لما كانت مصرهي أعرق البلاد في الزراعة،فقد رأي الملك فؤاد الأول في 1929 أن يكون لمصر متحفًا زراعيًا يقوم بالتوثيق لتاريخ الزراعة المصرية وتطورها ووقع الاختيار على سراي الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل وشقيقة الملك فؤاد الأول، ليكون متحفًا زراعيًا،وقد اختيرهذا القصر لوجوده على مقربة من وزارة الزراعة ليسهل خدمتها له. وبدأ تنفيذ التعديلات المعمارية اللازمة لتحويل السراي إلى متحف في مارس 1930 وخُصص لعرض معروضات المملكة الحيوانية وتنفيذًا لخطة إنشاء متحف تتناسب عظمته ومكانة مصر الزراعية وتاريخ الزراعة فيها، انشئ مبنى جديد مستقل– على نفس طراز القصر– بغرض عرض المعروضات المملكة النباتية في 1935 كما أنشئ مبنى آخر ليكون قاعة للمحاضرات والسينما ومكتبة في 1937. و«زي النهاردة» في 16 يناير 1938 افتتح الملك فاروق المتحف رسميًا وسُمي «متحف فؤاد الأول الزراعي»ويضم المتحف آلاف المعروضات والمقتنيات التي تقدم في مجملها قراءة تاريخية للزراعة وتطورها في مصر منذ عصر الفراعنة، يمثل المتحف قبلة للعلماء والباحثين في مجال الأبحاث والدراسات الزراعية والبيطرية والتاريخية وتوجد بالمتحف مقتنيات ونباتات نادرة بعضها انقرض من الوجود، مثل نبات (البرساء) الذي كان مقدسًا عند الفراعنة، ونماذج لآلات زراعية تاريخية مثل المجرش أو آلة طحن الحبوب، التي يعود تاريخها إلى 15 ألف سنة، هذا فضلًا عن الكثير من الصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية الزيتية التي تحيلك إلى أجواء الماضي، وتطور الأساليب الزراعية لدي الفلاح المصري، وأشكال الحياة القروية عبر التاريخ. كما يعد ثاني أهم مكان متخصص في «الزراعة» على مستوى العالم بعد المتحف الزراعى في العاصمة المجرية «بودابست» وقد تمت الاستعانة بمصمم المتحف الزراعى في العاصمة المجرية «بودابست» ليقوم بتصميم المتحف الزراعى المصري. واستمرت الإنشاءات للمتاحف الجديدة، فأضيف متحف البهو العريي في 1961 ومتحف الزراعة المصرية القديمة والذي تم تقسيمه إلى متحفين ( الزراعة المصريةالقديمةفي العصرالفرعوني والزراعة المصرية القديمة في العصر اليوناني الروماني والقبطي والإسلامي)ومتحف القطن في 1996 وأخيرًا متحف المقتنيات الفنية في2002 كما يجري انشاءمتحف الحياة البرية والبيئة ومتحف الآت الري والزراعة وتبلغ المساحة الإجمالية للمتحف الزراعي ثلاثون فدانًا ( حوالي 125 ألف مترمربع). وتشغل منها مباني المتاحف المختلفةحوالي 20 ألف متر مربع والباقي عبارة عن حديقةتضم العديدمن الأشجارو النباتات النادرة والصوب الزراعية بالإضافة إلى حديقتين على الطراز الفرعوني. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة