مع كل التقدير لدور الراحل الشيخ محمد سيد طنطاوى، ولقد ناصرته حياً وميتاً فى مواطن كثيرة ومعاركه العديدة مع مخالفيه، لكن ما خلفه نبأ وفاته ودفنه بالبقيع أحزننى على فكر الشعب المصرى بم فيهم أهل التخصص! فقد اعتبرت الغالبية دفنه بالبقيع ميزة له- غفر الله لنا وله- وأرى ذلك من فساد العقيدة، إذ إن التراب ومجاورة الصالحين بمدفن واحد ليس من علامات الصلاح، ولا هو يؤثر فى مصير العبد، إن العبد موكول لعمله هو شخصياً، والبقيع مدفون به الصالحون من الصحابة والطالحون من المنافقين منذ عهد رسول الله وحتى اليوم، حيث يقول سبحانه وتعالى: «وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم» التوبة 101. ولابد أن يعلم الناس أن البقيع مدفن للناس منذ آلاف السنين بل قبل عهد الرسول، ووفقاً لتعليمات مجلس حى المدينةالمنورة يتم رشه يومياً بالمياه حتى يتسارع تعفن الجثث، ثم يتم تكويمها وإعادة تمهيد جزء من الأرض لاستقبال الموتى الجدد، يجب أن نوطن أنفسنا على التعقل فى مسألة الموت والقبور، ولا نتعلق بها كل هذا التعلق حتى إن بعضنا يقوم بالاحتفال عند قبر سيدنا الحسين بمصر والنجف بالعراق وسوريا، فأين هو رضى الله عنه؟ مع توقيرى وحبى الكاملين لسيد شباب أهل الجنة! واحتفالك بأن تصلى على حبيب مات بمسجد السيدة نفيسة أو السيدة زينب رضى الله عنهما أو غيرهما لن يقدم ولن يؤخر فى مصير من تصلى عليه.. دعكم من المرويات غير المنضبطة التى تتناولونها بغير ضابط وتنسبونها لرسول الله فى هذا الشأن حتى تساندوا خرافات أجداد لم يكونوا على الجادة.