انتفض الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة لمجرد قيام ثلاثة إرهابيين بتنفيذ جريمة استهدفت صحيفة شارلى إبدو واحتجاز رهائن فى متجر يهودى، وأدت تلك الأحداث إلى مقتل 17 شخصا، وسارعت فرنسا لاتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة موجة الإرهاب التى بدأت تضرب أوروبا انطلاقا من عاصمة النور وربما تمتد إلى بلدان أخرى وتعبر الأطلسى وصولا للولايات المتحدة، ولعل ما جرى درسا لنخبة الغبرة ونشطاء السبوبة ولكل من يشكل فى الجيش والشرطة فى بلدنا. جريمة إرهابية غادرة نفذتها عناصر تنتمى لهذه الجماعات والتى لطالما حظيت بالدعم والتمويل وربما التدريب من الدول نفسها التى تكتوى بنيرانهم، هكذا استيقظ العالم على حالة القتل والفزع التى روعت الفرنسيين والذين حبسوا أنفاسهم 72 ساعة، قبل أن يقتلوا الإرهابيين فى حملتين مباغتتين للقوات الخاصة على مكانى وجود المجرمين الثلاثة. ثلاثة إرهابيين فقط روعوا فرنسا التى وجدت سرعة تحرك من كل العالم لمساندتها، وبطبيعة الحال نحن نقف مع أى دولة تتعرض للإرهاب الأعمى المستتر وراء عباءة الدين، والذى يسئ لديننا الحنيف، وحسنا جاء الخطاب الفرنسى ليؤكد أن الحرب على الإرهاب ليست ضد الإسلام، لكنها تستهدف هؤلاء القتلة ومن يساندهم، وللأسف طوال عام ونصف تقريبا تحارب مصر منفردة الإرهاب المنتشر فى عدة محافظات ويستهدف المدنيين ورجال الجيش والشرطة، ولم يحرك هذا الأمر ساكنا لتلك الدول التى تنتفض الآن لمجرد ثلاثة إرهابيين نفذوا عمليتين إجراميتين فى فرنسا. وقفت الدول الأوروبية والولايات المتحدة تتابع ما يجرى من إرهاب فى مصر ومنعت حتى الأدوات والوسائل التى تستخدم فى مواجهة الإرهاب، ومازالوا حتى الآن مؤيدين لجماعة الإخوان الإرهابية التى ترتكب عمليات إجرامية ضد الشعب المصري، لم تسمع هذه الدول نداءات المصريين باعتبار تلك الجماعة إرهابية بل منحوا قادتها حق الإقامة وحرية التنقل بل واتخاذ أراضى الدول الأوروبية نفسها للتخطيط والتمويل وإصدار التكليفات للقيام بالعمليات الإرهابية فى مصر. فهل يكون ما جرى على الأراضى الفرنسية رسالة لهذه الدول بأن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وليست هناك دولة بمنأى عنه، وتقوم بمراجعة مواقفها الداعمة للإرهاب الإخوانى وتكبح جماح عناصر هذه الجماعة وتحاصر أنشطتهم، نتمنى أن تكون هذه الدول قد تأكدت من التحذيرات التى أطلقتها مصر قبل عام ونصف تقريبا من خطر الإرهاب وامتداده إليها ووجب عليها مراجعة استراتيجية حربها على الإرهاب بالقطعة، وأن تعتبر ما يحدث فى ليبيا لا يقل خطرا عن تنظيم داعش الإرهابي، وأن ما تشهده مصر هو إرهاب ينفذه دعاة الكراهية من جماعة الإخوان الإرهابية، فقد حان الوقت لعدم الكيل بمكيالين فى مواجهة من يسفكون الدماء فى أى مكان. لمزيد من مقالات أحمد موسي