الدولة المدنية لا تعني فقط أن لا يكون على رأس الدولة امام أو قائد ديني والا كنا نتفق مع الاخوان المسلمين في مفهومهم للدولة المدنية, وهي ليست فقط دساتير و قوانين لكنها فوق كل هذا فكر ووجدان يحرك أمة .. لذلك أنت ممكن أن تساهم في بناء ( أو هدم) الدولة المدنية وأنت واعي أو غير واعي لذلك يكون السؤال هل أنت مستعد لدولة مدنية سؤال جوهري في هذه اللحظة الفاصلة التي نقف فيها على مفترق طرق محاولين أن ننفض الكثير من التراكمات التي كانت تدفع دفعا في اتجاه دولة دينية ولو على مستوى الفكر والممارسة في رأيي أني أكون مستعدا لدولة مدنية عندما: 1 ) أدرك وأقر أني لا أملك كل الحقيقة أو في أحسن الأحوال أن ما أقوله (أنا و جماعتي) هو صواب يحتمل الخطأ بينما ما يقوله الأخرون هو خطأ يحتمل الصواب... بل اني لا أملك نصف الحقيقة بل ربما أقل من ربعها أو ثمنها بينما الأخرون ( و هم ليسوا كتلة مصمتة ) يملكون باقي الحقيقة 2) أتوقف (و أفقد حتى الرغبة) عن أن يكون أول شيئ أفتش عنه عندما ألتقي بشخص جديد هو انتماءه الديني وهل هو مثلي أم مختلف عني 3) أعود لتسمية أولادي أسماء عادية مثل منال و غاده و أشرف و هاني و أتوقف عن تسميتهم بأسماء تفشي عن انتمائهم الديني. فهؤلاء القديسون و الأولياء لم يصلوا الى ما وصلوا اليه بسبب اسمائهم بل كانت أسماء عادية لعصرهم و تسمى بها في نفس الوقت كثيرون من المختلفين دينيا معهم في نفس المكان بل وحتى الوثنيين 4)أتخلى و أشجع على التخلي عن كل رمز ديني سواء كان استيكر على عربيه أو ميدالية أو حتى علامة في الجسم ( على الجبهة أو الساعد الأيمن ) و أؤمن أن أحسن اعلان عن ايماني و انتمائي الديني هو معاملاتي مع الناس 5) أؤمن ليس فقط بحرية الأعتقاد بل بحرية تغيير الأعتقاد دون أن أنظر لهذا الشخص أنه هلك أو ارتد و أنه مستوجب القصاص 6) أتوقف عن اعتبار أن اختلاسي لوقت العمل لاقامة الصلاة أو حضور قداس هو من صميم الايمان و التدين 7) أؤمن أن جوهر الدين – أي دين – هو الانسان و ليس الله و أن الدين جعل لأجل الأنسان و ليس الأنسان لأجل الدين, و أن الأديان في عمقها وان اختلفت في خارطة طريقها انما تهدف لأن يحقق الأنسان – كل انسان – غاية انسانيته في أن يقدم الكرامة و الحرية و المحبة لكل انسان بما فيهم نفسه و ليس ارضاء الله 8)أؤمن أن الأله الذي أعبده اما أن يكون من القوة بحيث لا يحتاج الى أن أدافع عنه أو من الضعف بحيث لا يستحق أن أعبده 9) أتوقف عن البحث عن فتوى من شيخ أو كاهن في كل أمور حياتي حتى الصغيرة منها و أبدأ في اعمال عقلي 10) يصبح معيار حكمي على كل الأمور ( مثل تجارة العملة مثلا ) هو مدى مؤامتها ( أو مخالفتها) للقوانين و ليس مبدأ الحلال و الحرام و أخيرا أن أقرأ مقالا ( كالذي تقرأه أنت الأن ) و أختلف مع كاتبه بعض الاختلاف أو كل الاختلاف دون أن أتهمه بالكفر