظهر الإمارة الغنية وكأنها مفلسة وتستسلم لخصومها , خاصة وأن الأمير الأب يعتبر أن قناة الجزيرة واحدة من أهم إنجازاته واستهدافها والتشهير بها هو استهداف لمرحلة حكمه وطمس لمنجزاته بل استهداف شخصى غير مبرر له. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة