اهتز قطاع التعليم بالجزائر على وقع فضائح صاحبت امتحانات البكالوريا، بعد تسجيل محاولات غش واسعة النطاق وأخطاء في أسئلة الامتحان، أعلنت الوزارة على إثرها معاقبة المتورطين فيها، فيما فتحت النيابة تحقيقا قضائياً حول الموضوع. وشهد اليوم الأول، الأحد، من امتحانات البكالوريا في الجزائر، محاولات غش على نطاق واسع تمثلت في إرسال مواضيع الاختبارات عبر الانترنت، بعد تصويرها بهواتف ذكية، من قبل المترشحين إلى أشخاص في الخارج لتقلي مساعدة عبر موقع «فيس بوك»، كما نقلت وسائل إعلام محلية. كما تم تداول مواضيع اختبارات «مزورة» على الموقع بشكل خلق فوضى وارتباك في أوساط المترشحين للامتحانات، حسب ذات المصادر. وشهد موضوع اختبار اللغة العربية خطأ في الصياغة بعد أن نسبت قصيدة كتبها الشاعر اللبناني نزار قباني للشاعر الفلسطيني محمود درويش، بشكل أربك التلاميذ حسب صحف محلية. وأعلنت وزارة العدل الجزائرية، الاثنين، ان «وكيل الجمهورية (النائب العام) لدى محكمة سيدي محمد بالعاصمة أمر بفتح تحقيق ابتدائي بناء على المعلومات الاوليّة الواردة إلى نيابة الجمهورية لدى محكمة سيدي محمد من مصالح الضبطية القضائية والخاصة بموضوع تسرب مواضيع مزورة لامتحانات شهادة البكالوريا». وأوضحت الوزارة في بيان لها أن «قرار فتح التحقيق الابتدائي جاء اثر ما تداولته مختلف وسائل الاعلام الوطنية من معلومات بخصوص التسرب عبر الشبكة الاجتماعية (فيس بوك) لمواضيع مزورة لامتحانات شهادة البكالوريا لسنة 2015» وأعلنت وزيرة التربية نورية بن غبريط، أن «تسرب مواضيع الاختبارات عبر الإنترنت يعد سابقة خطيرة وقد تم تحديد هوية شخصين كانا وراء العملية، كما تم تحديد هوية أصحاب الصفحات على موقع فيسبوك الذين نشروا هذه المواضيع، وستتخد الإجراءات اللازمة بحقهم». وشددت في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة أن «الخطأ الذي وقع في اختبار اللغة العربية غير مقصود لكن المسؤولين عنه سيحاسبون». ووفق نفس المسؤولة فقد تم خلال اليوم الأول من الاختبار «إقصاء 61 مترشحا للبكالوريا بسبب تجاوزات مختلفة منها محاولات الغش». ويشارك في هذا الاختبار المصيري في الجزائر والذي يجري من الأحد حتى الأربعاء أكثر من 800 ألف مترشح من أجل بلوغ الدراسة الجامعية. ووجه حسن عريبي، النائب بالبرلمان عن جبهة «العدالة والتنمية» (إسلامي)، سؤالا كتابيا لوزيرة التربية، جاء فيه «أن سمعة البكالوريا باتت مهددة، ومنظمة اليونسكو تتفرج، فماذا أنتم فاعلون؟ ونحن في سنة 2015 ولم نستطع التحكم في الغش وتسريب أسئلة الامتحانات، فماذا سيحدث خلال السنوات القادمة، هل سنتقدم نحن الأسوأ ؟»، وتابع: «معالي الوزيرة.. ستحملكم الأمة الجزائرية والتاريخ مسؤولية ما تتعرض له المدرسة الجزائرية من كوارث».