شخصيات قرآنية.. قارون الذي اغتر بكنوزه فخسف الله به الأرض

ورد ذكر قصته في القرآن الكريم في سورة القصص، ويقول أكثر أهل العلم إنه كان ابن عم رسول الله موسى عليه السلام وزاد على ذلك ابن جريج تفصيلاً حيث قال هو قارون بن يصهر بن قارث وموسى بن عمران بن قاهث، حسب ما يوضح موقع «إسلام ويب».
وقد كان قارون من بني إسرائيل الذين فضلوا على العالمين، ولكنَّه بغى على قومِه وطغى بما أُوتي من الأموال العظيمة والكنوز الطائلة، حتى أن الله أعطاه من الكنوز الكثير لدرجة أن مفاتيح خزائنه كان لا يستطيع أن يحملها فردًا بمفرده إنما تحملها الجماعة القويَّة، ويقول شهر بن حوشب، إنه زاد في ثيابه شبرا طولا ترفعا على قومه.
ومع تمادي قارون في كبره وخيلائه وعظه النصحاء من قومه قائلين له «لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض».
ولكن قارون لم يسمع لقولهم ورد عليهم قائلاً «إنما أوتيته على علم عندي»، وذات يوم خرج على قومه في تجمل عظيم من ملابس، ومراكب، وخدم ، وحشم ، فلما رآه من يعظم الحياة الدنيا، تمنوا أن لو كانوا مثله، وغبطوه بما عليه وله، فلما سمع قولهم العلماء ذوو الفهم الصحيح، الزهاد الألباء، قالوا لهم «ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا أي; ثواب الله في الدار الآخرة خير وأبقى» فخسف اللهبه وبداره الأرض آية جزاءً بكبره وخيلائه وجحده للنعمة ونسب فضلها لنفسه من دون الله.
وتخبرنا هذه الآيات من سورة القصص بقصة قارون حيث يقول الله تعالى «إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين».