سيناريو تخيلي: جوارديولا في مانشستر سيتي

رغم تصريحات بيب جوارديولا بأنه باق في بايرن ميونخ للسنة الباقية في عقده، إلا أن الأمور في عالم كرة القدم تتغير بسرعة كبيرة.
فهذه تصريحات «جوارديولا»، إلا أن رأي إدارة بايرن غير واضح، ورأي قطاع عريض من جمهور البافاري واضح، يريدون رأس «جوارديولا».
لا شك أن المدرب، الذي كان كثيرًا سببًا في الفوز لبرشلونة سابقًا وبايرن حاليًا، يتحمل مسؤولية كبيرة في الهزيمة الثلاثية أمام البلاوجرانا في لقاء الذهاب، ويتحمل أيضًا، حسب عدة تقارير، موجة الإصابات التي ضربت فريقه، بعد إنهاك لاعبيه طوال موسم أوروبي طويل.
إذًا، فرحيل «بيب» عن بايرن أقرب للواقع بنسبة بسيطة، ورحيله لإنجلترا يبدو منطقيًا، فالرجل الذي حصد الإنجازات في إسبانيا وألمانيا سيبحث عن أرض جديدة لزيادة غلة إنجازاته، على طريقة الإسكندر الأكبر، «أتيت، رأيت، غزيت».
وربطت تقارير عدة اسم «جوارديولا» بمانشستر سيتي، خصوصًا مع رحيل «بيلجريني» شبه المؤكد عن ملعب الاتحاد بعد موسم سيء لل«سيتيزنس».
لذا، دعونا نأخذ رحلة، عبر الزمن والمكان، لنتخيل «بيب» في مانشستر سيتي.
1 يوليو 2015، قاعة المؤتمرات الصحفية بملعب الاتحاد.
القاعة ممتلئة عن آخرها بصحفيين يبحثون عن كلمة يقولها «جوارديولا» لتكون عنوانًا لخبر في «صن» أو «تليجراف» و«ديلي ميل»، و«جوارديولا» يعلم ذلك، من يجلسون ويقفون أمامه هم جلادون لا صحفيون، صحفيو «بيلد» و«دير شبيجل» بالنسبة لهم قمة في الوداعة.
بأناقته المعهودة، جلس «بيب» بجانب الشيخ منصور، ليبدأ حديثه بلغة إنجليزية تغلب عليها تلك لهجة مدينة مانشستر، بداية ليست سيئة للرجل الذي تحدث بألمانية واثقة في أولى مؤتمراته الصحفية في بافاريا.
«أحتاج لتحدي جديد.. سيتي أعطاني هذا التحدي»، وجوه الصحفيين لن تتبدل بسبب تصريح متوقع.
«الجمهور يأتي لمشاهدة اللاعبين يحصدون البطولات، لا المدرب، على التأقلم مع اللاعبين هنا»، وجه الشيخ منصور الذي ضربته عقوبات اللعب المالي النظيف يتذكر أيام ما كان يدخل سوق الانتقالات محملًا بأموال لا تنتهي، ونتيجتها أمثال فيرناندينيو وسانيا وكليتشي ويوفيتيتش، ولقب دوري واحد وفشل أوروبي مستمر.
مع قدوم وقت الأسئلة لم يضيع الصحفيين وقتًا، السؤال الأول: «هل وجود مورينيو في إنجلترا أثر على قرارك في القدوم إلى هنا؟»
ذهن «جوارديولا» صار في حالة «فلاش باك»، بين كلاسيكو ال5-0، والصراعات والمواجهات الكلامية، إصبع مورينيو في عين صديقه الراحل «فيلانوفا»، قفزة «رونالدو» التي أضاعت عليه لقب كأس الملك، «فلاش باك» مستمر منذ أن عرف أنه قادم إلى بلاد ال«بريميير ليج».
«أتيت للفوز بالدوري مع مانشستر سيتي، لا للفوز على مورينيو»
نجح «بيب» في اختباره الأول مع جلادي الصحافة الإنجليزية، اللذين يكرهون كل ما هو ليس إنجليزيًا إلى أن يثبت العكس.
على العموم، هؤلاء الجلادون لديهم رحلة 55 كيلومترًا غربًا، وبالتحديد إلى ليفربول، حيث يتولى يورجن كلوب مسؤولية ال«ريدز».
سيقول «مورينيو» أنه فضل الذهاب إلى السينما مع أسرته عن مشاهدة مؤتمر «بيب» الأول، إلا أنه كاذب، فالبرتغالي الماكر شاهد وحلل كل نقطة فيه، وكذلك جلس العجوزين «فان جال» و«فينجر» يشاهدون ما قاله «بيب»، ثم ما سيقوله «كلوب».
ما يضمنه عشاق ال«بريميير ليج» على كل الألوان، أنه في حالة قدوم «جوارديولا» إلى سيتي، و«كلوب» إلى ليفربول، فإن موسم الدوري الإنجليزي سيكون تاريخيًا من حيث التصريحات النارية من كل صوب، يكفي أن تفكر في وجود «مورينيو» و«كلوب» و«جوارديولا» و«فان جال» و«فينجر» في دوري واحد.