قصة نهائي (3): 3 دقائق تغتال حلم بايرن ميونخ

يواصل «المصري اليوم الرياضي» نشر سلسلة «قصة نهائي»، قبل نهائي دوري الأبطال، السبت المقبل.
لقراءة الحلقة الأولى، اضغط هنا، أما الحلقة الثانية، فاضغط هنا
أوقعت قرعة مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا فريقي بايرن ميونخ الألماني ومانشستر يونايتد الإنجليزي في مجموعة واحدة موسم (1998 – 1999) عبر الفريقان سويًا بصعوبة إلى المراحل الإقصائية، تجاوزا ربع النهائي ونصف النهائي، وحين وصلت البطولة لآخر مراحلها تجدد الصدام بينهما.
في 26 مايو 1999 استضاف «كامب نو» ملعب برشلونة الإسباني، نهائي دوري أبطال أوروبا بين بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد، كلا الفريقين عاني من غياب بعض عناصره البارزة، في مانشستر كانت الأزمة الكبرى في وسط الملعب حيثُ غاب روي كين وبول سكولز بسبب الإيقاف، وشارك بدلاً منهما نيكي بات وديفيد بيكهام في «قلب الملعب»، أمّا بايرن ميونخ فافتقد خدمات مهاجمه المتألق جيوفاني إلبير والظهير الأيسر المتألق بيكسنتي ليزرازو.
6 دقائق فقط مرت على انطلاق المباراة قبل أن يحتسب الحكم الإيطالي الشهير بييرلويجي كولينا مخالفة لبايرن ميونخ أمام منطقة الجزاء بعدما قام روني جونسون مدافع مانشستر يونايتد بعرقلة المهاجم العملاق كارستن يانكر، من تصويبة أرضية ماكرة نجح «باسلر» في تسجيل الهدف الأول لبايرن ميونخ.
كانت البداية صادمة لمانشستر، حاول الفريق تعديل النتيجة لكن خط وسطه كان مفككًا، بيكهام يركض كثيرًا لكنه لا يجيد قطع الكرات، سيطر مانشستر على الكرة لكن دون تهديد مرمى بايرن ميونخ إلا في مرة واحدة تصدى لها الحارس المتألق أوليفر كان.
انتهى الشوط الأول بتقدم الفريق البافاري الذي تراجع قليلاً للدفاع محاولا الاعتماد على هجماته المرتدة واستغلال الحالة الفنية الجيدة التي ظهر عليها يانكر.
القائم والعارضة حرما بايرن ميونخ من زيارة شباك بيتر شمايكل مجددًا، في المرة الأولى سدد البديل «شول» كرة ساقطة ذكية اصطدمت بالقائم وفي المرة الثانية سدد يانكر بقوة في العارضة.
دقائق الإثارة
كان الحكم الرابع يقف على الخط يرفع اللوحة الإلكترونية التي تشير إلى إضافة 3 دقائق لوقت المباراة، وقتها كان ديفيد بيكهام يستعد لتنفيذ ضربة ركنية، تقدم بيتر شمايكل حارس المرمى ليرافق لاعبي فريقه داخل منطقة جزاء بايرن، مرر بيكهام الكرة حاول الدفاع إبعادها وصلت أمام ريان جيجز صوبها بقدمه اليمنى الضعيفة ذهبت باتجاه المرمى ضعيفة لكنها وجدت البديل تيدي شيرنجهام الذي أسكنها الشباك بسهولة.
انطلق لاعبو مانشستر يحتفلون بهدف التعادل القاتل الذي جاء بعد 36 ثانية فقط من الوقت الإضافي للمباراة.
الآن ستنتهي المباراة بالتعادل ويذهب الفريقان لشوطين إضافيين لحسم البطولة كان هذا هو المنتظر بعد هدف شيرينجهام القاتل، لكن المهاجم البديل ذو الوجه الطفولي سولسكاير كان له رأي آخر.
بعد الهدف بدقيقة واحدة حصل مانشستر على ركنية أخرى، ذهب بيكهام المتخصص لتنفيذها، مرر كرة متقنة، ارتقى لها شيرينجهام، حولها برأسه في اتجاه المرمى، وأمام أوليفر كان الحارس الألماني كان سولسكاير يقف دون رقابة، وجّه المهاجم قدمه صوب الكرة في ردة فعل سريعة وحولها داخل الشباك.
المشهد بعد هذا الهدف كان دراميًا، لاعبو مانشستر يونايتد والبدلاء يركضون للاحتفال ويتقافزون ويصرخون، وإلى جوارهم، على بعد أمتار قليلة يجلس لاعبو بايرن ميونخ على أرض الملعب، لم تنته المباراة بعد لكنهم استسلموا للمفاجئة الصادمة.
ذهب كولينا إلى لاعبي بايرن يطالبهم باستكمال المباراة، كان الغاني صامويل كوفور وشتيفين إيفينبرج وشول يجلسون على الأرض، حاول شول تحميس زملائه على أمل إدراك التعادل في الثواني المتبقية، ركضوا إلى منتصف الملعب حاولوا التعديل لكن الوقت كان قد باغتهم، أطلق كولينا صافرة النهاية، سقط كوفور على الأرض وانخرط في نوبة بكاء حادة، «كان» بدا تائهًا يصافح لاعبي مانشستر ببرود وفتور.
«كرة القدم.. الجحيم الدموي».. الترجمة الحرفية لما قاله السير أليكس فيرجسون عقب هذا اللقاء.
تُوج مانشستر بالبطولة وانتظر بايرن ميونخ عامين آخرين حتى يحتضن اللقب الأوروبي الأغلي.