قصائد صلاح عبدالصبور الغنائية.. «لقاء» العندليب و«سمراء» السودان

يحفل التراث الغنائي المصري بالكثير من قصائد الفصحى المغناة لكوكبة من كبار الشعراء العرب والمصريين، لاسيما في فترة «ذهبية» تغنى فيها كبار المطربين وناشئيهم بقصائد لكبار الشعراء، وعلى رأسهم أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وإيليا أبي ماضي وإبراهيم ناجي ونزار قباني وأحمد فتحي وجورج جرداق ومحمد إقبال وكامل الشناوي وأحمد خميس وأحمد رامي.
ولولا صلاح عبدالصبور ورفاقه في «شعراء التفعيلة»، لظل الغناء وتراثه على دورانه في فلك قصيدة الفصحى، فعلى يد هذا الشاعر شهدت القصيدة العربية منعطفًا تحديثيًا جديدًا تمثل في قصيدة التفعيلة، والتي ما إن ظهرت حتى رأى البعض أنها «لا تتناسب مع معمارالأغنية».
تحدى «عبدالصبور» ومعه رفاقه في هذا الدرب التجديدي كل الأقاويل، ومن بعدها أصبح وإياهم، أحمد عبدالمعطي حجازي وعبدالوهاب البياتي ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب، أصحاب البصمة الأبرز، إلا أن «عبدالصبور» يبقى متفردًا بأن قصيدته «لقاء» كانت سببًا في اعتماد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ مطربًا في الإذاعة المصرية، كما أنها كانت أول ما غنى المطرب الشاب من ألحان كمال الطويل، والأخير كان قد لجأ لعازف الأبوا عبدالحليم شبانة، بعد فشل المطربة مديحة عبدالحليم، في غناء القصيدة.
ليست «لقاء» القصيدة الغنائية الوحيدة ل«عبدالصبور» التي كان لها قصة تستحق الرواية، فهناك قصيدة مما كتب بعد نكسة 1967، وهي قطعة شعرية معنونة باسم «سمراء»، ولدت في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث كان عبدالصبور حاضرًا وقت انعقاد مؤتمر قمة هناك بعد النكسة، ليتحمس للقصيدة ويلحنها ويغنيها الفنان السوداني سيد خليفة.
وكان لأهل السودان نصيب في قصيدة أخرى ل«عبدالصبور»، هي «الناس في بلادي»، وغنتها فرقة «عقد الجلاد» التي احتضنت عددًا من طلبة وخريجي معهد الموسيقى والمسرح، في منتصف الثمانينيات، ومنذ ذلك الوقت وما بعده كان لقصائد «عبدالصبور» الغنائية حضور، ومنها قصيدتي «صفونا» و«قد كنت عطرًا» اللتين تغنى بهما المطرب على الحجار من مسرحية «مأساة الحلاج».