منذ أن أٌعلن عن ميعاد الاستفتاء فى يوم التاسع عشر من مارس, تعالت الأصوات بضرورة مقاطعة الاستفتاء ... و لما وجد القائمون على هذه الحملة أن لا أحد يسمعهم, حوّلوا وجهتهم نحو " الحملة الشعبية لقول لا" !! و فجأة تحولت الحملة الى خناقة لا سيما بعد أن أعلن الاخوان موقفهم فى الموافقة على التعديلات و يليهم ما تبقى من الحزب الوطنى ... وجدنا هجوما غريبا على من يروجون لنعم فى حين أن ترويج لا كان أعنف و أشد و سُخّرت من أجله برامج و قنوات كاملة تأتى بنفس الضييوف ة تعيد و تزيد فيهم ... و الملاحظ أن فريق لا هذا جميعا - و ان لم يبد ذلك واضحا - من ائتلاف شباب الثورة و أنصاره الذين يروجون بكل ضراوة للمجلس الرئاسى ... فكل المفكرين و الكتاب المناصرين للا يندرجون تحت هذه القائمة ... و ليس عيبا أن يدافع المشتركون فى نفس وجهة النظر عن بعضهم البعض ... و نجد بعضا من الفنانين الذين لم يسبق أن رأينا لهم فكرا مبهرا أو تحركا فى صالح المجتمع من قبل !! و لا ينقص ذلك من قدرهم الفنى شيئا" ... و لكن لا يمكن أن يُستخدموا كأداة تأثير الان فى تلك الظروف الدقيقة !! كما نجد من جبهة الرافضين الداعية عمرو خالد و معز مسعود دون ابداء سبب واضح و مقنع للرفض ... و أتعجب بالذات من معز مسعود لأنه كان دائما يسعى الى الاقناع فى خطاباته و لكنه ربما لا يجد ما يقنع الناس به الان ... أما عمرو موسى فذاك له سبب اخر و أتصور أنه يحاول أن يبنى لنفسه قاعدة شعبية فى جبهة ال"لا" حتى لا يرفضونه رفضا باتا عند الترشح لرئاسة الجمهورية ... أما فريق نعم فله سعة شعبية أعرض قليلا, فتجد الى جانب الاخوان و الوطنى - اللذان يمثلان الفزّاعة الكبرى لغير المؤيدين و ربما المؤيدين أيضا" - تجد بجانبهم أشد المفكّرين و الكتاب معارضة للنظام السابق مثل فهمى هويدى و معتز بالله عبد الفتاح و وائل خليل ... و لو تكلمنا عن الأحزاب فحزبى العمل و الوسط مؤيدان أيضا و ان كان الكثير يربطون ما بين حزب الوسط و الاخوان فى الفكر ... نجد أيضا" الكاتب الصحفى صلاح منتصر مؤيدا و المستشار محمود الخضيرى نائب رئيس محكمة النقض الأسبق ورئيس نادي قضاة الإسكندرية الأسبق, الى جانب قضاة الأسكندرية (المستشار عزت عجوة تحدث باسمهم) ... هذا الى جانب المستشار طارق البشرى الذى ظلم من قبل النظام السابق و حُرم من رئاسة مجلس الدولة ... و الحقيقة أن الكثير من الصحفيين و المدونيين يرون أن الموافقة أبدى من الرفض ... كما ان قول "نعم" أقرب الى حدس الشارع المصرى من قول "لا " ... ربما لا يكون الشارع مثقفا سياسيا بالقدر الكافى ... انما الانسان لا يعيش بالثقافة وحدها ... و لكن الحدس له أثرٌ كبير فى قراراتنا نحن المصريون ... فالفلاح المصرى و الصعيدى المصرى يمشى كل حياته بناء على أوجه نظر معقدة و صحيحة ربما يصعب على غيره من المتعلمين فهمها و تحليلها ... ان حدس الشارع يقول لو أن هناك خيارا نحو الديموقراطية و دستور جديد فلنذهب اليه بكل سرعة و طاقة ... و لا داعى للخوف فقد تعدينا تلك المرحلة منذ أن رحل الرئيس مبارك ... لقد تحملنا ما هو أسوأ من ذلك و لن نرضخ لمن يريد تطويع ارادتنا لصالحه مرة أخرى ... لقد جاءت لنا فرصة بناء بلد قوى على طبق من شهداء لم يكونوا يوما من ائتلاف شباب الثورة و لا من اتباعه ... نزل الشعب - و أقول الشعب - و ليس فئة معينة حتى يصنع لنفسه بلدا حديثة له فيها مكان ... فليس من العدل الان أن يتولى توجيهنا مجموعة - ربما كانت محركة للشعب - و لكن لم يسقط منها شهداء و ليس لهم الحق فى قيادة الدفة دون تفويض من الشعب ... قولوا نعم حتى لا تعطوهم شرعية فى قيادة دفتنا الى ما يروه مناسبا ... قولوا نعم حتى نعضد القوات المصلحة فى محاولتها لتطبيق الديموقراطية ... قولوا نعم حتى نسرع خطواتنا نحو بلد أفضل و هيكل سياسى محترم ... أو قولوا لا لأنكم مقتنعين بها فعلا" ... و قولوا لا ليس تبعا" لأحد أو لمجموعة تعرف كيف تتحدث و كيف تبنى لنفسها منابر و دعاية بالضبط كما كان يفعل الحزب الوطنى سابقا ... قل نعم أو لا بناءا على معتقداتك و فكرك أنت وحدك ... ايها الشعب ... أريهم أنه ولا 100 فيديو و لا غسيل مخ يصلح معنا نحن المصريون ... شعب ذكى و طالما سنكون ... بحدسنا و بأملنا نحو غد أفضل ... قل ما تريد ... و لكن قبل أن تخّط بقلمك تأكّد أنك تصنع مستقبلك و تاريخ لأولادك و أحفادك و لأجيال قادمة ربما لن تقدّر يوما ما نمر به الان من أزمات و مشاكل ... لأنهم سيكونون فى بلد ديموقراطى و لا يعرفون للاستبداد معنى ان شاء الله