شهدت القاهرة فى 20 نوفمبر 2025 زيارة رسمية للرئيس الكورى الجنوبى لى جاي-ميونغ، الذى استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قصر الاتحادية، فى حدث يكتسب أهمية خاصة لتزامنه مع مرور ثلاثة عقود على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقد جاء المؤتمر الصحفى المشترك ليؤكد التزام الجانبين بمرحلة تعاون أعمق تشمل الاقتصاد والدفاع والتعليم والثقافة، فى إطار رؤية مشتركة لتعزيز الاستقرار والنمو الإقليمي. أبرز ما خرجت به الزيارة هو الإعلان المشترك لإطلاق مفاوضات اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة «cepa»، وهى خطوة تُعد الأولى من نوعها بين مصر ودولة آسيوية بهذا الحجم الاقتصادي، ما يمهّد لتوسيع التعاون التجارى والاستثماري، ودعم سلاسل الإمداد، وتشجيع الشركات الكورية على الدخول بقوة إلى السوق المصرية.. وفى المجالات الثقافية والتعليمية، تم توقيع مذكرتى تفاهم لتعزيز التبادل الثقافى والبحث العلمي، وتطوير البرامج التعليمية والتقنية، بما يعكس إدراك البلدين لأهمية الاستثمار فى القوة الناعمة وتطوير المهارات الشابة. كما ألقى الرئيس الكورى كلمة مهمة بجامعة القاهرة قدّم خلالها رؤيته «SHINE» لتعزيز الاستقرار والابتكار والشراكة المستقبلية. وقد أشاد الرئيس السيسى بالتجربة التنموية لكوريا الجنوبية، مؤكدًا أن مصر تمتلك المقومات التى تجعلها شريكًا اقتصاديًا محوريًا يربط إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا، وداعيًا الشركات الكورية للتوسع فى مجالات التكنولوجيا، السيارات الكهربائية، الذكاء الاصطناعي، التعدين، والطاقة الجديدة. وتأتى هذه التطورات فى وقت تتبنى فيه مصر رؤية واضحة لتعزيز التعاون مع قارة آسيا فى إطار سياسة «الاتجاه شرقًا»، بما يشمل تنويع الشراكات الدولية، وجذب التكنولوجيا المتقدمة، والتفاعل مع القوى الاقتصادية الصاعدة فى شرق آسيا. وتمثل العلاقات مع كوريا الجنوبية نموذجًا متقدّمًا لهذه الرؤية، حيث يجتمع فيها البعد الاقتصادى مع التطور التكنولوجى والاستقرار السياسي. ومع توافر الإرادة السياسية لدى القاهرة وسيول، فإن العلاقات الثنائية تمتلك فرصة حقيقية للانتقال من مرحلة التعاون التقليدى إلى شراكة استراتيجية شاملة . عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية