لن تؤثر التهديدات التي تناقلتها بعض الوسائل الإعلامية التابعة للمنظمات الإرهابية من دول تؤويها، على عزيمة الشعب المصري أو مساندته لجيشه في الحرب على الإرهاب، بل ستواجه تلك التهديدات بإعلام مصري يوضح مدي تكاتف الشعب مع دولته ومؤسساته وجيشه من أجل الحفاظ على أمنه القومي واستقرار بلاده. و لكن لمن يغالط، نضرب له مثلاً لوسائل الإعلام في الدول الديمقراطية وقت مكافحتها للإرهاب. فمثلا الأحداث الإرهابية التي شهدتها فرنسا، بدأت وسائل الإعلام في بث روح التحدي في الشعب الفرنسي وتشجيعهم للوقوف ضد الإرهاب عندما نقلت عن وزارة الداخلية الفرنسية أن ما لا يقل عن 3.7 مليون شخص قد شاركوا في مسيرات حاشدة في مختلف أنحاء فرنسا للتنديد بالعمليات الإرهابية الدنيئة والتي أسفرت عن مصرع 17 شخصا كان آخرها الهجوم على صحيفة شارلي إبدو. كان الرئيس والمعارضه والإعلام والصحافة واليسار واليمين متكاتفين في يد واحدة، يؤيدون ما تقوم به الشرطة في مواجهة الإرهاب. فكان الإعلام داعماً للدولة وأداة لتوعية الشعب الفرنسي لأخطار الإرهاب، فأدرك الشعب، بل العالم كله خطورة ما تعرضت له فرنسا وتعاطف معها قلباً وقالباً، وأخذ يردد العالم كله Je suis Charlie ( أي كلنا شارلي، رئيس التحرير الذي اغتاله الإرهاب) وبعد أحداث 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية، واستهداف مبنيي التجارة العالمي والبنتاجون، ظلت وسائل الإعلام لمدد طويلة تعطي الأولوية المطلقة للدفاع عن الأمن القومي الأمريكي والاستعداد لخوض حروب طاحنة لمكافحة الإرهاب. وفي بريطانيا وبعد التفجيرات التي شهدتها في عام 2005، أعلن رئيس الوزراء توني بلير ضرورة التخلص من الجماعات الإرهابية، وكانت وسائل الإعلام مساندة وداعمة للقرار، هذا بالرغم من تخوف البعض من حدوث عمليات أكثر وحشية بعد إعلان الحرب ضد المنظمات الإرهابية. و على الرغم من أن الشعب المصري رفض أن يعيش تحت نظام فاشي، وقرر القضاء على إرهاب الجماعة، لم تكُف الجماعات الإرهابية عن إرسال إنذارات أو إذاعة بيانات تهديدية من أجل نشر الذعر بين مواطنيه أو ضرب اقتصاده أو إضاعة فرص الاستثمار في وطنه. وما قد حدث في سيناء من عمل إرهابي خسيس من قتل ما يزيد على 25 شابا من شباب مصر الزاهر، لم يضعف من عزيمة الشعب والجيش في القضاء على الإرهاب، بل زاد من تماسكهم وصمودهم وإصرارهم على المقاومة حتي ولو ضحوا جميعاً بأنفسهم. فالشعب الذي واجه أقسي الحروب النفسية عبر العصور وانتصر في أعتي الحروب وحال أبطاله في المقاومة الشعبية من اقتحام مدنه، أكدوا أن مصر قوية بشعبها وجيشها، لم يهتز من أي عمليات إرهابية. وأهل سيناء الذين لعبوا أدوارا بطولية ضد العدو الصهيوني، كانوا يقومون برصد تحركاته وجمع معلومات عن مواقعه وتبليغها للمخابرات المصرية، لم يهابوا المواجهة ولم يفرطوا في شبر من أرضها بعد استردادها وبعد أن دفعوا أرواح أبنائهم لتحريرها. لهذا لن يستطيع أي تنظيم إرهابي الوقوف ضد إرادة شعب وقف وراء دولته وجيشه عازمين على تحقيق هدفهم والتخلص من كل أعدائهم. لن تقف أي منظمة إرهابية ضد إرادة شعب مصر، شعب يدعم إدارة دولته وجيشه لاستعادة هيبة الدولة والحفاظ على النظام. على وسائل الإعلام تعلم الدرس من الدول المذكورة وتوحيد رسالتهم الإعلامية في الحرب ضد الإرهاب. لقد صدر عبر الزمان أن مصر كنانة الله في أرضه ما طالها عدو إلا أهلكه الله. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة