قصة نهائي (4)- 6 دقائق!

يواصل «المصري اليوم الرياضي» نشر سلسلة «قصة نهائي »، قبل نهائي دوري الأبطال، السبت المقبل.
لقراءة الحلقة الأولى، اضغط هنا، أما الحلقة الثانية، فاضغط هنا
أما للحلقة الثالثة.. اضغط هنا
تحجز هذه المباراة حيزًا كبيرًا من ذاكرة نهائي دوري أبطال أوروبا إذ شهدت واحدة من أفضل حالات «تعديل النتيجة» (comebacks) في تاريخ اللعبة.
في 25 مايو 2005 احتضن استاد أتاتورك بالعاصمة التركية إسطنبول مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول الإنجليزي وميلان الإيطالي.
كان الطريق إلى النهائي صعبًا، عبر ليفربول الدور الأول بعدما حل ثانيًا في مجموعته بعد موناكو، ثم تمكن من تخطي باير ليفركوزن ويوفنتوس وتشيلسي ليبلغ المباراة النهائية في حين سقط مانشستر يونايتد وإنتر ميلان وأيندهوفن أمام ميلان في مرحلة خروج المغلوب التي بلغها الفريق الإيطالي بعد أن احتل المركز الأول في مجموعته متفوقًا على برشلونة.
كانت المرة الأولى التي ينجح خلالها ليفربول في بلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا منذ عام 1985، 20 عامًا كاملة ابتعد خلالها صاحب القميص الأحمر عن مباراة التتويج بعدما نجح في التتويج بالبطولة 4 مرات أعوام 1977 و1978و1981 و1984.
أمّا ميلان فكان قد فاز بالبطولة 6 مرات أعوام 1963 و1969 و1989 و1990 و1994 و2003.
قبل المباراة، ثارت أزمة حول إمكانية لحاق ليفربول بالنسخة التالية من دوري أبطال أوروبا، حيثُ احتل الفريق المركز الخامس في الدوري المحلي، وهو مركز لا يؤهله للمشاركة في البطولة، كما أن قوانين البطولة لا تسمح بتواجد 5 فرق من دولة واحدة في منافساتها، لم يحسم يوهانسون رئيس الاتحاد الأوروبي الأمر قال إن «ليفربول عليه أن يتقدم بطلب رسمي للنظر في الأمر» لكنه استبعد تمامًا قبل أن يتم حرمان إيفرتون، رابع الدوري الإنجليزي، من المشاركة في النسخة التالية.
ميلان الأوفر حظًا..
كانت قائمة ميلان قوية للغاية، يمتلك مالديني الذي فاز بالبطولة 4 مرات سابقة، وسيدورف الذي توج 3 مرات مع مع 3 فرق مختلفة (ميلان – ريال مدريد – أياكس) إضافة إلى ماكينة الأهداف شيفتشينكو وريكاردو كاكا وأندريا بيرلو وغيرهم.
اعترف رافايل بينيتز المدير الفني لليفربول قبل انطلاق المباراة بأفضلية الفريق الإيطالي قائلاً: «ميلان الأفضل لكننا لدينا الثقة أننا قادرون على تحقيق الفوز» وقال جيمي كاراجر مدافع ليفربول: «ليس تقليلاً من لاعبي الفريق لكننا الآن لا نمتلك نفس المجموعة التي توجت بالكأس الأوروبي عام 2001 وقتها كنا أقوى من الآن».
وفي وسط هذا التشاؤم كان للفرنسي آرسين فينجر مدرب آرسنال وجهة نظر أخرى حيث رشح الريدز للفوز «لأن ميلان منهك ومحبط بعد إخفاقه في التتويج بالكالتشيو».
لم تشهد تشكيلة ميلان للمباراة أي مفاجأة، كان المركز الوحيد الذي يشهد مفاضلة بين أكثر من لاعب هو المهاجم، كان أنشيلوتي يعتمد على طريقة لعب «4-4-2» وكان الأوكراني أندري شيفتشنكو يحجز مكانًا أساسيًا في هجوم الفريق وكانت المفاضلة بين جون دال توماسون وأندري إنزاجي وهيرنان كريسبو، وفضل المدرب المخضرم الاعتماد على كريسبو أساسيًا إلى جوار شيفا.
تشكيلة ليفربول حيث تم الاعتماد على هاري كيويل خلف رأس الحربة باروش في حين جلس سيسيه احتياطيًا وغاب أيضًا ديتمار هامان عن التشكيل الأساسي للفريق.
ثلاثية مباغتة
بعد دقيقة واحدة من انطلاق المباراة نجح ميلان في زيارة شباك دوديك حارس ليفربول بتسديدة قوية من القائد المخضرم باولو مالديني الذي كان يحلم برفع الكأس الأوروبية للمرة الخامسة في تاريخه.
حاول ليفربول التعويض سريعًا وكان سامي هيبيا قريبًا من التسجيل لكن الحارس البرازيلي ديدا أنقذ مرمى ميلان ليستمر تفوق الفريق الإيطالي.
في الدقيقة 39، ضاعف كريسبو معاناة ليفربول بهدف ثان بعد تمريرة من شيفتشنكو حولها المهاجم الأرجنتيني داخل الشباك.
وفي الدقيقة 44، وبعد تمريرة رائعة من ريكاردو كاكا تمكن كريسبو مجددًا من هز شباك الفريق الإنجليزي ليقتل ميلان أحلام ليفربول في التتويج مبكرًا.
مع نهاية الشوط الأول، التقطت الكاميرا صورة لرافايل بينيتز يقف وتظهر خلفه الشاشة العملاقة لملعب «أتاتورك» مكتوب عليها «ميلان 3 – 0 ليفربول» ثم تحولت صوب مدرجات الفريق الإنجليزي لتلقط صورة لمشجع يبكي واضعًا يديه أعلى رأسه من شدة الحسرة.
على الطرف الآخر، كانت جماهير ميلان بدأت تحتفل باللقب بعد 45 دقيقة فقط.
6 دقائق تاريخية
نزل الألماني هامان أرض الملعب مع انطلاق الشوط الثاني بدلاً من ستيف فينان ليصبح التغيير الثاني للريدز بعدما شارك فلاديمير سميتشر في منتصف الشوط الأول بدلاً من هاري كيويل المصاب.
كان تشابي ألونسو قريبًا من التسجيل بتسديدة قوية مرت بالقرب من مرمى ميلان، وفي الدقيقة 54 عرف ليفربول أخيرًا الطريق إلى شباك ديدا برأسية متقنة من القائد ستيفين جيرارد الذي ارتقى للكرة وحولها دون تدخل من العملاق الهولندي ياب ستام مدافع الروسونيري.
ركض جيرارد سريعًا إلى منتصف الملعب، صرخ بصوت عال وطالب زملاءه بتسجيل المزيد وبعد دقيقتين فقط جاءت الاستجابة بتسديدة قوية متقنة من خارج منطقة الجزاء من البديل سميتشر.
اقترب ليفربول من التعادل، أصبح الفارق هدفًا واضحًا، حاول ميلان استعادة تفوقه مجددًا لكنّ أمواج ليفربول ضربته مجددًا وباغتته في الدقيقة 60 حين حصل ستيفين جيرارد على ركلة جزاء سجل منها تشابي ألونسو هدف التعادل.
نجح ليفربول في تسجيل ثلاثية تاريخية في ست دقائق فقط وحافظ على النتيجة نفسها حتى نهاية وقت المباراة، الأصلي والإضافي، وحين جاءت ركلات الترجيح كان الريدز على موعد مع التتويج.
سدد كل فريق 4 ركلات، سجل ليفربول 3 وتمكن ميلان من تسجيل 2، تقدم شيفتشينكو لتسجيل الركلة الخامسة، وقف دوديك على خط المرمى، يحاول تشتيت المهاجم المتألق، يحرك يديه يمينًا ويسارًا تقدم شيفا وسدد الكرة في منتصف المرمى ليبعدها الحارس ويهدي اللقب لليفربول.