«مورينيو» و«فينجر».. تاريخ حافل من التراشق والتصريحات النارية

لا يتعلق عالم الرياضة بما يحدث داخل الملاعب والحلبات المختلفة، فبجانب هذه المتعة توجد لذة أخرى تتمثل في متابعة حرب التصريحات النارية بين الخصوم.. فهناك حروب كلامية لن ينساها التاريخ، مثل تلك التي جمعت بين الأسطورتين البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، والملاكمين محمد على كلاي وجو فريرز.
وسيذكر التاريخ والكتب التي تتناول عالم الكرة من كل زواياه بكل تأكيد السجل الحافل من التراشق والتلاسن والذي وصل مرة لحد الاشتباك البدني بين مدرب تشيلسي، البرتغالي جوزيه مورينيو، والمدير الفني لأرسنال، الفرنسي أرسين فينجر، والذين سيلتقيان مجددًا وجهًا لوجه على ملعب ستامفورد بريدج، معقل ال«بلوز»، في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.
وكانت البداية في الحرب الكلامية بين الطرفين بكل تأكيد من جانب «مورينيو»، ملك المؤتمرات الصحفية، وذلك إبان حقبته الأولى في تشيلسي، وتحديدًا في فبراير 2005، حينما انتقد وجود الكثير من اللاعبين الأجانب في قائمة ال«جانرز».
جاء الرد من «فينجر» سريعًا بقول: «لا أرى أن تشيلسي ينتج لاعبين إنجليز أكثر منا؟ من هم اللاعبون الذين ظهروا في تشيلسي من قطاع الناشئين؟ واحد فقط وهو جون تيري».
بعدها بستة شهور، انتقد المدرب الفرنسي مجددًا الأسلوب الدفاعي ل«مورينيو»، حيث قال: «أعرف أننا نعيش في عالم لا يوجد فيه سوى المنتصرون والخاسرون، ولكن حينما يمتدح عالم الكرة فريقًا يرفض أخذ المبادرة، فهذا يعني أن هذه الرياضة في خطر».
لم ينتظر مورينيو كثيرًا للرد، وكان حاسمًا وذكر المدرب الفرنسي بالاسم، حيث قال: «(فينجر) لديه مشكلة حقيقة معنا، إنه ينتمي لفئة هؤلاء الأشخاص الذين ينظرون إلى ما يمتلكه الآخرون، يوجد بعض الرجال حينما يكونون في منازلهم يستخدمون منظارًا لمراقبة المنازل الأخرى، بكل تأكيد (فينجر) واحد منهم وهذا أحد أنواع المرض».
لم يصمت «فينجر» أمام هذه الإهانة ورد هو الآخر بقوله: «إنه خارج عن السيطرة، غير محترم ومنفصل عن الواقع، يبدو أن الأغبياء حينما يصلون للنجاح يزدادون غباءً».
واستمر التلاسن بين المدربين في كل فرصة ممكنة طوال ثلاث سنوات، حتى قال «مورينيو» في أبريل 2008، قبل الانتقال لتدريب إنتر ميلان الإيطالي: «الانجليز مهوسون بالإحصائيات، هل تعرفون أن نسبة الفوز التي حققها (فينجر) في (البريميير ليج) 50%؟!».
درب البرتغالي بعدها إنتر ميلانو وريال مدريد الإسباني، ثم عاد مجددًا لتشيلسي في يونيو 2013، وبعد حوالي ستة شهور من عودته ل«ستامفورد بريدج» تذكر صديقه القديم «فينجر» حينما قال: «فينجر متخصص في الفشل، إذا ما ظللت ثمان سنوات في تشيلسي دون الفوز بأي شيء، كنت لأرحل دون عودة أبدًا».
تطور النزاع بين «مورينيو» و«فينجر» لمرحلة جديدة من التراشق بالكلمات لاشتباك بدني خفيف في الخامس من أكتوبر 2014، حينما دفع «فينجر» «مورينيو» في المنطقة الفنية، عقب خطأ ارتكبه «كاهيل» ضد أليسكيس سانشيز، نجم ال«جانرز».
اعتذر «فينجر» بعدها بأسبوع عن تصرفه، ولكن دون ذكر إسم «مورينيو»، حيث قال: «أعتذر لأنني دائمًا ما كنت أعارض أي تصرف عنيف، ولكن هذا الأمر كان بسبب هروب أعصابي مني».
عادت الحرب مجددًا لطابع التلاسن و«الضرب من تحت الحزام»، قبل مباراة كأس الدرع الخيرية مطلع هذا الموسم بين الفريقين، حينما قال «فينجر» للصحفيين أن فريقه من المستحيل أن يفوز بال«بريميير ليج» بسبب الاستثمارات الضخمة لمؤسسات أخرى في لاعبين كبار.
لم يفوت «مورينيو» الفرصة كالعادة ورد على «فينجر»: «امتلاك آلة حاسبة من ضمن أسعد الأشياء لأنها لا تترك مساحة للتلاعب، لقد قاموا بشراء حارس رائع وإذا ما جمعت القيمة المدفوعة في (أوزيل) و(سانشيز) و(تشامبرز) و(ديبوتشي)، ستحصلون في النهاية على مفاجأة».
بعد هذه المباراة تمكن «فينجر» من تحقيق فوزه الأول على «مورينيو»، حيث كانا التقيا قبلها في 13 مرة، فاز البرتغالي في سبعة منها، فيما كانت التعادل هو العنصر الحاسم في البقية، ولكن أثناء تسليم الميداليات كانت هناك حلقة أخرى: حيث قام «مورينيو» بتحية لاعبي أرسنال على الفوز، ولكن كلا المدربين تجنبا مد يد المصافحة، حيث قال البرتغالي إنه لا يرى سببًا يدفع مدرب لمصافحة آخر إذا لم تكن لديه رغبة في هذا.
بكل تأكيد يستمر مسلسل العداء بين المدربين هذا الموسم، وربما تلك التالية، إذا ما استمر كل منهما في منصبه، وسيكون هناك موعد مع حلقة جديدة من حرب «فينجر-مورينيو» الكلامية، بعد دربي السبت.