استكلمت نيابة حوادث شمال الجيزة، برئاسة المستشار محمد مكي، الخميس، تحقيقاتها الموسعة، مع أمين شرطة من قوة قسم الوراق، المتهم بقتل منتمٍ إلى خلية الوراق الإرهابية، أثناء تلقيه العلاج بمستشفى إمبابة العام، جراء إصابته بطلق ناري في القدم من قبل قوات الشرطة، في مطادرة أمنية له واثنين آخرين، كانوا يحاولون زراعة 3 قنابل بدائية الصنع، بجوار مبنى حى رئاسة الوراق، خلال الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. وواجهت النيابة المتهم أسامة عبد الله، باتهام تلقيه رشوة من قيادات إخوانية، مقابل التخلص من القتيل محمد أحمد عطية، 21 سنة، طالب، فنفى التهمة المنسوبة إليه، قائلا: «أنا تلقيت عرض رشوة من القتيل نفسه، الذى طلب إعطائي مبلغ مليون جنيه، في مقابل تهريبه من مستشفى إمبابة العام، وهذا قبل واقعة قتل بقرابة 5 أيام، وكانت تلك المرة الثانية التي اتولى فيها مهام حراسة «عطية»، وضحكت من كلامه، ولكني شعرت بخوف شديد منه، وكنت أحاول معاملته بالحسنى، وأجلب له العصائر والمأكولات، فضلاً عن أكياس الدم من مستشفى أم المصريين، لاستكمال علاجه». وعاجلته النيابة بسؤاله عما إذا كان هوية زائري القتيل في المستشفى، فقال المتهم: «الزيارات عن القتيل، كانت ممنوعة نهائيًا، وضباط بقطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، كانوا يستجوبونه للتوصل إلى خيوط توصلهم ببقية عناصر الخلية الإرهابية التي ينتمي إليها، وتقريبًا الطابق الذي كان يرقد به القتيل، مأمن من الشرطة، ولم يدخل عليه حتي الأطباء إلا بعد استأذن، نظرًا لخطورته الشديدة». وعادت النيابة لسؤال المتهم عن رده فعله أثناء عرض الرشوة عليه، فاستطرد قائلاً: «ارتفعت أصوات ضحكاتي مجلجلة، وقلت ل«عطية»: «أنت حيلتك مليون جنيه منين»، فرد عليه الشاب الإخواني: «ملكش دعوة أنت، في ناس هتدفع الفلوس دى.. بس أنت وافق الأول»، فكان ردي عليه: «خلي المليون جنيه لنفسك.. ودلنا على مخازن الأسلحة بتاعكم». وسألت النيابة المتهم أمين الشرطة عن استعانته ب«طفل»، نجل إحدى الممرضات في المستشفى لتصوير جريمته بالموبايل، فنفي صحة الكلام، قائلا: «أنا مكنش في أعصاب ودماغ للكلام الفارغ دا.. واللي حصل أن (عطية) استفزني بسباب السيسي والمصريين، وهلل لاستشهاد جنودنا في سيناء، فقتله رميًا بالرصاص من سلاحى الميري، ولا أدري ما إذا كان أحد رأى الواقعة وصورها من عدمه، وخرجت إلى أروقة المستشفى، وأبلغت ضابط من قسم الوراق، كان مكلف أيضًا بحراسة القتيل بما حدث». وباستدعاء النيابة والد المتهم بالانتماء لخلية الوراق الإرهابية، ويُدعى أحمد عطية، 55 عامًا، موظف بالهيئة القومية للبريد، تنصل من الدعوات والمظاهرات التي دعا إليها أعضاء ما يسمى ب«تحالف دعم الشرعية»، التابع لجماعة لإخوان، أمام ديوان عام قسم الوراق، مؤكدًا أن محامٍ من التحالف اتصل عليه، لعرض تولى قضية نجله المجنى عليه قانونيًا، فرفض هذا العرض، مؤكدًا أن أحد من أفراد أسرته، لم يخرج في مظاهرة احتجاجًا على الحادث، وأنه ليس له علاقة بترديد بعض مشيعي جنازة ابنه هتافات مناهضة للجيش والشرطة. وقال والد القتيل، أمام النيابة: «عرفت بقتل نجلي على يد أمين الشرطة، أثناء ذهاب إلى المستشفى لزيارة (محمد)، ولم أشاهد الواقعة بنفسي، لكني اتهم الشُرطي بقتله، كونه معترفًا أثناء التحقيقات بذلك، وأكدت التحريات صحة قيامه بالاعتداء عليه، وإطلاق الرصاص على صدره، فأرده قتيلاً، مع سبق الإصرار والترصد، وليس كما زعم المتهم فى البداية، أن ابني حاول الهرب». وأضاف والد القتيل عن علاقة نجله بالجماعات الإرهابية، «أننا أسرة في حالها، ولم يكن لدينا يومًا ما انتماءات سياسية، و(محمد) كان يدرس بالصف الثالث الثانوي الأزهري، ورسب عدة مرات في دراسته، لذا كان يعمل بتوزيع الزيوت على مطاعم (الفلافل)، حتي علاقته بالناس فى محيط سكننا كانت شبة منعدمه». فواجهت النيابة والد القتيل، باعترفات نجله قبل وفاته، أمام النيابة، بعلاقته بالمتهم الثاني بخلية الوراق الإرهابية، ويُدعى أحمد عبد الحفيظ، 28 سنة، مهندس، بأن الأخير جارًا لهم، وكان علاقة قوية به، واتفقا مع آخرين على تفجير حي رئاسة الوراق، خلال ذكرى 25 يناير، لتكدير الأمن والسلم العام، فأكد الأب صحة علاقة ابنه بعضو الخلية «عبد الحفيظ»، لكنه أنكر محاولة الابن التخطيط لأعمال إرهابية، ومشاركته فى اعتصام أنصار الإخوان، بميدان رابعة العدوية، فى مدينة نصر بالقاهرة، 14 أغسطس العام قبل الماضى. وانتهت النيابة إلى قرارها باستعجال تحريات الأمن العام بوزارة الداخلية، حول الواقعة. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة